شكر وامتنان لدولة قطر من جميع المسؤولين اللبنانين والشعب اللبناني الشقيق على الغاء سمات الدخول.
بيروت – منى حسن
اعلن سفير دولة قطر لدى لبنان السيد علي بن حمد المري ان خطاب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، كان خطابا تاريخيا ووضع النقاط على الحروف، وحظي باهتمام واسع من وسائل الإعلام العربية والإقليمية والدولية، ووجد إشادة كبيرة لما تضمنه من دعوة سموه إلى الحوار مع احترام السيادة وبعيدا عن الإملاءات.
واشار في حديث الى “البحار ” الى ان مفهوم السيادة لدولة قطر ولجميع الدول خط احمر، واصفاً العلاقات القطرية – اللبنانية بأنها علاقات تاريخية متينة وثيقة قائمة على الاحترام المتبادل والأخوة الصادقة واحترام السيادة والالتزام بالمواثيق الدولية.
وأعرب عن الأمل في أن تكلل وساطة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بالنجاح، وحل الأزمة في البيت الخليجي.
وهنا وقائع الحوار:
ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، خطابا تاريخيا مهما إلى شعبه والعالم، كيف كانت أصداء هذا الخطاب؟
كما تابعتم، كان خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر المفدى خطابا تاريخيا وضع النقاط على الحروف، وحظي باهتمام واسع من وسائل الإعلام العربية والإقليمية والدولية، ووجد إشادة كبيرة لما تضمنه من دعوة سموه إلى الحوار مع احترام السيادة وبعيدا عن الإملاءات .
ما تعليقكم على المواقف التي أكدت أن السيادة القطرية فوق المناورات و الإملاءات؟
إن مفهوم السيادة لدولة قطر ولجميع الدول خط احمر. ومن الطبيعي أن تؤكد دولة قطر على سيادتها وألا ترضى بالإملاءات والوصاية من أي طرف.
وستبقى سيادة قطر وعزتّها مصانة بحكمة ودراية وسياسة حضرة صاحب السمو ووقوف الشعب القطري الوفي قلبا واحدا خلف قائده ، وانطلاقا من أن دولة قطر لا تحاول أن تفرض رأيها على أحد فإنها ترفض الإملاءات من أي طرف كان.
ما هو رأيكم في المواقف الإقليمية التي صدرت بشأن الأزمة؟
لا بد من الإشادة بمواقف غالبية دول العالم التي عبرت عن رفضها الحصار الجائر المفروض على قطر، ودعوتها إلى الجلوس على طاولة الحوار لحل المشاكل العالقة بين دول الخليج .
أما في ما خص المواقف الإقليمية، فكما قال سمو الأمير المفدى في خطابه الذي سبقت الإشارة إليه فإن “الدول العربية وغير العربية التي لديها رأي عام تحترمه وقفت معنا، أو على الأقل لم تقف مع الحصار على رغم الابتزاز الذي تعرضت له”.
أين أصبحت الوساطة الكويتية التي يقودها سمو أمير دولة الكويت؟
إن دولة قطر تثمّن وتشيد بالجهود الخيرة لصاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الهادفة الى حل الأزمة .
ونحن نأمل أن تكلل وساطة أمير دولة الكويت بالنجاح وحل الأزمة في البيت الخليجي.
ما هو ردكم على اتهام دولة قطر بدعم الإرهاب؟
مضت قرابة ثلاثة أشهر على بداية الأزمة، ولم تأتِ دول الحصار بأي دليل يثبت أن دولة قطر تدعم الإرهاب.
إن دولة قطر لم ولن تدعم الإرهاب يوما وظلت دائما تعمل على مكافحته وإيقاف تمويله، كما أن قطر جزء لا يتجزأ من ضمن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، فضلا عن توقيعها في يوليو (تموز) الماضي مذكرة مع الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة تمويل الإرهاب.
كيف تقيّمون الوضع في قطر في ظل الحصار المفروض عليها بحر وبرا وجوا، وهل من تداعيات سلبية على الأرض؟
رغم الحصار المفروض علينا برا وبحرا وجوا استنادا إلى فبركات إعلامية، فقد علمتنا الأزمة أن اتحادنا ووقوفنا قلبا واحدا ويدا واحدة خلف حضرة صاحب السمو أمير دولة قطر – حفظه الله – هو السبيل الأنجع لمواجهة الحصار، وتمكنت قيادتنا الرشيدة من فتح الاقتصاد القطري للمبادرة والاستثمار وإنتاج غذائنا ودوائنا وتنويع مصادر دخلنا وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وكما يقال “رُب ضارة نافعة”، فقد ساعدتنا الأزمة في اتخاذ القرار للتغلب على كل العقبات ،كما قال حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في خطابه التاريخي، لنخوض جميعا هذا الامتحان بعزة وكرامة ونحتاج للاجتهاد والإبداع والتفكير للمستقبل والاعتماد على النفس.
وبفضل توجيهات القيادة ، والتدابير التي اتخذتها الحكومة ، لم يتأثر القطريون والمقيمون بالحصار من الناحية الاقتصادية، واليوم بعد مرور قرابة ثلاثة أشهر على بداية الحصار، فانهم يعيشون المستوى نفسه الذي كانوا يعيشونه قبل الأزمة.
