Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

الجاليات الأفريقية تجاوزت ذيول أزمة «مؤتمر الطاقة»

أبيدجان – رشيد بدر الدين:

الخلافات السياسية وما رافقها من تحركات شعبية وحالات عنف في لبنان، ألقت بظلالها على مؤتمر الطاقة الاغترابي الافريقي الثاني الذي احتضنته العاصمة العاجية ابيدجان، والذي عقد بغياب وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ومقاطعة وازنة من فاعليات الجالية اللبنانية في الكوت ديفوار ودول أفريقية.

وعلى رغم الشرخ الذي أصاب الجاليات في أفريقيا عموماً وفي الكوت ديفوار خصوصاً، قبل انعقاد المؤتمر، إلا أن الاتصالات والاجتماعات التي تلت المؤتمر أعادت العلاقات بين المؤيدين للمؤتمر والمقاطعين الى طبيعتها، بل أفضل مما كانت عليه، لأن الجاليات الموزعة بين جمعيات ورابطات وشخصيات وفاعليات تعيش كعائلة واحدة، وان هموم الغربة والمعاناة والغيرة على الوطن مشتركة بين جميع المغتربين.

أحد منظمي المؤتمر من السفراء قال إنه كان يتوقع أن يحضر المؤتمر قرابة ألف مشارك، وسيكون من أهم المؤتمرات القارية، لكن الخلافات السياسية وما تخللها من أحداث في لبنان وأبيدجان جعل المقاطعة تتوسع وتكبر، فضلاً عن أن غياب الوزير باسيل عن حضور المؤتمر ساهم بمزيد من الضغوط على المنظمين والمشرفين على أعمال المؤتمر الذين حاولوا تأمين أفضل السبل لإراحة المشاركين من الكوت ديفوار وخارجها والضيوف الأفارقة. ونجحوا بعقد المؤتمر وتنفيذ البرنامج حيث أثرى المشاركين الذين تلقى عدداً منهم دروعاً تقديرية.

وتخوف ممثل أحد المصارف التي تساهم بفاعلية في مؤتمرات الطاقة، من أن يصبح مؤتمر أبيدجان الأخير في ظل ما حصل إذا لم يجرِ تطويق الذيول.

الجالية اللبنانية في الكوت ديفوار التي سبق أن تحوّلت خلية نحل منذ أوائل كانون الثاني الماضي، لإنجاح المؤتمر ليكون الأهم قارياً، عادت وجعلت الاجتماعات مفتوحة بين أطيافها وفئاتها وفاعلياتها لإنهاء ذيول ما حصل.

اغترابياً، أكد مصدر قريب من جمعية البر والتعاون لـ«البحار» أن شغلنا الشاغل في الوقت الحاضر هو تماسك غرفة التجارة والصناعة اللبنانية في الكوت ديفوار، الشريكة في التحضير للمؤتمر برئاسة الدكتور جوزف الخوري، والتي تأسست قبل 5 سنوات بدعم من الرئيس نبيه بري ومباركته.

وأشار الى أن حركة «أمل» كانت مشاركة في كل اللجان التي تعمل لإنجاح المؤتمر، ليكون الأهم في المؤتمرات القارية، حتى أن ممثل الرئيس بري في أفريقيا السيد محمود ناصر الدين، دعا نجله الدكتور محمد الموجود في أميركا للحضور الى أبيدجان للمشاركة في المؤتمر مع عدد من أعضاء الحركة والمغتربين، وتقديم مداخلة اقتصادية تهم المغتربين ورجال الأعمال والمصارف، وهو يشارك دائماً في كل المؤتمرات الاغترابية التي ينظمها الوزير باسيل في بيروت على رأس وفد من المغتربين في القارة الأفريقية.

وتساءل المصدر: ما هي مصلحة لبنان والاغتراب في إقصاء تيار لبناني واسع وكبير عن المشاركة في مؤتمرات كان الداعم الأول لها رئيسه رئيس مجلس النواب نبيه بري؟

وعدّد المصدر المحطات التي وقفت خلالها الحركة ورئيسها الى جانب الرئيس عون ووزير الخارجية باسيل وخصوصاً في أوقات الأزمات، مشيرة الى موقفها إبان تحركهما لجبه تداعيات استقالة الرئيس سعد الحريري من الرياض.

وأكد أن الجالية في الكوت ديفوار التي تعد الأكبر في غرب أفريقيا وشرقها وتقدر بأكثر من مئة ألف شخص متماسكة وموحدة، ولن تتأثر بمثل هذه التداعيات.

اللافت، أن الجاليات في أفريقيا عموماً وفي الكوت ديفوار خصوصاً، تجاوزت على ما يبدو هذه المرحلة الصعبة، وأزالت ندوبها، لأنها متمسكة بوحدتها وبوطنها، وبقوانين الدول التي حضنتها، وسهلت حياتها، فهل تحذو الطبقة السياسية في الوطن الأم حذوها، وتعمل على جعل مصلحة لبنان بمغتربيه ومقيميه فوق كل اعتبار؟

هذا ما يتمناه المغتربون وينتظرونه لإعادة الحياة الى المؤتمرات الاغترابية شرط رعايتها من لجان تقترحها الجاليات وتشرف عليها بالتنسيق مع الجهات المعنية اللبنانية.

Leave a comment

0.0/5

Go to Top

الجاليات الأفريقية تجاوزت ذيول أزمة «مؤتمر الطاقة»