كتب *القنصل رمزي حيدر:
لا بدّ لمن يتابع الشؤون والشجون الاغترابية الاّ أن يثمّن الدور البارز الذي يقوم به معالي وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من خلال الجولات المتتابعة في عدد من الدول الحاضنة للبنانيين في المهجر، حيث يدعوهم للتواصل الدائم مع وطنهم الأم لبنان ودعم قضاياه ، واذ نسجّل له نحن في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم هذا الدور والجهد كما عوّدنا في كافة الوزارات التي تولاّها ، حيث يعمل بذهنية مؤسساتية تبين نشاطه الحيوي، ونؤكد على ثابتتين اثنتين نعتقد انهما في باله وتوجهه وهما :
– أولاً : ان العمل المؤسساتي والحكومي هو استمرار ومتابعة ضمن خطة وطنية اغترابية مدروسة وهنا لا ننسى ما قام به وزير الخارجية السابق الدكتور عدنان منصور من انجازات بالرغم من الظروف الصعبة التي مرت بها المنطقة خاصة فيما يتعلق بالشأن الدبلوماسي وكانت أبواب الخارجية اللبنانية مشرّعة أمام المغتربين للمساعدة في حلّ قضاياهم ومعالجة شؤونهم واقامة علاقات مباشرة وديّة مع الدول المضيفة والراعية للبنانيين المغتربين .
– والنقطة الثانية التي نتمناها على معالي الوزير باسيل والتي نعتقد انها في باله هي التواصل مع كافة الجاليات اللبنانية والدول المقيمين فيها، وخاصة القارة الأفريقية التي تشكّل مخزوناً قيّماً للبنانيين مقيمين ومغتربين، ودرعاً حامياً للوطن، ونحن في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم برئاسة الأستاذ أحمد ناصر، والمجلس القاري الأفريقي برئاسة الحاج نجيب زهر، على استعداد لأن نتعاون الى أقصى حدود مع وزارة الخارجية والمديرية العامة للمغتربين من أجل التواصل مع الفعاليات الاغترابية والدول الراعية لتعزيز العلاقات على أفضل وجوهها ومجالاتها.ونحن نعتقد أن الواجب يقتضي بأن نضع امكاناتنا في تصرّف وزارة الخارجية من اجل اعداد خطّة اغترابية واعية واعدة كما من واجب وزارة الخارجية أن تضع امكاناتها في خدمة الاغتراب والمغتربين الذين يشكلون الكنز الوطني الذي لم يستنفذ بعد.
وحيث كان لي شرف اللقاء به ولو مصادفة وتحادثنا في أمور اغترابية، فاني أتمنى عليه أن يكمل مشواره في توحيد الجامعة اللبنانية الثقافية بعودة الخارجين عنها الى حضنها بالحوار والتفاهم بالطبع على الأمور الواجب معالجتها من أجل أن نكون قطعنا شوطاً كبيراً في هذا المجال قبل شهر تشرين القادم لنتمكن من الاعداد لمؤتمر عالمي يضمّ الجميع وكافة المؤسسات التي تتحدث باسم المغتربين، ولنتمكن من انتخاب هيئة ادارية عالمية واحدة موحّدة متضامنة متكافلة في تفعيل مؤسسات الجامعة بعد أن اعتراها بعض التفكك، ولتعود الجامعة كما أرادها الأوائل من مؤسسيها منذ ما يزيد على نصف قرن.
وان الحاجة اليوم اكثر من ضرورية من أجل حماية الاغتراب اللبناني وتفعيل دوره سواء في الدول المضيفة أو على مساحة الوطن الذي هو اليوم بأمس الحاجة لتوحيد طاقاته في الداخل والخارج، لأن لبنان اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى لتفهم أبنائه لبعضهم البعض وتفاهمهم مع بعضهم البعض والابتعاد عن الكيدية والتلهّي بأمور تضرّ بالجميع وهذا أمر ليس مستعصياً على اللبنانيين مقيمين ومغتربين فالوطن ينادينا جميعاً من أجل الالتفاف حوله ورعايته وتنميته وصيانة حدوده والدفاع عن سيادته وكذلك الاغتراب الجناح الآخر من الوطن ينادينا أيضاً في الداخل والخارج من أجل رعايته وصونه وتفعيل طاقاته . وهل هناك وقت وظرف أجدى من هذا الوقت وهذه الظروف ؟ وهل لدينا اليوم أهم من معالي الوزير جبران باسيل كوزير للخارجية ليقوم بهذا الدور ؟ واذا هو لم يفعل أو يقدم على هذا الدور فمن ننتظر يا ترى ؟ والى متى ننتظر ؟
*نائب الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم