أعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال استقباله الرئيس الالماني فرانك فالتر شتاينماير في عين التينة عن تقديره للمساعدات التي تقدمها المانيا للبنان وشكره على دور المانيا في مشاركتها في قوات “اليونيفيل”.
وأكد أن “أهم مساعدة يمكن ان تقدمها المانيا هي المساعدة على الحل السياسي في سوريا لأهمية انعكاس ذلك على لبنان والمنطقة”.
وأثار بري مع الرئيس الالماني ما تحاول إسرائيل أخيرا القيام به بسعيها الى بناء جدار فاصل على الحدود البرية لاستهداف الحدود البحرية.
وأكد اهمية الاستحقاق الانتخابي المرتقب في لبنان، قائلا انه لن يسمح بشيء يهدد الاستقرار ووحدة لبنان واللبنانيين.
وكان بري قد استقبل الرئيس الألماني عند مدخل قصر عين التينة حيث عزفت موسيقى قوى الأمن الداخلي النشيدين اللبناني والألماني وقدمت له ثلة من شرطة المجلس التحية.
قبلان
واستقبل بري قبل الظهر في عين التينة رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان ونائبه الشيخ علي الخطيب، وجدد قبلان موقف المجلس “المدين والمستنكر بشدة لما صدر عن الوزير جبران باسيل”، وطالب “بوضع حد لمثل هذا الاسلوب والاستهتار”.
حبيس
وبعد الظهر إستقبل بري السلك القنصلي برئاسة عميده جوزف حبيس.
وفي مستهل لقائه قال بري: “تعلمون ان الوضع في المنطقة العربية يرثى له. وكما عبرت اكثر من مرة فإن الوضع الأمني في لبنان أفضل بكثير من العديد من الدول الأوروبية وفي العالم. هذا البلد الصغير لبنان، سجل انتصارا على إسرائيل وداعش، وهو واحة اطمئنان. لقد استطعنا ان نحقق العديد من الإنجازات اهمها قانون الإنتخابات الجديد الذي عبرنا فيه من الأكثرية الى النسبية، لكنه لم يكن طموحنا. لقد حاضرت منذ 14 سنة وقلت ان النسبية ربما تخسرني اربعة نواب، لكننا نربح بها لبنان بوصول نواب الى الندوة النيابية لا يعتمدون على الطائفية. وكما نكرر مرارا فإن الطوائف في لبنان نعمة والطائفية نقمة”.
وأضاف بري: “مع الاسف لم نصل الى النسبية الحقيقية التي كنا نريدها والتي تكون فيها الأقليات المرتجى، ولكن ان الله مع رأي الجماعة. وبعد جهود وتعب استطعنا ان نصل الى هذا القانون الذي يمكن ان يقال عنه نسبي ولكنه هجين ايضا. وأعتقد أن سيحدث تغييرا، وهو يعتبر إنجازا لإنه للمرة الأولى يرشدنا الى الطريق. إنها خطوة جديدة علينا أن نخطوها، وهي جديرة بأن نسلكها، لعل وعسى تغير بعلقيتنا الطائفية.
أما الإنجاز الثاني فهو موضوع النفط، وهذا الموضوع طرح منذ زمن بعيد، واعتقد ان شقيق النائب عاصم قانصوه غسان، كان اول من تكلم عن النفط في البر وليس بالبحر، ومع مرور الومن وصلنا الى هذا المستوى وأصدرنا قانون النفط منذ سنوات، وحصل تأخير لسبب رئيسي يتعلق بأطماع إسرائيل ببلوكين في الجنوب، ولذلك ينوون اليوم إقامة الجدار. والهدف من هذا الجدار وليس ال 13 نقطة التي هي موضع خلاف على الخط الازرق. الهدف ليس موضوع بناء الجدار على الارض بل هدف إسرائيل هو نقطة الناقورة لكي يستولوا، اذا ما فعلوا ذلك، على قسم من بحرنا، وهذا ما نبهت وانبه اليه دائما”.
وتابع: “في الماضي اجتمعت مع الامين العام للأمم المتحدة آنذاك بان كي مون وقلت له ارسموا خطا بحريا كما رسمتم خطا بريا، لكنه اعتبر أن هذه المهمة ليست من مهمات الامم المتحدة، ودار نقاش بيني وبينه تكلمت خلاله عن روحية القرار 1701 وقلت ان شجرة عديسة كادت تؤدي الى نشوب حرب جديدة مع إسرائيل، فكيف بالاحرى على بئري نفط؟ وقبل أن يهم بالخروج بادرني قائلا تكلموا مع الاميركيين. وبالفعل حصلت محادثات مع الموفد الاميركي السفير فريدريك هوف لاحقا في هذا الخصوص أكثر من مرة، وأعد تقريره الاول بحق لبنان ب530 كلم، ثم في التقرير الثاني 110 كيلومترات إضافية، وبقي فرق معين موضع خلاف. وهنا اود ان اقول ان خارطتنا في الامم المتحدة هي قبل نشوء اسرائيل، وقلنا ونقول فلتقم الأمم المتحدة بترسيم الحدود البحرية كما البرية. وبعدما تغير هوف جاء مسؤول اميركي آخر صهيوني النزعة، وبقي يماطل معنا لأكثر من سنتين حتى انتخب الرئيس ترامب ونحن بالانتظار لإرسال موفد جديد”.
