اعتبر الامين العام للتيار الاسعدي المحامي معن الاسعد، في تصريح اليوم، ان “طرح التسوية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية كان مشوها من الاساس وولد ميتا لأنها أطلقت من دون معرفة بنودها وحيثياتها حتى انه تم اخفاؤها عن السياسيين اللبنانيين وأخفت الاثمان والضمانات لهذه التسوية”، مؤكدا أنها “تستهدف فرط عقد فريق 8 آذار وايجاد تحالفات جديدة واستفراد تحالف “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”.
ورأى ان “ترشيح القوات للجنرال عون تقديم براءة ذمة لها امام المسيحيين والزعم أنهم سيوفرون النصاب في جلسة الانتخاب مع انهم يدركون ان كل الافرقاء السياسيين في البلد وهم منهم لا يملكون أي قرار فقط ينفذون الأوامر”.
وحذر من “خطورة المرحلةالمقبلة وتعقيداتها في ظل المعلومات التي تشير الى ان تركيا قبضت 3 مليارات دولار من الدول الاوربية في مقابل منع السوريين من النزوح اليها وترحيلهم الى منطقة عازلة بديلة اتفق ان تكون جرود عرسال”، لافتاالى “السماح بادخال آلاف الاطنان من الاسمنت الى عرسال وجرودها لبناء مراكز ومخيمات للنازحين وتشكيل دويلة مستقلة”.
ورأى ان “اجتماع ما يسمى المعارضة السورية المعتدلة في الرياض يؤكد مخطط التلاقي المشبوه الاميركي والعربي والصهيوني الهادف الى اعطاء براءة ذمة ل”جبهة النصرة” وتصنيفها كجناح عسكري لهذه المعارضة تتيح لها التحرك بمشروعية داخل الاراضي اللبنانية والتعامل مع المنظمات الدولية والمدنية كجمعية انسانية وخيرية”.
ولفت الى “محاولات مشبوهة لقادة سياسيين في لبنان لتبرئة النصرة الارهابية وترجمة المخطط لاقامة دويلات تحت سيطرة الارهابيين في مناطق الشمال وعرسال والمخيمات الفلسطينية والبقاع وجبل لبنان”.
وأعرب عن “خشيته من وجود قرار دولي لتصدير الازمة السورية الى لبنان وتحويله الى بؤرة عسكرية أمنية لمنظمات ارهابية للانقضاض على سوريا من الخلف ومحاولة تقطيع أوصال المقاومة في الداخل”، مذكرا بكلام جيفري فيلتمان عن “فائض الجغرافيا في العراق وسوريا ولبنان”، الذي يؤكد هذا المخطط المشبوه لاقتطاع أراض من لبنان وانشاء دويلات ارهابية.
اعتراف المشنوق باحتلال عرسال خطير
وإعتبر أن “اعتراف وزير الداخلية نهاد المشنوق بأن بلدة عرسال محتلة من الارهابيين أمر في غاية الخطورة وتترتب عليه تداعيات كثيرة داخليا وخارجيا”، منبها من ان “يكون هذا الاعتراف قدم ضمانات للمحتلين من الارهابيين الذين فجروا وقتلوا وخطفوا، وتحويل عرسال وجرودها الى منطقة عازلة لا يمكن الاقتراب منها”.
وسأل : “لماذا لم يكشف الوزير المكشوف عن خطة الدولة لتحرير البلدة وأهلها من العصابات الارهابية؟، وهل يعني الاعتراف تنازل الدولة عن سيادتها لمصلحة دويلة ارهابية تبرىء ذمتها وتصنف على انها معارضة معتدلة قبل اجتماع باريس التصنيفي ما بين ما هو متطرف ومعتدل، من ما يسمى بالمعارضة السورية؟”
وذكر الاسعد بتصريحات أحد مستشاري الرئيس الراحل ياسر عرفات بسام ابو شريف، الذي كشف فيها ان واشنطن وحلفاءها تركيا وقطر والسعودية والكيان الصهيوني وضعوا اللمسات الاخيرة لاعتبار تنظيم “النصرة” الجناح العسكري للمعارضة المعتدلة”.
