يبدو ان عدوى الاداء السيء إنتقلت من ريال مدريد الذي تأهل بخسارة وبعرض ضعيف الى برشلونة الذي لعب واحدة من أسوأ مباراياته امام خصم عنيد ومتحمس ويملك روحا قتالية عالية. أتايتيكو مدريد سجل حضوره مرة جديدة في موسمه الرائع بعدما سجل كوكي هدفا ليقوده للفوز على برشلونة 2-1 في مجموع مباراتي دور الثمانية لدوري ابطال اوروبا يوم الاربعاء ليبلغ الدور قبل النهائي في ارفع مسابقة للاندية في اوروبا لاول مرة في 40 عاما.
وانهى اتليتيكو مباراة العودة على ملعبه كالديرون بالفوز 1-صفر بعدما كان قد تعادل ذهابا الاسبوع الماضي في برشلونة 1-1 ليحرم منافسه من سابع ظهور على التوالي في الدور قبل النهائي لدوري الابطال وهو رقم قياسي. وهيمن اتليتيكو على اول عشرين دقيقة من اللعب وبعد ان سجل لاعب الوسط كوكي من مسافة قريبة في الدقيقة الخامسة سدد مهاجم برشلونة السابق ديفيد بيا مرتين في اطار المرمى.
وأبلغ كوكي محطة كانال بلوس التلفزيونية الاسبانية “كان هدفا مهما جدا لانه وضعنا في الدور قبل النهائي” واضاف “قدم الفريق مجهودا رائعا على مدار مباراتي دور الثمانية”وتابع “ركضنا كثيرا ولعبنا المباراتين بالاسلوب الذي اردناه واعتقد اننا كنا نستحق هذا الفوز.”
واستطرد “مع مساندة كل هذه الجماهير من الصعب جدا ان نخسر على ارضنا.” واستفاق برشلونة بعض الشيء في الشوط الثاني مستغلا الاجهاد الذي ظهر على لاعبي اتليتيكو لكن الفريق صاحب الضيافة تماسك بقيادة مدربه الملهم دييجو سيميوني ليخرج منتصرا.
وقال تشافي لاعب وسط برشلونة “كانت المباراة بين ايدينا. لاحت لنا اربع او خمس فرص سانحة.” واضاف لمحطة كانال بلوس “استفادوا بشكل كبير من اول 15 او 20 دقيقة حينما لعبوا بقوة وسجلوا هدفهم.”
وتابع “اعتقد اننا بعد هذا الهدف ارتقينا لمستوى التحدي وكنا نستحق التعادل على الاقل.”
واستطرد “قدمنا مباراتين طيبتين ولاحت لنا فرصنا لكننا اضعناها من بين ايدينا.” واضاف “اوجه التهنئة لجماهير اتليتيكو.”
وبدا ان برشلونة في طريقه لتقديم الاداء المهيمن المعتاد في الدقائق الاولى من المباراة التي اقيمت في اجواء دافئة بالعاصمة الاسبانية لكن سرعان ما اهتز الفريق حينما انطلق ادريان في الدقيقة الخامسة لينفذ هجمة سريعة بالتخصص لاتليتيكو.
وارتطمت تسديدته بالعارضة وحينما عادت الكرة الى المنتصف ردها باتجاه المرمى الى كوكي الذي وضعها في الشباك بجوار القائم البعيد. وبعدها كشر اتليتيكو عن انيابه ليرد اطار مرمى برشلونة تسديدتين لفيا.
وبعد العشرين دقيقة الاولى المثيرة هدأ ايقاع المباراة ولاحت لبرشلونة فرصة لادراك التعادل لكن ليونيل ميسي – الذي لعب كرة برأسه في وقت سابق مرت بجوار المرمى – أخطأ الهدف ثانية بعد مجهود رائع من زميله نيمار من جهة اليسار.
وبدأ برشلونة الشوط الثاني اكثر قوة بينما تراجع اتليتيكو للدفاع.
وانقذ الحارس تيبو كورتوا بشكل رائع محاولة من على قدم نيمار في الدقيقة 49 وشتت دفاع اتليتيكو بعدها كرة كاد ان يسجل منها تشافي هدفا. واهدر تشافي فرصة اخرى من ضربة رأس من تمريرة عرضية من دانييل الفيس بعد مرور ساعة. وبعدها بخمس دقائق وفي الجهة المقابلة اختبر البديل دييجو الحارس خوسيه مانويل بينتو بتسديدة خادعة.
وكاد جابي قائد اتليتيكو ان يقتل المباراة في الدقيقة 70 لكن بينتو انقذ محاولته الضعيفة.
واقترب اتليتيكو ثانية من التسجيل بعدها بدقيقتين من هجمة خاطفة ايضا بينما سدد نيمار كرة برأسه لتمر بجوار القائم قبل 12 دقيقة من النهاية.
