Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

المانيا «قررت» عدم إهانة البرازيل أكثر: حكاية الهبوط الدرامية لمنتخب السيلساو

كان الانتصار الساحق لالمانيا على البرازيل نتاج تراكم مروع لتراجع بطيء امتد منذ فترة طويلة في كرة القدم بالبلد الحاصل على خمسة ألقاب في كأس العالم والذي لم تعد قدرته على تصدير لاعبين من الطراز العالمي مثلما كانت. و أدت الهزيمة المخجلة 7-1 أمام ألمانيا الى ظهور دعوت تطالب باجراء تغييرات جذرية واسعة النطاق على كرة القدم في البرازيل.

فالبرازيل لم يكن لها أي لاعب في القائمة المختصرة التي تضم ثلاثة لاعبين يختار منهم الأفضل في العالم منذ وصل كاكا وفاز بالجائزة في 2007 وجاء نيمار أبرز لاعبيها في المركز الخامس لعام 2013.

وبينما ضمت تشكيلة البرازيل المتوجة بآخر ألقابها الخمسة في كأس العالم عام 2002 لاعبين من العيار الثقيل من عينة ريفالدو ورونالدينيو ورونالدو فإن التشكيلة الحالية تعلق آمالها بشكل كبير على نيمار الذي لا يملك في خبرة الملاعب الاوروبية إلا موسما وحيدا. ناهيك عن ان نيمار ورغم كونه لاعبا محنكا الا انه لم يقدم إطلاقا لا خلال كأس العالم او خارجه ما يجعله نجما يضاهي بنجوميته كلاعب من سبقه من اساطير كرة القدم البرازيلية.

وكان السباعية لاتكفي فقد خرجت الصحف بتصريحات نقلا عن اللاعب الالماني ماتس هوملز اكد فيها ان المنتخب الالماني قرر بين استراحة الشوطين عدم اهانة المنتخب البرازيلي اكثر، مؤكدا ان الحديث كان عن التركيز واكمال المباراة مع الحرص على عدم اذلال البرازيل اكثر. واضاف« انه امر هام ان تظهر الاحترام للخصم، وهذا ما قمنا به، لما نحاول القيام بلعب ساحر ،اكملنا المباراة بتركيز حتى انتهاء الدقيقة الـ 90».

واقع لم يكن يحتاج لهوملز اي غيره من اللاعبين الالمان الى الحديث عنه كونها كان واضحا لكل من شاهد المباراة ورأى الالمان يتراجعون عن الهجوم ويحاولون اللعب بتحفظ لما تبقى من المباراة اذ انه لو اكملت المانيا على منوال الشوط الاول لكانت خسارة البرازيل باكثر من عشرة اهداف امر محتم.

وفي الوقت الذي يتعرض فيه لاعبو ومدربو البرازيل للانتقادات جراء الهزيمة طالب بعض الكتاب والمحللين الدولة المضيفة باستغلال الهزيمة الساحقة والعمل على إصلاح شؤون اللعبة الشعبية في البلاد كما فعلت المانيا بعدما خسرت أمام البرازيل في نهائي البطولة العالمية قبل 12 عاما.

وبعد الوصول لنهائي كأس العالم ثلاث مرات متتالية بين 1994 و2002 خرجت البرازيل من دور الثمانية في 2006 و2010 قبل أن تفاجأ بالهزيمة المروعة بسبعة أهداف لواحد أمام الألمان في قبل النهائي يوم الثلاثاء الماضي. ورغم أن الهزيمة هي الأولى للمنتخب البرازيلي على أرضه في 64 مباراة رسمية فإنها قدمت العديد من العروض السيئة هناك في السنوات الأخيرة بينها التعادل بدون أهداف مع بوليفيا وفنزويلا. كما انتهت مشاركة البرازيل في كأس كوبا أميركا قبل ثلاث سنوات بالهزيمة بركلات الترجيح في دور الثمانية على يد باراغواي. لكن مشاكل كرة القدم البرازيلي أعمق من النتائج. ويشعر كثيرون بأن البرازيل تدفع الآن ثمنا باهظا لتحول اهتمامها منذ الثمانينيات والتسعينيات من الاعتماد على المهارات الفنية إلى القوة والسرعة.

وذات مرة قال زيكو وهو واحد من أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم الملاعب البرازيلية إنه لو ظهر في هذا العصر لما حقق ما وصل إليه. وقال في مؤتمر عن كرة القدم قبل نحو عامين “أنا واثق أني لو ذهبت للاختبار في أحد أندية كرة القدم اليوم لرفضوني لأني رفيع وضئيل الحجم.”

وأضاف “لم نعد نر مهاجمين بشكل روماريو في مسابقات الناشئين.. (المهاجم الصريح) الآن لاعب ضخ” في إشارة للمهاجم القصير الذي قاد البرازيل للفوز بكأس العالم في 1994. “من هنا يبدأ التدهور في كرة القدم البرازيلية.”

وحتى حين يبزغ نجم أحدهم فإن مشواره عادة ما ينحرف عن مساره مثلما حدث مع روبينيو والكسندر باتو اللذين فشلا في الارتقاء لمستوى التوقعات بعد تجارب غير موفقة على مستوى الأندية في اوروبا.

وقال مدرب البرازيل لويز فيليبي سكولاري إن لاعبين كثر يختفون تماما بعد الانتقال للعب في الخارج في سن صغيرة. وأضاف  “البرازيل تنتج بالفعل لاعبين جيدين لكن علينا أن نفهم أن كثيرين منهم يبدؤون هنا وينتقلون للخارج في سن مبكرة جدا لذلك فإنه لا سبيل إلا محاولات البحث والرصد للكشف عن لاعبي البرازيل المميزين بالخارج.”

وسكولاري نفسه واجه مرارا انتقادات بالاعتماد على ارتكاب مخالفات في أوقات معينة رغم أنه أشار إلى مدربين برازيليين آخرين يفعلوا الشيء نفسه.

وشن الكاتب المخضرم فرناندو كالازانز هجوما حادا على هذا الجيل من المدربين في عموده بصحيفة أوجلوبو يوم الاربعاء. وكتب يقول “من السهل لوم الإدارات ومن الصواب سياسيا أن تتجنب مهاجمة المدربين الذين يطلقون على أنفسهم الأساتذة وهؤلاء باستثناءات قليلة جدا لا يملكون أي لمسات وفقرا تماما من الناحية المعلوماتية.”

وأضاف “على مدار سنوات وسنوات ماضية تخصصوا في الخطط الدفاعية والفوز بهدف نظيف والاعتماد على التمريرات الطويلة ومطالبة لاعبيهم بارتكاب مخالفات وركل المنافسين ودفعهم.”

وبدأت نقطة التحول في مسار كرة القدم البرازيلية بعد الهزيمة أمام إيطاليا في كأس العالم 1982 حين خرج أحد أروع المنتخبات التي شاهدها العالم في البطولة خالي الوفاض. وقال زيكو “لو أننا فزنا بتلك المباراة لتغيرت كرة القدم تماما. لكننا بدلا من ذلك بدأنا الاعتماد على تحقيق النتائج بأي ثمن والاعتماد على المخالفات لوقف هجمات المنافسين.”

وتابع “لم تكن تلك الهزيمة مفيدة لكرة القدم العالمية.”

رويترز

إقرأ أيضا: بالصور: ألمانيا تعيث بالبرازيل خراباً.. سبع مرات

Leave a comment

0.0/5

Go to Top

المانيا «قررت» عدم إهانة البرازيل أكثر: حكاية الهبوط الدرامية لمنتخب السيلساو