انعكست الأنباء حول احتمالية اتخاذ الولايات المتحدة الأمريكية خطوات عسكرية تجاه سوريا، على تداولات النفط والذهب في العالم، حيث ارتفع سعر الذهب بنسبة أربعة في المائة والنفط بسعر اثنين في المائة بالأسواق العالمية.
ووصل سعر أونصة الذهب إلى 1400 دولار في ارتفاع هو الأول من نوعه منذ بداية يونيو/ حزيران الماضي.
أما على صعيد النفط والتأثير القوي لدول الشرق الأوسط في أسعاره فإن خبراء يتوقعون ارتفاع سعر برميل برنت مثلا إلى ما بين عشرة إلى 20 دولارا، في الوقت الذي يصعب التكهن بمدى التأثير الحقيقي لأسعار الخام الأسود، بحسب ما أشار إليه الخبير الاستراتيجي اسحق صديقي.
قفز خام برنت لأعلى مستوى في ستة أشهر الأربعاء بينما تعد دول غربية لهجوم محتمل على سوريا مما يزيد المخاوف بشأن إمدادات النفط في الشرق الأوسط الذي يضخ ثلث إنتاج العالم. وتعد الولايات المتحدة وحلفاؤها لضربات جوية ضد قوات الرئيس بشار الأسد . وأسهم توقف الإنتاج في عدد من حقول النفط الليبية في رفع الأسعار وقفز برنت أربعة بالمئة في حين ارتفع خام القياس الأميركي ثلاثة بالمئة هذا الأسبوع.
وقال كومرتس بنك في مذكرة بحثية “على الرغم من أن سوق النفط استغرقت بعض الوقت للتفاعل مع التهديد بضربة عسكرية ضد سوريا فإن هذا يحدث الآن بكل قوة.”
وبلغ سعر خام برنت 115.53 دولار مرتفعا 97 سنتا بعد أن وصل في وقت سابق الى أعلى مستوى في ستة أشهر عند 117.34 دولار للبرميل. وارتفع الخام الأميركي 91 سنتا . وأعلى سعر سجله يوم الاربعاء 112.24 دولار وهو الأعلى منذ مايو/ أيار 2011.
وقال خبراء بأن أسواق النفط العالمية تتأهب لموجة جديدة من الاضطراب في الأسعار بالتزامن مع الضربة العسكرية التي تخطط الولايات المتحدة والدول الغربية لشنها على سوريا، فيما يتوقع أن تمثل هذه الضربة فرصة جيدة للمضاربين الذين يقتنصونها كفرصة لتحقيق أرباح من التداولات بالنفط.
من جهته حذر بنك سوسيتيه جنرال من ارتفاع اضافي لسعر خام برنت متوقعا ان يصل الى 125 دولارا للبرميل إذ شن الغرب غارات جوية على سوريا وقد يرتفع بدرجة أكبر إذا اتسع نطاق الصراع ليشمل باقي الشرق الأوسط. وقال مايكل ويتنر محلل سوق النفط في البنك الفرنسي إن برنت قد يصعد إلى 150 دولارا للبرميل إذا أثرت الحرب على منتجي النفط الرئيسيين مثل العراق لكن أي قفزة في الأسعار ستكون وجيزة على الأرجح وفق ما ذكرت وكالة «رويترز».
وقال ويتنر في مذكرة للعملاء “نعتقد أنه في الأيام القادمة قد يزيد برنت ما بين خمسة وعشرة دولارات ليصعد إلى 120-125 دولارا إما توقعا لهجوم أو كرد فعل على بدء هجوم.”
وأضاف “إذا اتسع نطاق التداعيات الإقليمية في صورة تعطيل للإمدادات في العراق أو في أماكن أخرى فقد يقفز برنت لفترة وجيزة إلى 150 دولارا.
“نفترض في تصورنا الأساسي أن يبدا الهجوم في الأسبوع المقبل. إذا تأخر ولم تظهر مؤشرات على هجوم وشيك فستبدأ قوة الدفع في سعر النفط من الوضع السوري بأكمله في التلاشي.”