Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

بالصور- عودة منكوبي العبارة الأندونيسية: حكايات ودموع وتحسر والدولة اللبنانية «تتأسف»

أقفل ملف اللبنانيين الناجين من عبارة الموت في إندونيسيا، أمس، بعودة 18 ناجيا منهم إلى بيروت، بينما بقيت عودة اللبنانيين الذين هربوا قبل انطلاق العبارة، إضافة إلى 11 لبنانيا موقوفين لدى السلطات الإندونيسية، معلقة بانتظار تسوية أوضاعهم القانونية. وبينما هدأت عودة الناجين بعضا من الأسى الذي لف منطقة عكار (شمال لبنان)، ينتظر الأهالي عودة جثث الغرقى على متن العبارة، بعد استكمال إجراءات فحوص الحمض النووي.

والعائدون هم : لؤي بغدادي، احمد العبوة، وسام حسن، مصطفى بو مرعي، حسين خضر، أسعد أسعد، محمد محمود أحمد، عمر سويد، محمود البحري، عمر المحمود، ابراهيم عمر، احمد توفيق محمود، خالد الحسين، خليل الراعي، نديمة بكور، وفره حسن، أفراح ديب واحمد كوجا. ورافقهم على متن الرحلة مسؤول قسم افريقيا واسيا واوكرانيا في وزارة الخارجية والمغتربين ماهر خير وممثل عن المديرية العامة للامن العام.

وكانت عبارة محملة بـ72 شخصا، بينهم أكثر من 50 لبنانيا، انطلقت من سواحل إندونيسيا باتجاه أستراليا، قبل 14 يوما، وتعرضت لحادث بحري، مما أدى إلى غرقها. وأسفر الحادث عن غرق عدد كبير من الركاب، بينهم عائلة اللبناني حسين خضر المؤلفة من زوجته وأطفاله الثمانية، وعائلة أسعد علي الأسعد المؤلفة من زوجته وأولاده الأربعة، بينما نجا الرجلان عبر السباحة إلى جزيرة قريبة، من ضمن 28 ناجيا، بينهم اللبنانيون الـ18. ويبلغ إجمالي عدد المفقودين 44 شخصا، انتشلت جثثهم وتخضع لفحوص الحمض النووي .

واختبر الناجون أقسى لحظات الألم أثناء وجودهم في جاكرتا.. فإلى جانب الحزن الذي خلفه فقدانهم عائلاتهم وأصحابهم، وضياعهم في جزيرة في المحيط الهندي، تعرض هؤلاء لـ”ابتزاز مافيا التهريب غير الشرعي”، كما قال الناجي أسعد علي الأسعد، الذي شهد غرق زوجته وأولاده الأربعة أمام عينيه.

تنقل صحيفة الاخبار اللبنانية عن محمد الاحمد قوله “كنا نحمل المياه بأيدينا لنرميها خارج الزورق، بعدما يئسنا من انتظار السلطات الأسترالية التي أعلمناها أكثر من مرة بمكاننا .لا أحد ساعدنا، وكاذب من يقول إن فرق الإنقاذ هي من انتشلتنا من البحر. نحن ساعدنا أنفسنا والموج أيضاً الذي قذف معظمنا إلى الشاطئ. وعند الشاطئ ساعدنا أبناء القرية القريبة، وحملوا الغرقى إلى مستشفى قريب أكثر من بدائي، وبلّغوا السلطات الإندونيسية”.

بقيت الأجساد 48 ساعة بلا تبريد “إلى أن حضرت السلطات التي احتجزتنا ومنعتنا من مغادرة الفندق”. ما يقوله الأحمد يقوله معظم الناجين. فلا السلطات الإندونيسية ولا حتى الأسترالية “اهتمّت بنا، تركونا في البحر نموت، حتى إنني اتصلت بهم مراراً وأعلمتهم بالمكان وكل شيء موثّق على هاتفي، فليعطوني الكارت ليسمعوا القصة”، يقول خضر. وأكثر من ذلك، يتحدث خضر وغيره “عن الضباط الإندونيسيين الذين ترددوا على بعضنا في محاولة لتهريبهم أو تصفيتهم، وهؤلاء كانوا تحت أمر أبو صالح”.

