Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

الكرة الذهبية: كثير من السياسة والمال قليل من الشفافية

خاص البحار نت 

قد يصف البعض «الفيفا» بانها من أقوى «الدول» على الارض..فهذه المؤسسة تجمع تحت جناحيها احد اكبر مصادر الربح والترفيه والمراهنة في العالم .حكي الكثير عن خبايا الفيفا، وعن دهاليزها وعن الفساد المستشري فيها ومع ذلك تبقى على حالها ..المؤسسة التي تتحكم بكل شيء حين يتعلق الامر بكرة القدم.

وهكذا وبفعل علاقات«دولة الفيفا» ومصالحها واعتباراتها التجارية، فان قلة الشفافية تنعكس على كل ما يتعلق بها. ففي الوقت الذي ما زال ملف مونديال قطر بين اخذ ورد وجدل لا ينتهي، بدأ الحديث وبكثرة مؤخرا عن قلة شفافية تصويت الكرة الذهبية خصوصا وان هذا العام حمل الكثير من المغالطات اولها تمديد فترة التصويت ثانيها الفوضى العارمة التي شابت عملية التصويت هذا العام.

مثلا العام الفائت قام كابتن ايرلندا الشمالية بالتصويت لميسي فقط لانه لم يكن يعلم بان لديه ثلاث خيارات، اما مدرب المنتخب الكاميروني فصوت لايتو الذي لم يحرز سوى 19 هدفا العام الفائت متجاهلا انجازات رونالدو وميسي. وهذا العام لم يصوت مدرب البرازيل تياغو سيلفا لنيمار لانه ظن انه لا يستطيع ان يصوت له.

الفيفا حولت جائزة افضل لاعب في العالم من جائزة «صغيرة» تمنحها «فرانس فوتبول» الى جائزة اكبر،لكنها لم تجعلها بالضرورة افضل. وقد عبر عن «مفهوم» الجائزة احد المسؤولين في مجلة «فرانس فوتبول» بقوله” الكرة الذهبية عبارة عن دراما يمتزج فيها المال بالسياسة حيث يبيع كل لاعب نفسه بينما في الظل يترصد المتلاعبين والفاسدين الذين ليسوا ببعدين في كل الاحوال عن ما يجري في هذه المسابقة».

وقد دعم نظرية المؤامرة هذا العام قيام الفيفا بتمديد فترة التصويت دون مبرر مقنع عازية السبب الى «قلة تجاوب» المعنيين بالتصويت. وقد تم الاعلان عن التمديد عقب مباراة السويد والبرتغال الامر الذي صب في مصلحة رونالدو الذي تألق في تلك المباراة.

وحينها خرج رئيس الاتحاد البرتغالي لكرة القدم فرناندو جوميش للاعلام مشككا في عملية اختيار الفائز بجائزة الكرة الذهبية، واعتبر أن غياب الشفافية يضر بصورة الجائزة، وينزع عنها «القيمة والقوة». وقال رئيس الاتحاد في تصريحات لقناة «آر تي بي» التليفزيونية الرسمية: «عملية التصويت ليست شفافة، تمديد التصويت بسبب قلة عدد الأصوات يعد بادرة على بداية فقدان الثقة في نظام معيب، ولذلك لم يعودوا يشاركون».

مجلة «ليكيب» الفرنسية اعتبرت ان ما يحدث هو «تهديد جديد لنزاهة الجائزة» متهمة بلاتر بانه يحاول ارضاء رونالدو بعد ان هاجمه اعلاميا.

رونالدو سجل خلال العام الفائت 69 هدفا، 37 منها تم تسجيلها خلال الموسم الحالي. لذلك لو كانت الحسابات مختلفة لو كانت الاشهر الثماني الاولى من العام  2013  تعادل في اهميتها الاشهر الاربعة الاخيرة.. فان رونالدو لم يكن ليفوز بالجائزة هذا العام. ريبيري من جهته كان اكثر مواضبة على التهديف خلال العام الفائت والحالي.

من جهته سجل ميسي 47 هدفا في 49 مباراة هذا الموسم بعد ان كان سجل 91 هدفا في 69 مباراة خلال العام 2012. الامر الذي جعل الاعلام وجميع المعنيين بكرة القدم يتساؤلون ..لو لم يعاني ميسي من الاصابات فهل كان سيفوز للعام الخامس على التوالي. وهل فوز رونالدو بالجائزة بسبب اصابة ميسي يجعله جديرا بان يكون افضل لاعب في العالم ؟

 

الاستياء ايضا ظهر عقب الاعلان والذي من المرجح ان يستمر خلال الايام القادمة، فرئيس بايرن ميونخ اولي هوينيس اكد وجود “مؤامرة” لحرمان نجم فريقه، الفرنسي فراك ريبيري من الفوز بالكرة الذهبية. وقال هوينيس في تصريحات صحفية، “اعتقد ان هناك اشخاص تدخلوا كي لا يفوز بالكرة الذهبية، حيث ان فوز بايرن بكل شيء لا يتفق مع خطط شخص او شخصين”.

وعلى صعيد اخر فان رونالدو في كل الاحوال لن يتمكن من الاستفادة ماديا من الكرة الذهبية بسبب اتفاقية بين الفيفا وشركة «أديداس» .فوفق هذه الاتفاقية، فإن الشركة الراعية لنجم برشلونة ليونيل ميسي تمتلك الحقوق الحصرية للكرة الذهبية ولن يكون بمقدور رونالدو المتعاقد مع شركة نايكي أن يستفيد اعلانيا او ماديا من جائزته في الوقت الذي يستمر ميسي  المتعاقد مع اديداس،رغم عدم فوزه، بالاستفادة ماديا.

وبعيدا عن احقية فوز رونالدو من عدمه او انجازات ريبيري او اصابة ميسي، فان جائزة الكرة الذهبية تحولت الى تلك الجوائز التي قضت على نفسها. فتعليق بلاتر المهين لرونالدو، تمديد التصويت، الحشد الاعلامي العلني، التصويت لاعتبارات الزمالة لا اكثر كل هذه الامور حولت جائزة كان من المفترض ان تكون معنية بكرة القدم فقط الى حدث سياسي يتداخل فيه المال والنفوذ .

 

Leave a comment

0.0/5

Go to Top

الكرة الذهبية: كثير من السياسة والمال قليل من الشفافية