لم يجد ثلاثة شبان سعوديين طريقة للاحتجاج على أوضاعهم الصعبة الا من خلال التواصل مباشرة عبر يوتيوب مع رأس الهرم.. الملك عبد الله بن عبد العزيز. سجلوا اعتراضهم وتحدثوا عن اوضاعهم الصعبة ونشروها عبر يوتيوب.. فكانت النتيجة إعتقال شخصين والبحث جار عن الثالث.
والشبان هم عبدالعزيز الدوسري وعبدالله الغامدي وسعود الحربي، في حين تعذر توقيف الرابع، وهو عبدالرحمن العسيري الموجود على الأرجح خارج المملكة. الا ان خبر الاعتقالات لم يمنع غانم المصارير الدوسري من تسجيل إعتراضه هو الاخر وخرج برسالة هجوم عنيف على الملك السعودي متهمًا الأسرة الحاكمة في البلاد بالفساد المالي.
وأثار الفيديو سخط عدد من المستخدمين الذين اعتبروه تحريضًا على المملكة، فيما وصفه آخرون بأنه حق من حقوق التعبير عن الرأي في انتقاد الملوك والرؤساء.
من جهته توقع المحامي والناشط الحقوقي السعودي، وليد أبوالخير في حديث لموقع «سي ان ان » إحالة قضية الشبان السعوديين الثلاثة الذين أوقفوا مؤخرا بعد توجيههم رسائل احتجاج على أوضاعهم الاجتماعية عبر موقع يوتيوب إلى القضاء قريبا، داعيا إلى الترقب لمعرفة لائحة الاتهام التي ستوجه ضدهم، كما نفى معرفته ما إذا كان الرئيس الأميركي قد أثار في الرياض قضايا حقوق الإنسان.
وبحسب أبوالخير لم يتضح بعد ما إذا كانت قضية الشبان الثلاثة الذين ظهروا عبر يوتيوب مختلفة عن القضية التي أشارت إليها صحيفة “الاقتصادية” المحلية قبل أيام عن توقيف ثلاثة مغردين بتهمة “التحريض وإثارة الفتنة”، ونفى معرفته ما إذا كانت القضية هي بالفعل أول قضية من هذا النوع من صدور القرار الأخير لوزارة الداخلية حول قضايا الإرهاب، داعيا إلى وجوب انتظار لائحة الاتهام لاستيضاح ذلك.
وكان السعوديون قد تابعوا خلال الأيام الماضية موجة من تسجيلات الفيديو التي تحمل رسائل امتعاض حيال الأوضاع القائمة، بدأت مع الدوسري الذي قال: “أنا مواطن سعودي لا استلم إلا 1900 ريال، بالله عليك يا (العاهل السعودي الملك) عبدالله بن عبدالعزيز هل تكفي للمهر أو البيت أو السيارة؟ وتلومون الذين يفجرون أنفسهم؟ أعطونا بالله عليكم حتى متى نشحذ منكم بالبترول الذي تلعبون به مع أولادكم؟ ها هي بطاقتي، عبدالعزيز محمد فهد الدوسري.”
وبعده خرج الغامدي بتسجيل قال فيه: “شاهدت حال الدوسري وأؤيد ما يقوله للملك وأطلب من الجميع المشاركة بنفس الأسلوب كي يصل الصوت إلى خادم الحرمين ويعلم بما وصلت إليه الحال من قلة الرواتب وانتشار الفساد والظلم.”
بعدهم جاء سعود الحربي الذي قال، برسالة غاضبة “الغامدي والدوسري طالبا بتحسين أوضاع الشباب وهذه مطالبنا، لا تلزمون الشعب بالتحرك السلمي والنزول إلى الشارع لأن عدد سيارات اليوكون السوداء (التي يستخدمها عناصر الأمن) أقل من أعداد الأحرار، ولذلك فمن السهل أن نخرج للمطالبة بحقوقنا.. لديكم مراكز لمحاورة اليهودي والنصراني لذلك أرجوكم اسمعوا صوتنا نريد حياة كريمة.”
أما العسيري فخرج بعد شيوع خبر توقيف الشبان الثلاثة بتسجيل قال فيه: “المشكلة فيكم يا آل سعود، أنتم تريدون إذلال الشعب وسرقتم كل شيء.. سرقتم اسم بلدنا بل سرقتم الدين والرسول والبترول.. وإذا وزعتموه توزعونه على أعداء الأمة، (وزير الدفاع المصري السابق المشير عبدالفتاح) السيسي ونصارى لبنان الذين لا يرون العرب إلا حثالة.. اليمن وتونس في الجمهورية الثانية، والسعودية ستدخل الجمهورية الأولى إذا لم يتحرك آل سعود ويحكمون العدل.”
