ليس وكأن الشتاء باغت الجهات الحكومية اللبنانية المعنية كوزارة الاشغال ومجلس الانماء والاعمال والبلديات وغيرها. فلبنان الذي هطلت بالامس اولى أمطار شتائه المتأخر غرق في «شبر من الماء» لان الحكومة المنشغلة بنفسها وبتصفية حساباتها لا يهمها امر المواطن الذي وللغرابة يعود وينتخب الطاقم نفسه الذي لطالما اكد له في اكثر من مناسبة انه لا يهتم به إطلاقا لا بسلامته ولا بامنه ولا بكل ما بتعلق به من امور اجتماعية وحياتية.
طريق المطار شهد زحمة سير خانقة بالامس بسبب المياه التي تجمّعت داخل النفق حيث وصل ارتفاع المياه إلى نحو 180 سنتمتراً، ما أدى إلى انفطاع الطريق بالإتجاهين.
وليس بعيداً من العاصمة، حولت الأمطار أوتوستراد الضبية إلى مستنقع مياه ومصيدة للسيّارات العابرة، أما الطريق من قرنة شهوان نزولاً حتى انطلياس، فشهدت زحمة سير خانقة بسبب السيول القوية. وكذلك، احتجزت السيول والوحول عدداً من السيارات بعدما ارتفع منسوب المياه على ما يزيد عن 80 سنتمتراً في منطقة الحايك- المكلس، وكذلك الأمر عند طريق مار مخايل جسر صفير – بعبدا، وفي شوارع النبعا وبرج حمود والطريق البحرية، حيث سدّت الوحول مجاري المياه. وتحوّل عدد من شوارع الضاحية الجنوبية إلى مستنقعات مياه وسيول وارتفع منسوب نهر الغدير.
وشهدت مناطق الأوتوستراد الساحلي من الصيفي مروراً بالكرنتينا فالدورة، نهر الموت، الزلقا، جل الديب، الضبية، زحمة سير خانقة بسبب السيول، وكذلك الأمر على طرقات ضواحي بيروت، خصوصاً الجديدة، سن الفيل، الحازمية، الدكوانة، جسر الباشا.
بدوره غرق مجمّع الحدث الجامعي، بمياه الأمطار التي دخلت إلى حرمه محدثة أضراراً في المكاتب والقاعات. وبعد تحذيرات الدفاع المدني امس للمواطنين بعدم مغادرة منازلهم الا في حال الضرورة كانت حال الطرقات، من ناحية، زحمة السير افضل من الامس ، وبالافضل نعني عوض ان «يعلق» المواطن في زحمة سير لثلاث او اربع ساعات كان حظه اليوم بساعتين. حال الطرقات على حاله بحيث الارصفة لا يمكن السير عليها في معظم المناطق كون المحال التجارية والمطاعم لسبب او لاخر قررت انها ملك لها، او لان الفنادق حولتها لمساحة لركن السيارات او لان اصحاب الدراجات النارية جعلن الارصفة مكانا خاصا لركن دراجاتهم . وعليه فان السير على الطرق رحلة تحت المطر وسط برك من المياه .
