الاحتماء بغرفة محصنة من القنابل في مكتب يخضع لاجراءات أمن مشددة في بغداد هو الواقع الجديد الذي يعيشه مسؤول في شركة نفط غربية يدير واحدا من المشروعات النفطية الكبرى في العراق. وقد أجبره تزايد العنف وتفجيرات السيارات الملغومة على تقييد حركته ويقول خبراء أمنيون إنه الآن تحت مراقبة لصيقة من ميليشيات قد تهاجم أهدافا غربية إذا هاجمت الولايات المتحدة سوريا.
وقال مصدر في صناعة النفط “الخطر هو الوجود في مكان غير مناسب في وقت غير مناسب.”
وحتى الآن لم تؤثر الاضطرابات في العراق على عمليات شركات النفط العالمية أو تثنيها عن زيادة الإنتاج والارتقاء بالعراق إلى مرتبة ثاني أكبر منتج في منظمة أوبك. لكن التقدم النفطي لبغداد تعثر بسبب اختناقات في الموانئ وخطوط الأنابيب والجمارك.
وقال المصدر “ستبذل بغداد كل الجهود اللازمة لاحتواء التداعيات لكن إذا فقدنا أحدا فسيكون هناك ضغط كبير للانسحاب .. ونحن لا نريد ذلك.”
وهددت مجموعات شيعية بمهاجمة المصالح الأميركية في العراق والمنطقة إذا أقدمت واشنطن على ضرب سوريا وفق ما ذكرت وكالة «رويترز».
وتقول مصادر أمنية عراقية إن شركة إكسون – المعرضة للخطر بشكل خاص لكونها أميركية – ترفض المجازفة وقد نقلت معظم قوتها العاملة في مشروع غرب القرنة-1 النفطي في جنوب العراق إلى دبي إلى أن تهدأ التوترات.
وقال مصدر في شركة أمنية تعمل في العراق “إكسون لا تجازف مطلقا … وقد سحبت أغلب العاملين.” ورفضت الشركة التعقيب.
وقال دبلوماسي غربي “يراجع الآخرون الإجراءات وخطط الطوارئ لكن لا توجد نية للإجلاء.”
ويقول خبراء أمنيون إن من المتوقع أن تأخذ شركات النفط الأجنبية إشارة الانسحاب من البعثات الدبلوماسية. وتقول مصادر في الصناعة إن مئات من المسؤولين الغربيين في شركات النفط يتناوبون زيارة البلاد ومغادرتها وأغلبهم في حقول النفط الجنوبية وقليل منهم في بغداد. ولم تقرر واشنطن سحب أحد من سفارتها لكنها لا تسمح لمن يقضون عطلتهم السنوية بالعودة. وقد وزعت على الموظفين أقنعة واقية من الغازات.
ويتمتع الأجانب في المواقع الصحراوية النائية في الحقول النفطية شديدة الحراسة بمستوى مرتفع نسبيا من الحماية. وتوجد في معظم هذه المواقع مساحات لها أسطح شديدة الصلابة لمقاومة الهجمات الصاروخية.
وقال المصدر الأمني “سوف يطلقون صواريخ وقذائف مورتر وعدة قنابل … سيكون أشبه بهجوم رمزي.”