مجددا، اسماء عدد من المغتربين تخرج الى الواجهة، ومجددا لم تكن المناسبة مفرحة بل مرتبطة بالمآسي كما جرت العادة في هذا البلد الذي يتجاهل مغتربيه لاعوام ليعود ويتذكرهم في مناسبتين، الانتخابات وجمع التبرعات والموت. عشرون لبنانيا قضوا على متن تلك الطائرة التي حصدت عائلات بأكملها والتي رجحت الجهات المختصة انها سقطت بفعل الطقس السيء مستبعدة اي عمل ارهابي تسبب بسقوطها.
بلدة صريفا في جنوب لبنان فقدت رندة بسمة (من عين بعال) زوجة فايز ضاهر (من لبايا في البقاع الغربي يقيمان في صريفا) وأطفالهما علي (17 عاما)، وصلاح (15 عاما) وشيماء (خمس سنوات). بقي الزوج فايز ضاهر في بوركينا فاسو، فيما كانت عائلته تنوي تمضية عطلتها الصيفية في لبنان.
شقيقة فايز تتحدث بحزن بالغ عن رحلة شقيقها التي بدأت قبل عشرين عاما لبوركينا فاسو لتحسين الظروق الاقتصادية للعائلة، ثم الزواج وإنجاب ثلاثة أولاد. تقول أمينة ان العائلة كانت تنتظرهم على احر من الجمر خصوصا وانهم لم يزوروا لبنان منذ اربع سنوات.
اما حاريص فدفعت ثمن إغتراب أبنائها مجددا إذ فقدت في الطائرة منجي حسن وزوجته نجوى زيات وأطفالهما الأربعة: محمد، حسين، حسن ورقية. منجي كان قد اصطحب زوجته لتقيم معه في بوركينا فاسو، حيث يعمل، وكانت العائلة آتية الى مطار بيروت عن طريق مطار الجزائر لتمضية عطلة العيد.
الزرارية (قضاء الزهراني) فقدت محمد أخضر ابن الثلاثة والعشرين عاماً، قرر أن يفاجئ أهله على العيد، لأنه كان قد قرر وضع حدّ للعزوبية وأحب أن يفرح قلب والده. يقول عمه وجيه أخضر إن «محمد أجرى آخر اتصال مع والده منتصف الليل، من بوركينا فاسو. وأبلغه بموعد وصول الطائرة إلى لبنان وتواعدا على اللقاء في بيروت.
اما الخرايب المجاورة للزرارية ففقدت ابنها بلال أسد الله الدهيني (41 عاماً) وزوجته وأولاده الثلاثة ريان (11 سنة) وأوليفيا (7 سنوات) ومالك (4 سنوات).
يصف عباس دهيني شقيقه بالمكافح الذي غادر لبنان منذ 20 عاماً بحثاً عن وضع أفضل في العمل والاستقرار، وتنقل بين المانيا وبوركينا فاسو إلى أن تزوّج من سيدة المانية ليستقرا لاحقاً في بوركينا فاسو، ويعمل في التجارة في حين تعمل زوجته مع وكالات التنمية.
ويلفت عباس إلى أن الزيارة الأخيرة لبلال كانت «قبل نحو ست سنوات عندما توفي والدي، حينذاك راودته فكرة البقاء مع عائلته في لبنان وحتى زوجته الألمانية اقتنعت بالفكرة. وكنا سنباشر بتشييد منزل له في الضيعة». ويشير إلى أن آخر اتصال تلقاه من شقيقه كان الساعة 12 من منتصف ليل أمس الأول، أبلغه فيه أنه في مطار بوركينا فاسو ويتوجه إلى الطائرة من هناك إلى الجزائر ومنها إلى لبنان، «لكن جاءت أخبار الفاجعة، كنا على موعد فرح واحتفال، أصبحنا نبحث عن خبر عن تلك الرحلة التي هوت من السماء إلى الارض وحولت فرحتنا إلى فاجعة».
في ساحل علما حيث كان أهل فادي رستم وأصدقاؤه ينتظرون سماع أي خبر رسمي في شأن الطائرة. فادي وشقيقه جورج من رجال الأعمال الذين يعملون بين بوركينا فاسو وغينيا. وأفاد جورج بأنه قد تلقى اتصالاً من القائم بأعمال السفارة اللبنانية في ساحل العاج، صباح أمس، يخبره بنبأ فقدان الطائرة. عمر بلان من بلدة غوسطا في قضاء كسروان كان أيضاً على متن الطائرة.
إقرأ أيضا: فرنسا ترسل وحدة عسكرية لتأمين موقع حطام الطائرة وتستبعد نظرية العمل الإرهابي