بايرن يطيح بيونايتد من دوري الابطال
تعافى بايرن ميونيخ حامل اللقب من هدف باتريس ايفرا المباغت ليرد بثلاثة أهداف متتالية ويهزم ضيفه مانشستر يونايتد 3-1 ويبلغ الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا . ودبت الحياة في مباراة اياب دور الثمانية بعد شوط أول ممل حينما سدد ايفرا كرة مباغتة قوية ليضع يونايتد في المقدمة في الدقيقة 57 ما يعني تقدم فريقه 2-1 في مجموع المباراتين.
وادرك ماريو مانزوكيتش التعادل على الفور لبايرن بضربة رأس متقنة وضاعف توماس مولر الغلة من عرضية ارين روبن في الدقيقة 68 قبل ان يحرز الهولندي روبن ثالث اهداف فريقه بنفسه بعد فاصل من الركض والمراوغة في منطقة الجزاء.
وكان وين روني اهدر فرصة سانحة لتسجيل الهدف الثاني ليونايتد بعد تعادل بايرن. وهيمن بطل المانيا بعدها على مجريات اللقاء ليفوز 4-2 في مجموع المباراتين ويبقى في طريقه لتكرار ثلاثية الالقاب التي حققها العام الماضي بينما تعمقت جراح يونايتد وسط موسم مخيب للامال. وقال روبن “اعتقد اننا لعبنا بشكل جيد في الشوط الاول. لاحت لنا بعض الفرص لكننا بدأنا الشوط الثاني بشكل سيء وعوقبنا على ذلك.”
وتابع “كان من الرائع ان ندرك التعادل بهذا الشكل السريع. واضافنا بعدها هدفين اخرين لنقتل المباراة. هذا هو حال كرة القدم. حذرنا المدرب. التعادل السلبي كان يكفينا لكننا كنا نرغب في الانتصار. العشر دقائق التي لعبناها في بداية الشوط الثاني كانت كارثية.”
من جهته قال ديفيد مويز مدرب مانشستر يونايتد الذي لن يستطيع قيادة فريقه للعب في دوري ابطال اوروبا الموسم المقبل نظرا لتأخر يونايتد في الدوري الانجليزي ان فريقه دفع ثمن التراجع بعد هدف التقدم. وابلغ شبكة سكاي الرياضية “سارت الامور بشكل سيء بعد 30 ثانية فقط من هدف التقدم.”
واضاف “النصيحة الاساسية التي تقال الى طلبة المدارس لا تسمح بدخول هدف في مرماك بعدما تسجل.” وتابع “سجلوا مباشرة واحتجنا من خمس الى عشر دقائق للتعافي من الصدمة والسيطرة على انفسنا. لم يرتكب اللاعبون الكثير من الاخطاء الليلة حيث قدموا اداء جيدا لكننا ارتكبنا هفوتين صغيرتين.”
وكما حدث في مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل 1-1 استحوذ بايرن تماما على الكرة في الشوط الاول رغم انهم افتقدوا للسلاسة واخفقوا في خلق اي فرصة حقيقة للتسجيل في مواجهة تمركز لاعبي يونايتد الجيد. وكان روبن مصدر الخطورة الوحيد في صفوف بايرن من خلال التحرك الجيد وخلق المساحات لنفسه والانطلاق بالكرة بقدمه اليسرى لكن محاولاته كانت تتحطم على صخرة الدفاع او تمر بجوار القائم.
وتقدم الزوار بطريقة رائعة حينما انطلق انطونيو فالنسيا من جهة اليمين ورغم ان تمريرته العرضية سقطت خلف مهاجمي يونايتد الا انها وجدت ايفرا الذي سددها ببراعة في شباك بايرن من على حافة منطقة الجزاء. لكن فرحة يونايتد لم تدم طويلا حيث رد بايرن على الفور حينما سبق مانزوكيتش ايفرا ليسجل من ضربة راس مستفيدا من عرضية فرانك ريبري من جهة اليسار.
واصبحت المباراة مفتوحة تماما بعد هذا الهدف وكان يتعين على روني وضع يونايتد في المقدمة ثانية لكنه محاولته انتهت بشكل بائس رغم انه لم يكن امامه سوى مانويل نوير على بعد 12 مترا فقط من المرمى بعدما اهدى داني ويلبيك كرة ولا اروع اليه.
ولم يحصل يونايتد على اي فرصة اخرى. فقد سجل مولر هدف بايرن الثاني مستفيدا من عرضية روبن من مسافة قريبة. وحسم روبن النتيجة حينما سيطر على الكرة من جهة اليمين وراوغ كل من قابله على حافة منطقة الجزاء وسدد لترتطم بنيمانيا فيديتش وتغير اتجاهها وتدخل مرمى يونايتد.
وبعد أن حسم لقب الدوري الالماني يستطيع بايرن الان التطلع للمنافسة على المزيد من الالقاب في الاسابيع المقبلة وفي المقابل انهت هذه الهزيمة الموسم السيء ليونايتد. ويحتل يونايتد المركز السابع في الدوري الانجليزي وبات من شبه المؤكد غياب فريق المدرب مويز عن دوري الابطال الموسم المقبل.
رويترز – وكالات