تراجعت الأسهم الأميركية بنهاية التعامل يوم الجمعة وقد تضررت بموجة هبوط في الأسواق الناشئة لتسجل في ختام شهر يناير /كانون الثاني أسوأ أداء شهري لها منذ مايو /آيار عام 2012 بعد واحد من أفضل أعوامها في أكثر من عقد.
وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى عند الإغلاق 149.70 نقطة أي ما يعادل 0.94 بالمئة إلى 15698.91 نقطة. وهبط مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقا 11.61 نقطة أو 0.65 بالمئة إلى 1782.58 نقطة.
وتراجع مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا 19.25 نقطة أو 0.47 بالمئة ليسجل 4103.88 نقطة. وفي ختام الأسبوع هبط داو جونز 1.1 في المائة ونزل ستاندرد اند بورز 0.4 في المائة وهبط ناسداك 0.6 في المائة.
وعلى مستوى شهر يناير هبط داو جونز 5.3 في المائة ونزل ستاندرداند بورز 3.6 في المائة وهبط ناسداك 1.7 في المائة.
كما تراجعت الأسهم الأوروبية لتسجل أول هبوط شهري لها منذ أغسطس/ آب مواصلة موجة هبوط في الآونة الأخيرة بفعل المخاوف من الاضطرابات في الأسواق الناشئة. وتأثرت معنويات المستثمرين أيضا ببيانات تظهر هبوطا غير متوقع في معدل التضخم في منطقة اليورو الأمر الذي أحيا المخاوف من أن تتجه المنطقة نحو فترة من الانكماش.
وأظهرت بيانات رسمية عند الإغلاق تراجع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم كبرى الشركات الأوروبية 0.2 بالمئة إلى 1291.17 نقطة. وكان المؤشر هوى ما يصل الى 1.6 في المائة خلال جلسة التعامل قبل ان يتعافي مستردا بعض خسائرة في المتعاملات المتأخرة بفضل مشتريات لتغطية مراكز البيع. وخسر المؤشر 1.9 بالمئة هذا الشهر ليختم يناير/ كانون الثاني على انخفاض بعد مكاسب على مدى الشهور الأربعة السابقة.
وأغلق مؤشر يورو ستوكس-50 للأسهم القيادية في منطقة اليورو منخفاض 0.4 في المائة إلى 3013.96 نقطة.
وفي أنحاء أوروبا انخفض مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني عند الإغلاق 0.5 بالمئة في حين هبط مؤشر كاك 40 الفرنسي 0.2 بالمئة وانخفض مؤشر داكس الألماني 0.6 بالمئة. وتراجع مؤشر فوتسي ميب الإيطالي 0.3 في المائة ومؤشر إيبيكس الأسباني 0.6 بالمائة.
ورغم الاستقرار الذي عاشته الاسواق الناشئة الجمعة بعد اسبوع من التقلبات لكن عملات مثل الروبل الروسي والليرة التركية ما زالت أسعارها قريبة من أدنى مستوياتها في عدة سنوات على الرغم من الدعم القوي الذي قدمته البنوك المركزية.
وختمت أسهم الأسواق الناشئة التي يتابعها المؤشر القياسي (إم.إس.سي.آي) شهر يناير /كانون الثاني منخفضة 6.7 في المائة على غرار المستويات التي سجلتها في يونيو حزيران الماضي حينما تزايد قلق المستثمرين وحيرتهم بشأن متى سيبدأ مجلس الاحتياطي الاتحادي (المركزي الأميركي) تقليص برامجه للتحفيز النقدي.
وتعرضت الأسواق الناشئة بوجه عام لموجات من عمليات البيع الواسعة التي تراجعت قليلا منذ أواخر الأسبوع الماضي ويتنبأ محللون أن موجة البيع لم تصل بعد إلى نهايتها.
وتزايدت التوترات السياسية إذ اتهمت الهند الولايات المتحدة بأنها لا تبالي بآثار سياساتها على بقية العالم وقال مسؤول رفيع في مجلس الاحتياطي الاتحادي ان البلدان التي استخدمت النقود الرخيصة مثل البرازيل سيتعين أن تشهد أوقاتا صعبة مع تقليص المركزي الأمريكي لبرامجه للتحفيز النقدي. وفي الوقت نفسه حث صندوق النقد الدولي البنوك المركزية على توخي الحذر بشأن ظروف السيولة.
مهما يكن من امر فإن محللين قالوا إن تقييد السيولة العالمية الناجم عن تقليص التحفيز الأميركي سيؤدي إلى تفاقم مشكلات الأسواق الناشئة التي تشمل عجوزا يتعذر الإبقاء عليها لموازين المعاملات الجارية وارتفاع المخاطر السياسية واحتمال تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين.
وفي علامة على أن الاضطرابات لها أثرها في وسط أوروبا أجلت بولندا نشر خطتها الشهرية للمعروض من الديون إلى الأسبوع القادم بسبب اضطراب الأسواق ولإصلاح نظام معاشات التقاعد. واضطرت المجر يوم الخميس الى خفض الإصدار في مزاد لسندات الخزانة بسبب زيادة قدرها 67 نقطة أساسا في عوائد السندات.
وفي بولندا المجاورة ارتفعت عوائد سندات لأجل 10 اعوام 10 نقاط اساس الى اعلى مستوى لها في اربعة أشهر ونصف بعد ان أجلت الحكومة نشر خطتها لمعروض الديون وفقدت العملة الزلوتي واحدا في المائة من قيمتها.
وهوت الليرة التركية وراند جنوب افريقيا نحو واحد في المئة لكل منهما قبل ان يستردا بعض خسارتهما ويرتفعا 0.2 و0.7 في المائة على التوالي. وسجلت عوائد السندات المحلية في جنوب افريقيا أعلى مستوياتها منذ منتصف عام 2011 حيث أخذ المستثمرون في الحسبان احتمال حدوث مزيد من قفزات اسعار الفائدة في الأشهر القادمة.
وفي أمريكا اللاتينية هبط البيزو التشيلي 1.5 في المائة واسترد الريال البرازيلي والبيزو المكسيكي بعض خسائرهما المبكرة.
واغلق الريال دونما تغير يذكر في ختام تعاملات الجمعة بينما ارتفع البيزو 0.3 في المائة. وختمت العملتان شهر يناير كانون الثاني على هبوط يزيد على اثنين في المائة.
رويترز – وكالات