وتنقل الصحيفة نفسها عن الناجي لؤي البغدادي قوله” يبقى كل هذا الموت أخفّ وطأة من البقاء هنا، سوف أعيد التجربة وأهاجر بطريقة غير شرعية، لأن الموت هو مصيري هنا أو هناك”. ويضيف ” الدولة لم تعرنا اهتمامها. أنا واحد من الذين حاولوا الدخول الى صفوف الجيش اللبناني أكثر من 20 مرة ولم يتم قبوله، ولهذا لجأت إلى الهجرة”.
وكرر اللبنانيون الناجون تأكيدهم أنهم اختاروا الهجرة غير الشرعية إلى أستراليا، هربا من الوضعين الاجتماعي والاقتصادي الضاغطين في لبنان، فضلا عن الحرمان المزمن في منطقتهم عكار، إضافة إلى الوضع الأمني المتردي في شمال لبنان.

وعلى الرغم من حجم المأساة، لكن الناجين، كما أبناء المنطقة، “لم يحصلوا على وعود حكومية بالإنماء”. وذهب بعض الناجين إلى إلقاء اللوم على أنفسهم لسلوكهم هذا الطريق من الهجرة، من غير تبرئة الدولة من تهمة التقصير.

و قال  عمر المحمود الذي فقد عائلته: “لقد خسرنا كل شيء، كنت أتمنى على المسؤولين في لبنان ان يولونا أهمية قبل ان نسافر، ونحن ذهبنا الى اندونيسيا بطريقة قانونية وبأموالنا نحن وعائلاتنا، كنا حوالى 80 شخصا وفي 13 سيارة. قبل ان نسافر دفعنا 40 ألف دولار الى عبدالله طيبي وكنت قد بعت بيتي ومحلي لتأمين هذا المبلغ. لم أستطع التعرف الى أحد من افراد عائلتي وقد حاولنا مرات عدة الهرب لكي نتعرف على هذه الجثث لكننا لم نستطع”.

الدولة التي حضرت بكثافة اكتفت بالاسف وبالعبارات الازلية حول “ضرورة” القيام بذلك و«اهمية» العمل على.. وعبارات اخرى لا تغني ولا تسمن عن جوع.

وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور قال: “استنادا الى رئيس دائرة الهجرة في المنطقة التي غرقت فيها العبارة فان السفارة اللبنانية كانت الاسرع والافعل بين كل البعثات الرسمية الموجودة على الساحة”.أضاف: “الحكومة تفاعلت مع السفارة والتوجيهات كانت تعطى لحظة بلحظة من قبل وزارة الخارجية التي لم تقصر في هذا الشأن. ولبنان يستقبل الناجين بفرحة ترافقها غصة كبيرة اذ اننا خسرنا ضحايا تعود الى كل لبنان وليس الى منطقة معينة”.

وعن الجثث قال: “ننتظر بضعة ايام على اعتبار ان نتيجة الحمض النووي تحتاج الى أيام، ولان العديد من اللبنانيين أتلفوا وثائقهم الرسمية إضافة الى ان الجثثت منفوخة ولا تعرف ملامحها او هويتها، ويوجد عدد من الجثث تعود الى جنسيات اخرى”. وبالنسبة لباقي اللبنانيين الذين هربوا قبل انطلاق العبارة إضافة إلى 11 لبنانيا موقوفين لدى السلطات اللبنانية قال: “سيعودون الى لبنان بعد تسوية أوضاعهم ودفعت المبالغ المحددة لهم”.

Leave a comment

0.0/5

Go to Top

بالصور- عودة منكوبي العبارة الأندونيسية: حكايات ودموع وتحسر والدولة اللبنانية «تتأسف»