حكم قاضٍ تشيلي بإرسال عينة من عظام الشاعر الراحل بابلو نيرودا إلى اسبانيا، وذلك للقيام بعملية فحص جديدة للسموم عليها. ويعكف أيضا علماء أميركيون على فحص عينات من بقايا نيرودا، الحائز على جائزة نوبل، وذلك للتوصل إلى ما إذا كان قد جرى تسميمه كما أكد سائقه السابق لسنوات.
وجاءت النتائج الأولية لتدعم التصريح الرسمي الذي صدر ليقول بأن السبب وراء وفاته كان إصابته بمرض السرطان. ولم تستبعد تلك النتائج حدوث تسمم، وهو ما تطلب إجراء فحوصات أكثر تدقيقا وعمقا.
وقال رودولفو راييس، أحد أقرباء نيرودا، إن أحد المعامل في ولاية نورث كارولاينا الأميركية سيعمل على تحليل تلك العينات، وذلك بالتوازي مع قيام بعض العلماء من جامعة مرسية جنوبي اسبانيا بإجراء فحوصات عليها وفق ما ذكر موقع «بي بي سي».
ويشرف الخبير الاسباني أورليانوا لونا مالدونادو على الفحوصات التي ستجرى في اسبانيا، وهو الخبير نفسه الذي أشرف على عملية استخراج بقايا عظام الشاعر في مايو/ أيار. وفي حديث له مع صحيفة «إل ميركوريو»، قال راييس إن “أي عملية تحليل يقوم بها أحد الخبراء للمساعدة على توضيح طريقة موت نيرودا ستكون شديدة الأهمية.”
وبدا أن الفحوصات الأولية تؤكد على الرواية الرسمية للأحداث، وهي أنه وعند وفاة بابلو نيرودا كان يعاني من حالة متقدمة لسرطان البروستاتا. إلا أن سائقه السابق ومساعده الشخصي، مانويل آرايا، يؤكد على أن نيرودا جرى قتله بالسم.
ويقول آرايا إن نيرودا قد هاتفه من المستشفى، وأخبره بأنه يشعر بوعكة جراء حقنه بدواء في المعدة. ومات الشاعر اليساري عام 1973، وذلك بعد 12 يوما من الانقلاب العسكري في تشيلي الذي جاء بالجنرال أوغوستو بينوشيه إلى السلطة.
وكان نيرودا صديقا مقربا للرئيس التشيلي المعزول سالفادور آليندي، وتوفي عن عمر يناهز 69 عاما. ودفن نيرودا إلى جانب زوجته ماتيلدا أوروتيا في حديقة منزلهما الذي يطل على ساحل المحيط الهادئ بمنطقة إيسلا نيغرا الساحلية، والتي تقع على بعد ما يقرب من 120 كيلومترا غرب العاصمة التشيلية سانتياغو.
وفي عام 2011، بدأت جمهورية تشيلي في إجراء تحقيق في المزاعم التي تقدم بها آرايا، المساعد السابق للشاعر، ودعم ذلك ما ذكره الحزب الشيوعي التشيلي أن نيرودا لم تظهر عليه أي من الأعراض التي تصاحب الحالات المتقدمة لمرض السرطان الذي ذكر التقرير الحكومي أن نيرودا قد توفي بسببه. ويقول الحزب إن الحكومة العسكرية كانت تخشى من أن يتوجه نيرودا إلى منفاه في المكسيك ويطلق حملة من هناك ضد نظام بينوشيه.