أثار إعلان علماء آثار أميركيين عثورهم على هيكل عظمي “نادر” في قبو أحد المتاحف في ولاية فيلادلفيا. الجدل لا يتعلق بالعمر او بالعثور عليه بعد كل هذه المدة وانما بالتسمية التي اطلقت عليه اذ قرر العلماء اطلاق اسم «نوح» عليه في اشارة منهم إلى النبي نوح. إلا أن مكتشفي الهيكل العظمي يقولون إنه لرجل كان ذو عضلات، عمره 50 وطوله 1.78 سنتيمترا، وعاش قبل 6500 عام في مدينة “أور” القريبة مواقعها الأثرية 16 كيلومترا عن الناصرية بجنوب العراق.
قال متحف الآثار والأنثربولوجيا التابع لجامعة بنسلفانيا أن باحثيه عثروا على هيكل عظمي بشري نادر للغاية يرجع إلى 6500 عام في قبو المتحف، حيث جرى تخزينه قبل 85 عاماً، وأطلق المتحف عليه اسم نوح. واوضح المتحف إنه فقد لبعض الوقت جميع الوثائق الخاصة بالهيكل العظمي، الذي يرجع تاريخه إلى 4500 عام تقريباً قبل الميلاد.
وفي البيان ذكر المتحف أن إطلاق اسم “نوح” على الهيكل العظمي تم حين عثرت عليه البعثة في القرن الماضي بالعراق، وتم استخراجه من عمق 12 متراً من طبقة عميقة من الطين المتراكم في باطن الأرض أسفل المقبرة التي ترجع إلى 2500 عام قبل الميلاد، وهو ما يشير الى أنه سابق للمقبرة العظمى بأكثر من 2000 عام.
وحدد الباحثون أن الهيكل العظمي تم استخراجه في 1930 تقريباً أثناء حملة تنقيب في المقبرة الملكية في موقع أور قادها السير ليونارد وولي إلا أن سجلات السير وولي عن الهيكل العظمي ضاعت، فاضطروا الى حفظه في قبو المتحف، حيث بقي غير مكتشف لعقود، حتى عثر الدكتور وليام هافورد على وثيقة عن الحفريات خلال عمله على مشروع رقمنة سجلات التنقيب الخاصة بالسير وولي، فعرف التفاصيل بشأنه، وبأنه نادر فعلا و “من الممكن أن هذا الهيكل العظمي يعود إلى رجل مميز، فقد كان طويلا وذو عضلات مفتولة، وعاش حوالي 50 عاماً” .
لكن الأوراق ظهرت هذا الصيف أثناء مشروع لتوثيق رقمي لسجلات بعثة مشتركة امتدت من 1922 إلى 1934 للمتحف البريطاني، ومتحف جامعة بنسلفانيا، إلى ما أصبح الآن العراق.
وتشير سجلات وولي إلى أنه شحن هيكلاً عظمياً، واكتشف الفريق الذي قام بتوثيق سجلاته رقمياً صوراً للحملة تظهر الهيكل العظمي أثناء استخراجه من المقبرة. وعثر فريق وولي على الهيكل العظمي على عمق 12 متراً في باطن الأرض أسفل بقايا المقبرة ذاتها التي ترجع إلى 2500 عام قبل الميلاد. وعثر على الهيكل العظمي في طبقة عميقة من الطمي، يعتقد علماء الآثار أنها تخلّفت عن فيضان هائل. وتشير البقايا إلى أن الهكيل العظمي لرجل قوي البنية توفي في الـ50 من العمر، وكان يبلغ طوله 1.78 متر تقريباً. وقال المتحف إن الاكتشاف له أهمية للأبحاث الحالية. ويمكن للتقنيات العلمية التي لم تكن متوافرة وقت الحملة أن تساعد العلماء على معرفة أوجه جديدة للغذاء، وأصول الأجداد والجروح والأمراض التي كانت سائدة.
كما شرح علماء المتحف الذي يحتفظ بهيكل عظمي آخر من موقع “أور” إلا أن “نوح” أقدم منه ومن أي هيكل آخر تم اكتشافه هناك بحوالي 2000 عام، وذكر الدكتور هافورد أن جثة “نوح” دفنت مع 10 أوان فخارية تم العثور عليها عند قدميه، واحتوى بعضها على قمح ومؤن أخرى لحياة ما بعد الموت، إلا أن طيات الزمان ربما أفقدته ما كان يرتديه من حلي أو غيرها، حيث إنه لم يكن يرتدي أيا منها، ولم يكن معه أي مجوهرات في القبر، والظروف الغامضة في ذلك الوقت تسببت باهتراء ملابسه كليا.
وبما ان العثور على سفينة نوح كان ولا زال محط اخذ ورد وجدال بين مختلف الطوائف والاديان اذ ان بعض البروتستانت المسيحيين زعموا العثور عليها في تركيا أو أرمينيا مقابل إدعاء عدد من الباحثين الاسلاميين تحديد موقعها في اليمن أو العراق. الا ان ذلك لم يتم إثباته فعليا كما ان عدد كبير من الاسئلة التي لم تجد لم يتم الاجابة عليها جعلت البعض يعترض على إطلاق اسم نوح على الهيكل العظمي قبل التأكد فعليا من ذلك. كما ان إختلاف الروايات في مختلف الاديان حول نوح تجعل من الصعب اقناع الاطراف المتناقضة على رواية واحدة.
البحار نت – وكالات