اعلن خلال الاسبوع الحالي عن اكتشافين مذهليين، الاول يتعلق باكبر طائر في العالم بالاضافة الى اكتشاف حفرية لأصغر قنفذ في العالم عاش قبل 52 مليون عام في الغابات المطيرة في شمال كولومبيا البريطانية. اكتشافان على طرفي نقيض من ناحية الحجم لكنهما يلقيان الضوء على عدد من الامور التي ما تزال غير معروفة للبشرية.
اكبر طائر في العالم
يتميز طائر القطرس البحري التائه (الباتروس) بقدرته العجيبة على الصمود في وجه رياح المحيط وعلى الإنزلاق على سطح المياه لمسافات طويلة وعلاوة على ذلك فإنه يفخر بأنه صاحب أطول مسافة بين الجناحين بين كل طيور الأرض وتبلغ 3.5 متر. ورغم ذلك فانه ليس سوى حمامة اذا ما قورن بطائر منقرض غريب اسمه العلمي (بيلاجورنيس ساندرز) تعرف عليه العلماء يوم الاثنين من حفريات عثر عليها في ساوث كارولاينا وكان يعيش منذ 25 إلى 28 مليون عام وهو صاحب أطول مسافة بين الجناحين على الاطلاق بين الطيور على مر التاريخ إذ تراوحت بين 6.1 و7.4 متر.
إلا أن مجرد الحجم لا يجعل منه كائنا فريدا إذ إن لديه سلسلة من النتوءات العظمية الشبيهة بالأسنان التي تبرز من فكيه الطويلين والتي تساعده على التقاط الأسماك وحيوان الحبار (السبيط) على طول الساحل الشرقي لأميركا الشمالية. وقال دانييل كسيبكا عالم الأحياء القديمة بمتحف بروس في جرينتش بولاية كونيتيكت والمشرف على هذه الدراسة التي نشرتها الأكاديمية القومية للعلوم “أي مخلوق على وجه الأرض سيتملكه الرعب. بوسع هذا الطائر أن يحجب أشعة الشمس وهو يحلق في السماء وإذا دنوت منه يعيد للأذهان صورة التنين.”
وبأرجله القصيرة المكتنزة ربما لا يبدو طائرا رشيقا على الأرض إلا أن جناحيه الطويلين الممشوقين جعلا منه طائرا ذا قدرة هائلة على الانزلاق على سطح الماء وبوسعه أيضا أن يظل محلقا في الجو لمسافات طويلة رغم ضخامة حجمه.وينتمي هذا الطائر لمجموعة منقرضة ازدهرت منذ نحو 55 إلى ثلاثة ملايين عام. وانقرضت آخر الطيور ذات الأسنان منذ 65 مليون عام بنفس الطريقة الكارثية التي اندثرت بها الديناصورات.
إلا ان هذه المجموعة ظهرت لها أسنان كاذبة لأغراض أخرى. وعاشت هذه الطيور في جميع القارات بما فيها القارة القطبية الجنوبية. وقال كسيبكا “إلا ان سبب انقراضها لا يزال يكتنفه الغموض.”وقال بول أولسن عالم الاحياء القديمة بجامعة كولومبيا الذي لم يشارك في هذه الدراسة “جميع طيور العصر الحديث ليس لها أسنان إلا ان بعض الطيور القديمة مثل الاركيوبتركس كانت ذات أسنان موروثة من أسلاف تشبه الديناصورات لكنها ليست طيورا.”
كانت هذه الطيور تشبه الديناصور المجنح إلى حد كبير وهي زواحف طلائرة منقرضة عاشت وقت ازدهار الديناصورات.
أصغر قنفذ في العالم
أماط باحثون اللثام عن حفرية لأصغر قنفذ في العالم عاش قبل 52 مليون عام في الغابات المطيرة في شمال كولومبيا البريطانية خلال عصور دافئة على الأرض بشكل استثنائي. وكشفت الحفرية التي عثر عليها في كندا أن القنفذ في حجم الزبابة -وهي حيوان ثديي يشبه الفأر- إذ يبلغ طوله حوالي خمسة سنتيمترات. وعاش المخلوق الذي اطلق عليه اسم ”سيلفاكولا آكارز” حوالي 13 مليون سنة بعدما سحق كويكب الديناصورات وترك الثدييات تهيمن على الحيوانات على الأرض.
وقال الباحثون إن القنفذ كان في حجم اصبع الإبهام وكان يأكل الحشرات والنباتات وربما الحبوب. وقالت جايلين إيبرلي عالمة الحفريات بجامعة كولورادو وواحدة من الباحثين الذين شاركوا في الدراسة التي نشرت بمجلة علم الحفريات الفقارية “لقد فوجئنا بحجمه الصغير وبصراحة كان من الصعب التعرف عليه.”
وسيلفاكولا آكارز هو الاسم العلمي لساكن الغابة الصغير. وقالت إيبرلي “قنافذ اليوم لا سيما التي يحتفظ بها كحيوانات أليفة أكبر بكثير… أصغر قنافذ موجودة الآن طولها بين 10 و15 سنتيمترا بدون الذيل.”
وتعرف القنافذ بالأشواك التي تغطيها بهدف الحماية. وكانت الحفرية غير مكتملة ولم تظهر ما إذا كان سيلفاكولا مثله مثل غيره من قنافذ اليوم مغطى بالأشواك. وقالت إيبرلي إن القنافذ الأولى التي عاشت في أوروبا في نفس الوقت تقريبا كانت تغطى بشعر خشن ومن ثم ربما كان سيلفاكولا كذلك أيضا.
رويترز