تحولت زيارة مفتي صور وجبل عامل العلامة الشيخ حسن عبد الله حدثاً دينياً إسلامياً – مسيحياً ووطنياً بامتياز، إذ غصّ مقر إقامته في مجمّع الإمام السيد موسى الصدر بوفود الشخصيات الدينية والاجتماعية والاغترابية يتقدمهم رئيس الإرسالية المارونية المونسنيور جان بوسرحال وممثلون عن المركز الإسلامي والغدير وجمعية الهدى وغرفة التجارة والصناعة وشخصيات اغترابية وممثلو هيئات وجمعيات. وحضر هذه اللقاءات التي تمحورت حول مجمل الشؤون الدينية والاغترابية والوطنية أركان جمعية البر والتعاون يتقدمهم رئيسها، ممثل الرئيس نبيه بري في افريقيا الحاج محمود ناصر الدين وإمام الجمعية الشيخ غسان درويش وأركان الجمعية.
كذلك غصت القاعة الكبرى لمجمع الصدر بالحضور يتقدمهم السفير خليل محمد والمونسنيور والفاعليات، تلبية لدعوة جمعية البر والتعاون لإحياء ذكرى ولادة الإمام علي (ع). وقدمت كشافة الرسالة الإسلامية وأطفالها عروضاً فنية وإنسانية من وحي المناسبة.
ورحب إمام الجمعية الشيخ درويش بالحضور، مقدماً الشكر للمفتي عبد الله لتلبية دعوتها للمشاركة في هذه المناسبة الدينية والإنسانية العظيمة.
وألقى المفتي العبد الله محاضرة قيّمة عن معاني هذه الذكرى العابرة للطوائف والمذاهب والمعبّرة عن الرسالات السماوية الهادفة الى خدمة الإنسان مهما كان لونه أو عرقه، وأعطى أمثلة كثيرة عن مواقف الإمام (ع) التي كرّسها لخدمة المظلوم والمحتاج من دون تمييز. وأعاد الى الأذهان مواقف الإمام المغيّب السيد موسى الصدر التي عملت على ترسيخ العيش المشترك الإسلامي – المسيحي، معتبراً أنه ثروة للبنان وللعالم. وتطرق المفتي الى وضع المغتربين اللبنانيين في العالم، مشدداً على وجوب انفتاحهم على المجتمعات التي يعيشون فيها.
ودعا الى استئصال آفة الفساد من لبنان، عازياً أسبابها الى الابتعاد عن الدين والتركيز على الطائفية والمذهبية المناقضة لأهداف الأديان السماوية. وأشاد بالمواقف الوطنية الموحدة للمغتربين عموماً وفي افريقيا خصوصاً، شاكراً لجمعية البر والتعاون جهودها في هذا الشأن.