تعيش شركة “بيغ فارما” التي تعد أحد عمالقة الصناعات الدوائية، على وقع فضيحة مدوية سقطت فيها المعايير الأخلاقية والعلمية والتسويقية.
الأمر يتعلق بعقار فالسارتان (Valsartan) الذي يتم استخدمه لعلاج الحالات التي تعاني من فرط ضغط الدم.
فما هي قصة هذه الفضيحة.
لطالما كان العقار هذا موضع تقدير في الابحاث العلمية التي كانت تنشر حول علاجات ضغط الدم فللفسارتان آلية عمل خاصة، تعمل على حصر مستقبلات الانغيوتنسين 2 (Angiotensin2). الانغيوتنسين 2 هي مادة موجودة في الجسم تعمل على تشجيع انقباض الأوعية الدموية. وبالتالي يمكن حصر فعالية هذه المادة الاوعية الدموية من التوسع.
كذلك يعتبر الفالسارتان ناجعا لعلاج حالات القصور القلبي (heart failure)، ويتم إعطاؤه للمرضى الذين لا يستطيعون تحمل الادوية التي تندرج ضمن عائلة مثبطات الانزيم المحول للانجيوتنسين.
في عام 2010 حقق هذا العقار مبيعات قياسية وارباحا بلغت قيمتها ستة مليار دولار.
الحكاية الفعلية بدأت عام 2009 حين نشر عالما يابانيا بحثا حول هذا العقار انتشر على نطاق واسع، وساهم في تلك الأرباح. وبعدها اختفت هذه الابحاث عن مواقع الانترنيت.
في العام 2011، نشر مدونون مهتمون بأبحاث الطب، نتائج بحوث قاموا بها خلصت إلى أنّه لا علاقة لهذا الدواء بعلاج أمراض القلب والشرايين مثلما ادعى الطبيب الياباني وأنه مجرد فقاعة تجارية.
وفي أبريل/نيسان سحبت المجلات والمواقع المهمة التي تهتم بالموضوع كل الأبحاث التي قام بها العالم الياباني الذي تم طرده من وظيفته.
وإثر ذلك خلص تقرير حكومي إلى أن أحد المشاركين في شركة البحث كان موظفا لدى “نوفارتيس” المختبر الذي توصل للعلاج.
كما خلص التقرير إلى أنه لا علاقة للعالم الياباني بالتزوير وتزييف الحقائق ولكنه بنى خلاصته من أعمال أعدها غيره.
وقبل أيام اعتذر العالم الياباني، بما يعنيه ذلك من إذلال في الثقافة اليابانية، وقرر إعادة جميع رواتبه.
فما هي حكاية هذا العقار فعلا؟ وهل هو فعال كما قيل ام انه جزء من ابحاث مزيفة من اجل الارباح. ولو كان غير فعال فعلا لماذا انتشر بهذا الشكل ولما تم اعتماده من قبل الاطباء في مختلف انحاء العالم.
سي أن أن- وكالات