إن الحصار المفروض على دولة قطر هو خرق لكل المواثيق الدولية وانتهاك لشرعة حقوق الإنسان في الحد من حريته في التنقل والتحرك والتصرف. ونحن نأسف لما قامت به بعض دول الحصار من مطالبتها لبعض المواطنين القطريين من طلبة ومرضى بمغادرة أراضيها، ومنع المعتمرين في شهر رمضان المبارك من أداء شعائرهم الدينية، قبل أن تضع العراقيل والعقبات التي تحول بين حجاج قطر وأداء الفريضة .
وكما هو معروف، فإن صلات القربى قوية بين مواطني دولة قطر ودول الحصار، الأمر الذي أدى إلى التباعد الأسري، بحيث مُنعت العائلات من التلاقي ولمَ الشمل، غير أن دولة قطر لم تبادل المقيمين على أرضها من دول الحصار بالمثل ولم تجبرهم على المغادرة، واستمر الوضع على ما كان عليه قبل الحصار بالنسبة إليهم.
كما أن إغلاق حركة الطيران وحرية العبور من وإلى قطر، يعتبر مخالفة صريحة لأحكام وقوانين المنظمة الدولية للطيران المدني “إيكاو”.
ولا ننسى أن نشيد بالبيان الصادر عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي “آياتا” الذي دعا إلى إنهاء الإجراءات التعسفية المتخذة ضد دولة قطر، ولاسيَّما أن إغلاق المجالات الجوية والبرية والبحرية من دول الحصار يعتبر عملًا تعسفيا، ومن غير الجائز وفقا للقانون الدولي، إغلاق الممرات الخاصة بالطيران المدني الدولي.
كيف تقيمون العلاقات اللبنانية – القطرية ,خصوصا أن قطر هي السباقة في العطاءات نحو لبنان؟
إن العلاقات القطرية – اللبنانية هي علاقات تاريخية متينة وثيقة قائمة على الاحترام المتبادل والأخوة الصادقة واحترام السيادة والالتزام بالمواثيق الدولية.
ولطالما وقفت دولة قطر إلى جانب لبنان على مرّ الحقبات التاريخية ، وأياديها البيضاء كانت وما زالت ماثلة للعيان وتتحدث عن نفسها ويتحدث عنها اللبنانيون بكل أطيافهم وانتماءاتهم، خصوصاً أن دولة قطر تقف على مسافة واحدة من الجميع ولا تتوانى عن تقديم يد المساعدة والعون متى طلب منها ذلك، مهما كانت التحديات والظروف.
عقدتم لقاءات مع جميع المسؤولين في لبنان ومن الأطياف السياسية كافة، كيف هي العلاقة معهم؟
إن المسؤولين السياسيين والمرجعيات الدينية الذين قابلتهم منذ بداية الحصار الجائر والأزمة الخليجية، كانت مواقفهم معارضة لهذا الحصار. كما أن الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني وقفا موقفا حياديا من الأزمة.
ضمت قطر لبنان إلى قائمة الدولة التي يسمح لها بالدخول من دون تأشيرة، ماذا تقول عن هذه الخطوة المهمة؟
إن ما قامت به دولة قطر مؤخرا لجهة إضافة الدولة اللبنانية والمواطنين اللبنانيين إلى قائمة الدول التي لا تحتاج سمات دخول أو (فيزا)، هو تعبير صادق عن عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، خصوصا أن الجالية اللبنانية في قطر كبيرة، وهذا الأمر سهل لم شمل العائلات ولاقى امتنانا واستحسانا وشكر من جميع المسؤولين اللبنانين والشعب اللبناني الشقيق. إن دولة قطر تفتح بابها وقلبها دائما للإخوة اللبنانيين وترحب بهم في بلدهم الثاني قطر.
كيف تقيم ما يحصل في المسجد الأقصى ؟وما هو الدور الذي يجب أن تلعبه الدول العربية من أجل حماية المسجد الأقصى؟
إن ما حصل في المسجد الأقصى انتهاك خطير لكل الحرمات المقدسة والدين الإسلامي واستفزاز للمشاعر، ويوضع في إطار عملية تغيير للوضع التاريخي القائم في القدس والمسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف.
لقد أعربت دولة قطر عن استنكارها الشديد لقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع إقامة صلاة الجمعة في الحرم القدسي للمرة الأولى منذ عام 1969، وكانت السباقة في إعلان موقفها الرافض لكل هذه الانتهاكات الإسرائيلية. وهذه المواقف تأتي انسجاماً مع مواقف قطر الأصيلة نحو القضية الفلسطينية.
إن نصرة الأقصى والوقوف صفا واحد مع الفلسطينيين، واجب على الجميع، وعلى الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي أن تتحمل مسؤولياتها لوقف هذه الانتهاكات.
ولعلكم تابعتم إعلان حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في خطابه الأخير تضامناً مع الشعب الفلسطيني الشقيق، وخصوصاً “أهلنا في القدس”، واستنكاراً لإغلاق المسجد الأقصى، متمنيا أن يكون ما تتعرض له القدس حافزا للوحدة والتضامن بدلا من الانقسام”.