«يا أيها الذين آمنوا ..إتقوا الله وقولوا قولاً سديداً»، بهذه الأية الكريمة إستهل إمام جمعية الغدير الخيرية في الكوت ديفوار الشيخ غالب كجك موعظة ألقاها في ذكرى تأبين عدد من اللبنانيين في مجمع الزهراء في أبيدجان فشدد أولاً على التأثير الكبير التي أحدثته مواقع التواصل الاجتماعي على الرأي العام وسهلت التواصل بين الناس وبينهم وبين المجتمعات الأخرى لكنها من ناحية أخرى خلقت مشاكل وفتن خصوصاً وأنه بات من السهولة بمكان إفتعال المشاكل والتحريض وخلق الأجواء المشحونة ما أدى الى تضرر أسر وأفراد وجهات عديدة بسببها لذلك من مسؤوليتنا أن نقول «يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وقولوا قولاً سديداً».
وأضاف سماحته أن معاناة لبنان، الذي هو على حافة الإنهيار إن لم يكن قد إنهار فعلياً، لدرجة أن البنك الدولي صنف أزمة لبنان كواحدة من أسوأ ثلاث أزمات إقتصادية في العالم منذ ١٥٠ عام . الوضع المأساوي هذا جعل الجالية اللبنانية أمام واقع جديدة وهو تزايد أعداد الوافدين من لبنان الهاربين من الأزمات المتتالية التي تعصف به. هذا الحال يستدعي محاولة إيجاد الحلول خصوصاً وأنه من المتوقع أن تتفاقم المشكلة .من جهتنا، في جمعية الغدير قمنا بفتح صفحة خاصة تسمى أبناء السبيل وذلك لتوفر المأوى والطعام والطبابة لفترة محددة بإنتظار إما عثورهم على عمل وبالتالي تمكنهم من الإستقرار في البلاد أو مساعدتهم على العودة الى لبنان في حال لم يتمكنوا من العثور على عمل.
نحن كجمعية نقوم بما نستطيع في مجال توفير ما يحتاجون إليه ولكننا بالتأكيد لا يمكننا المساعدة في مجال العثور على وظائف للوافدين. وأضاف الشيخ بأنه حتى لو تمكنت الجمعية أو أي جهة من توفير فرصة عمل لوافد ما أو لعدد من الوافدين، هذا أمر مستبعد في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التي يمر بها أرباب العمل اللبنانيين في أبيدجان في ظل الإنهيار المالي والمصرفي الحاصل في لبنان، فإن هناك قوانين تلزم فترة عمل تجريبية لثلاثة أشهر على الأقل ناهيك عن واقع بأنه لم يمكن لأي شخص «ضمان» جودة العمل الذي سيقدمه هذا الفرد أو ذاك. وختم الشيخ بالتأكيد بأن الجمعية معنية بتوفير الحد الأدنى مما يحتاجه إليه الوافدون بإنتظار إتضاح الصورة، أي إما العمل والإستقرار أو العودة الى لبنان.
وإختتم التأبين الذي أستهل بآيات من الذكر الحكيم بمجلس عزاء وبتقبل التعازي بالراحلين المرحوم الحاج علي عباس أخضر الحاج عبد الكريم قبلان، المرحومة فرح بشير بلال، المرحوم علي محمد درويش جزيني، المرحومة فريدة عبدالله عاصي.