وقال بري: “ان هدفهم من بناء الجدار هو نقطة الناقورة للنيل من حدودنا البحرية. لقد تم اقرار تلزيم بلوكين واحد في الشمال آخر في الجنوب لكي نؤكد حقنا تجاه الاطماع الاسرائيلية امام العالم كله. وسيجري حفل توقيع تلزيم البلوكين 9 و4 واحد في الشمال والثاني في الجنوب برعاية فخامة الرئيس في 9 شباط المقبل. من المفروض ان ندعم هذه الخطوة بخطوات تؤمن الشفافية والمال للخزينة، ولقد قدمنا اقتراحات في هذا الصدد بالنسبة الى الصندوق السيادي والنفط في البر والشركة الوطنية”.
وأضاف: “تعلمون جيدا ان لبنان عليه دين نحو 80 مليار دولار، وتزيد خدمة الدين سنويا على الخمسة مليارات، عدا عن وضع النائج المحلي، وهذا أمر دقيق ولا اريد ان أسهب في الحديث عنه. لقد حصلت كما قلت انجازات عديدة ولكن ليست بأهمية الإنجازين اللذين تكلمت عنهما. والامر الثالث المهم الذي اريد ان اتناوله هو أننا أقررنا قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، فلماذا علينا ان نستمر بالإستدانة في مثل هذا الوضع المالي والإقتصادي، ساعة نريد بواخر وساعة نريد استدانة؟. انتم تعلمون ان هناك اموالا لدى المصارف اللبنانية وعند رجال الاعمال اللبنانيين وبإمكانكم القيام بالمشاريع المشتركة مع الدولة اكان بالنسبة للكهرباء ام غيرها فلماذا الذهاب الى الإستدانة ولماذا “بدي كون شحاد ومشارط”. واقول ايضا كما عبرت اكثر من مرة هناك 38 قانونا منذ سنوات وسنوات لم تنفذ حتى الآن. وقد ألفنا لجنة وجالت على الرؤساء وحتى الان لا تزال الامور على حالها”.
وختم بري مرحبا مرة أخرى بالسلك القنصلي، وقال: “للاسف، اللبناني في الخارج عموما يعكس صورة لبنان اكثر من الذي في الداخل”.
وألقى حبيس خلال اللقاء كلمة قال فيها: “اللقاء بكم هو مساحة للطمأنينة والإطمئنان الى لبنان والمستقبل. مع بداية سنة جديدة، نتقدم منكم بالتهنئة، مقرونة بدعائنا الصادق الى الله تعالى ليمدكم بطول العمر، ودوام الصحة، ورسوخ الحكمة التي عرفتم بها، في الحفاظ على المؤسسة التشريعية، وحقوق المواطنين، واستنباط الحلول الوطنية في مواجهة التحديات والازمات التي تعبر بالبلاد.
دولة الرئيس، لا شك ان الندوة البرلمانية شهدت بقيادتكم، سنة مثمرة بالإنجازات والتشريعات. تحركت دورة الحياة السياسية في البلاد بفضل مناخات التوافق التي سادت.
وكم نأمل ويأمل معنا اللبنانيون ان تظل جهود المسؤولين متضافرة، كما شهدنا في السنة المنصرمة، من اجل تحقيق مصلحة لبنان والمواطنين في الاقتصاد، والتنمية، ورسوخ الاستقرار. ويعد المستقبل بالكثير، وخصوصا مع إقرار القوانين اللازمة المتعلقة بملف النفط والغاز، والتي ستضع لبنان على خريطة الدول المنتجة للطاقة النفطية. ونحن، كجسم قنصلي، سنعمل من جهتنا على ما انتدبنا اساسا لتحقيقه، اي توثيق علاقات بلدنا بالبلدان التي نمثلها، وتمتين شبكة التعاون في مختلف المجالات بين لبنان والعالم.
هذا ما نتعهد به امامكم دولة الرئيس، واضعين جميع إمكاناتنا بتصرفكم كرأس للندوة البرلمانية. وطننا يستحق منا الكثير، وسيشهد المجلس النيابي الكريم هذا الربيع، ضخ دماء جديدة في شرايينه بفضل الإنتخابات النيابية التي ستجري للمرة الاولى بعد انتظار طويل وفق قانون انتخابي جديد. وكلنا ثقة بأن هذا المجلس سيكون قادرا على ملاقاة تطلعات اللبنانيين والعمل على تحقيق مصالحهم العليا.
