إحتفل النجم السينمائي الأميركي آل باتشينو، السبت، بعيد ميلاده الـ75، بينما حفلت مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها تويتر، بعبارات التهنئة والاحتفاء بالنجم المخضرم، حملت أسماء لمعجبيه حول العالم.ويعد باتشينو، المولود عام 1940 لأسرة أميركية ذات أصول إيطالية، من أبرز ممثلي جيله، جيل السبعينيات، ويعده كثير من النقاد، أحد أهم الممثلين الأميركيين بشكل عام.
ويتزامن مع عيد ميلاده ظهوره على مسرح ليدز في لقاء مع جماهيره تحت عنوان «تجربة مع ال باتشينو»، ويتطرق باتشينو الى مختلف جوانب حياته خلال هذا اللقاء منها الشهرة التي قال انها لم لم تعد كما كانت من قبل مضيفا« لا اعرف ماذا اصبحت عليه اليوم، لم اذهب لمتجر منذ اعوام. الذهاب الى مكان ما من دون ان يتم التعرف عليك يعد رفاهية».
وعن بداياته يقول الممثل المخضرم بان التمثيل لم يكن خيارا من اجل المال :« لست ماديا ولا اهتم كثيرا للمال، بعد الجامعة كنت عاطلا عن العمل لفترة طويلة وقد نمت كالمشردين في الطرقات لايام. كنت احب العمل الجاد لان هذا ما تربيت عليه. جدي علمني بان احب العمل،مهما كان هذا العمل. لكن اسلوب حياتي حاليا يجعلني ضمن أصرف المال.. لان نوعية الحياة التي اعيشها تتطلب صرف المال ».
ويتطرق الى دوره في فيلم العراب معتبرا ان شخصية مايكل كورليوني كانت وما تزال اصعب دور قام به على الاطلاق : « لم انظر اليه كرجل عصابات، كنت اشعر بقوته النابعة من سحر شخصيته لكن احدا من المعنيين بالفيلم كان قد لمس ذلك وكانوا على وشك طردي لكن شخصا واحدا ارادني للفيلم وهو فورد كوبولا. وهذا ما كان». وفي لفتة يقول باتشينو لعلها مرتبطة بالقدر يقول« جدي وجدتي هاجروا من قرية في صقلية تدعى «كورليون» ، امر مرتبط بالقدر لا اعرف لكنه امر غريب.. لكن الحياة بشكل عام غريبة».
وعن أولاده وحياته العائلية يقول: «حين كنت مراهقا قررت معلمتي بان علاجي يكمن في حصولي على والد..لكن ذلك لم يكن امرا اتحكم به انا او والدتي، فوالدي رحل حين طلق والدتي عندما كنت في الثانية من عمري. لذلك قمت بالامر بشكل مختلف مع اطفالي واحاول كل ما بوسعي ان اكون حاضرا ومتواجدا من اجلهم في كل شي.» ويؤكد انهم غيروا نظرته للحياة وللتمثيل اذ انه كان التمثيل كل حياته اما اليوم فهو يعتبره جزاءا بسيطا منها.
واخيرا يتطرق الى مواقع التواصل باسلوبه الخاص قائلا« انا لا اديرها بنفسي، افهم مدى اهميتها لكنني لا اديرها بنفسي. لدينا صفحة على فيسبوك مثلا حصلت على 5.4 مليون إعجاب.. مهما كان معنى ذلك لكنني اتفهم اهميتها».
وعن روبرت دينيو يقول «هناك أحاديث دائما عن منافسة وعداوة بيني وبين «بوب» لكنه صديقي، مررنا تقريبا بنفس التجارب ووصلنا الى ما وصلنا عليه اليوم. احب كثيرا ما يفعله بالكوميديا.. عبقرية تامة».
باتشينو في السابعة والخمسين
بدأ باتشينو مسيرته أواخر السيتنيات، وفي عام 1972 اختاره المخرج فرانسيس فورد كوبولا لبطولة فيلمه “الأب الروحي،” وتمكن باتشينو من لفت الأنظار إليه رغم حداثة سنه وقتها ورغم وقوفه أمام ممثلين مخضرمين مثل مارلون براندو وغيره.وفي عام 1974، عاد باتشينو لتجسيد شخصية “مايكل كورليوني” زعيم المافيا في نيويورك في الجزء الثاني من سلسلة الأب الروحي، ليتفوق على ما قدمه في الجزء الأول من السلسلة.
وفي عام 1983، تعاون باتشينو مع المخرج برايان دي بالما في فيلمه الأبرز “الوجه ذو الندبة”، الذي جسد فيه شخصية مهاجر كوبي يصبح لاحقا أحد أبرز رجال العصابات الأميركيين.وإلى جانب أفلام الجريمة، تألق باتشينو في أفلام رومانسية مثل “بحر الحب” وقدم أداءا مبهرا في فيلم “عطر إمرأة” عام 1993 الذي جسد فيه دور رجل كفيف، ونال عنه جائزة الأوسكار لأفضل ممثل.
وعلى مدار العقدين التاليين قدم باتشينو العديد من الأدوار المعقدة مثل دوره في فيلم “محامي الشيطان”، وتجسيده لشخصية “شيلوك” الشهيرة في نسخة سينمائية من مسرحية “تاجر البندقية” لوليام شكسبير وغيرها.
وكان آخر أعماله هذا العام الفيلم الكوميدي “داني كولينز” الذي لم يعرض في صالات السينما العالمية بعد.ويجمع النقاد أن باتشينو يتميز بالقدرة على تنويع أدواره والشخصيات التي يجسدها بشكل يجعله ينتقل بين الدراما والحركة والكوميديا وغيرها.
ورغم سنه المتقدمة، لا يزال باتشينو قادرا على الإبداع والعطاء.
البحار نت