وعبر عن “خشيته من إقامة دويلة في منطقة عرسال مدعومة من اسرائيل، وتعطى لها ضمانات دولية بعدم ضربها عسكريا او التعرض لها من روسيا وحلفائها”، معتبرا ان “إدخال أطنان من الاسمنت الى عرسال وجرودها، يؤكد وجود مخطط لتوطين نازحين سوريين والذي أصبح أمرا قيد التنفيذ، وهذا ما سيشكل خطرا على وحدة لبنان والسلم الاهلي”.
وطالب من الذين يحيكون “الصفقات” والتسويات الملغومة، “بوضع الرأي العام اللبناني في بعض تفاصيلها وشروطها وثمنها داخليا وخارجيا، وهذا مطلوب من الطبقة السياسية الفاشلة لتي لا تملك قرارها، وفقدت شرعيتها الدستورية والشعبية”.
وختم الاسعد مستنكرا “إقدام “عربسات” على حجب بث قناة “المنار”، ويأتي هذا القرار الجائر في إطار المخطط الاسرائيلي الذي يستهدف دور المنار المقاوم في محاولة لإطفاء شعلتها المقاومة باستمرار”.
الاتفاق على اسم رئيس واطلاق العسكريين صفقة مشبوهة
وكان قد إعتبر “ان الحديث عن الاتفاق على اسم رئيس للجمهورية واطلاق سراح العسكريين في صفقة مشبوهة يأتيان ضمن تسوية اقليمية ودولية لاعادة خلط الاوراق على الساحة اللبنانية”.
ورأى الاسعد “انه في اطار هذه التسوية، يتم اعطاء فريق 8 اذار رئاسة الجمهورية مقابل العودة الى قانون 1960 الانتخابي لضمان بقاء القوى السياسية في مواقعها وانتشارها وزاريا ونيابيا، والعودة الى قاعدة “الترويكا” لاستمرار الطبقة السياسية الفاسدة والفاشلة والساقطة شعبيا ودستوريا في ادارة البلد، وتقاسم المغانم والحصص”، مؤكدا “ان هذه التسوية تتضمن بنودا سرية خاصة في موضوع تلزيم قطاع النفط والغاز، أقله لمدة عشر سنوات للاجنبي والسطو على وارداته التي تقدر حاليا بعشرة مليارات دولار”.
وأعرب عن خشيته من ان “يكون هذا الاتفاق الدولي الاقليمي بندا خفيا لترحيل النازحين السوريين من تركيا وبعض الدول الاوروبية وتوطينهم في جرود عرسال وجبال القلمون، وتحديدا في وادي حميد وتوفير غطاء دولي لحرية تحركهم وتأمين حصانات لهم”، معتبرا “ان ذلك سيوقع لبنان في المحظور بعد اقتطاع جزء من اراضيه وتحويله الى منطقة عازلة بقيادة جبهة النصرة الارهابية بعد محاولة قوى محلية متواطئة تلميع صورتها واعطاءها براءات ذمة”.
وقال الاسعد: “ان النصرة المتحالفة مع الكيان الصهيوني والمرتبطة به ستؤمن الامتداد مع هذا الكيان وتوفر له حرية الحركة مرورا بمنطقة العرقوب وصولا الى تخوم البقاع، وان ذلك في حال ترجمته قد يؤسس لفتنة داخلية كارثية. والخشية من هذا المخطط هو ما تسرب عن ضمانة اميركية اعطيت لروسيا بعدم اقامة المنطقة العازلة في الشمال السوري، وهذا يعني استبدالها على الاراضي اللبنانية بعد ان تحول النازحون الى عبء على اوروبا وتركيا”.
وختم الاسعد: “سبحان من غير الاحوال، حيث اصبح اعداء الامس اصدقاء اليوم ويكيلون المدائح لبعضهم ويقدمون براءات ذمة متبادلة”، متخوفا من “اهتزاز الوضع الامني في لبنان على مستوى خطير، والخوف الاكبر على المسيحيين في اخر معاقلهم وتهجيرهم استكمالا للمخطط الصهيوني”.