أجدد خاتما تهنئة السلك القنصلي الفخري لدولتكم، ولعائلتكم الكريمة، بحلول سنة جديدة نأمل ان تحمل بوادر الخير والطمأنينة لوطننا الحبيب”.
سلام
واستقبل بري بعد الظهر الرئيس تمام سلام الذي قال بعد اللقاء: “لقائي مع الرئيس بري هو في إطار عرض المجريات التي يمر بها البلد والاحداث التي تحيط به في ما نحن مقبلون عليه من استحقاق دستوري كبير هو الانتخابات النيابية. الكلام المتفلت والاتهامي والتجريحي الذي استمعنا اليه بالامس على لسان مسؤول في الدولة مرفوض وغير مقبول بتاتا، خصوصا في ظل ما اشرت إليه من الاستحقاق الانتخابي. هذا النوع من الكلام لا يدل على مركز قوة او مركز ثقة في مواجهة ما يتطلبه المواطن في هذه المرحلة من كلام له علاقة في الإيجابيات وما نطمح إليه جميعا بأن يكون هذا الإستحقاق مجالا للمبارزة في ما يعود بالخير على الوطن والمواطنين لا ان يوتر ويهدم ويشوش على المناخ العام في البلد. وبالتالي آمل من الجميع ان يدركوا ان المرجعية الوطنية بشخص الرئيس بري، هذه القامة الوطنية التي جهدت ومازالت لإحتضان كل الملمات والازمات في الوطن على سنوات طويلة وكان لي شخصيا معاناة إيجابية وبناءة مع هذه المرجعية لفترة صعبة مر بها البلد. ولا يمكنني ان انسى انه منذ خمسة اشهر عندما تعرضت شخصيا الى إتهامات باطلة من الجهات نفسها ما كان الرئيس بري إلا ان تقدم الصفوف واخذ الموقف ووضع الامور في نصابها. نعم نتداعى ونتعاون لما فيه مصلحة البلد ولما فيه الكلمة الطيبة والبناءة، هكذا ندير شؤون البلد ونتوجه الى صناديق الإقتراع وفي ذهننا وفي فكر الجميع ما يعود بالخير ليس ما يعود بالسوء او بالضرر والاذى. فأملي ان يتعظ الجميع ويتنبهوا الى ان المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان والمنطقة تتطلب بذل جهود مشتركة لوضع الامور في نصابها وإحقاق الحق وقول الكلمة التي تفرح وتسعد لا الكلمة التي تفرق وتضعف”.
سئل: هل انت مع طلب اعتذار الوزير باسيل؟
اجاب: “المثل معروف، الرجوع عن الخطأ فضيلة، وبالتالي الاعتذار امر مستحق، وما العيب فيه؟ إنسان يستعمل خطابا وكلاما مؤذيا ومضرا، فما الضرر من ان يعتذر؟”
سئل: هل الرئيس بري راض عما حصل امس؟
اجاب: “بالتأكيد لا يقبل، ومنذ لحظات كان يقول لي ما هي الإجراءات التي قام بها بسرعة لاحتواء ما جرى ولوضع حد له، وهو ممن يتحملون المسؤولية في هذه الدولة وفي هذا الوطن، وبالتالي هو يطالب اليوم بملاحقة كل من صدر عنه اي شيء مضر”.
وردا على سؤال قال: “لا شك انها ازمة مستفحلة، وبدلا من تصحيحها ومعالجتها ولملمتها، من يتابع اليوم المواقف ير أن هناك جهات وفئات كأنها تنتظر هذه الفرصة لتزيد من التشنج والمواجهات. واقول هنا ان التنافس في ظل التعبئة الإنتخابية امر مشروع ولكن بخطاب إيجابي وبناء ومن يعد الوطن بمستقبل افضل لا بمن يستعين بكلام متفلت او سلبي ليبرز انه موجود وحريص على التواصل مع محازبيه بشكل متطرفولا يفيد احد”.
سئل: هل هناك خوف على الحكومة؟
اجاب: “لا اعتقد ان هناك خوفا على الحكومة، خصوصا ان المسؤولين يدركون المخاطر الكبيرة التي نواجهها. والمرجعيات الاساسية اليوم المتمثلة بالرؤساء تعرف الى اين يجب ان تصل الامور وكيف يمكن احتواء هذا الوضع الذي تم التصرف به مع الاسف من جهات كان يجب أن تستفيد من موقعها المسؤول لتتصرف بشكل أفضل وأحسن”.