يحمل الأول من مايو/أيار في طياته تاريخًا عماليًا حافلًا، حيث تحوّل من يوم احتجاجي إلى مناسبة عالمية تُكرّم كفاح العمال في بناء المجتمعات.
بداية النضال
انطلقت الشرارة من **أستراليا عام 1856**، عندما نجح العمال في تقليل ساعات العمل اليومية إلى 8 ساعات[1]. لكن المحطة الأهم كانت في **شيكاغو 1886**، حيث تحوّل إضراب 300 ألف عامل أمريكي إلى مواجهات دموية عُرفت بـ”حادثة هايماركت”، سقط خلالها عشرات الضحايا.
انتقال الفكرة للعالم
بعد ثلاث سنوات، أعلنت **الأممية الاشتراكية الثانية** في باريس اعتماد الأول من مايو يومًا عالميًا للعمال، ليصبح رمزًا للنضال من أجل الحقوق العمالية
البداية العربية
تبنّت الدول العربية الفكرة تدريجيًا في القرن العشرين:
مصر :بدأ الاحتفال الرسمي في عهد جمال عبد الناصر، الذي اعتبر العمال شريكًا رئيسيًا في التنمية.
لبنان وسوريا: تحوّل اليوم إلى عطلة رسمية مع مسيرات نقابية.
المغرب : يُعرف محليًا بـ”عيد الشغل”، مع فعاليات تكريمية.
الجزائر والاردن : تشهد العاصمة عمّان ومدن جزائرية كبرى احتفالات حكومية وعمالية.
لماذا يستمر الاحتفال
أصبح اليوم مناسبة لـ:
– تكريم الانجازات مثل تحديد ساعات العمل
– تجديد المطالب العمالية المعاصرة
– تعزيز التضامن :بين الطبقة العاملة عالميًا
مظاهر الاحتفال اليوم
تتنوع الفعاليات بين:
المسيرات النقابية: في بيروت والقاهرة
خطابات رسمية: تعلن مبادرات دعم العمال
توزيع مكافآت: وترقيات في القطاع الخاص
فعاليات فنية: تُجسّد قيم الكفاح العمالي
ما زال اليوم يحمل نفس الرسالة منذ 150 عامًا: “العدالة للعمال أساس التقدّم”.