نجح علماء أميركيون في بناء جسم آلي بحجم الذبابة يمكنه أن يقوم بحركات المناورة الرشيقة التي تقوم بها تلك الحشرة. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي “عن صناع تلك الذبابة وهم علماء من جامعة هارفارد قولهم: “إنه يمكن لمثل تلك الآليات دقيقة الحجم أن ينتهي بها الأمر لتستخدم في عمليات الإنقاذ إذ يمكن لها أن تدخل من الفتحات الضيقة في البنايات المنهارة”.
وقال كيفين ما وهو أحد أعضاء فريق عمل جامعة هارفارد الذي يرأسه روبرت وود انهم تمكنوا من إنشاء أصغر روبوت يمكنه الطيران في العالم. وأضاف أنه من الممكن أن تكون ثمة استخدامات متعددة لتلك الحشرة الطائرة متناهية الصغر ويمكننا تخيل بعض تلك الاستخدامات التي يمكن أن تقوم بها هذه الحشرة في عمليات البحث والانقاذ للبحث عن ناجين محتجزين تحت الأنقاض كما يمكن استخدامها في بيئات محفوفة بالمخاطر أيضاً.
ويمكن لهذه الحشرات الآلية أن تتصرف كالعديد من الحشرات الحقيقية وتساعد في عملية تلقيح المحاصيل الزراعية وأن تقوم بما يقوم به أسراب النحل من وظائف تدعم الزراعة في أنحاء العالم.
وتزن تلك الذبابة الآلية المصنوعة من ألياف الكربون جزءاً من الغرام وتضم داخل جسمها عضلات الكترونية فائقة السرعة تعمل على تحريك أجنحتها وتتمتع تلك الحشرة الآلية بمرونة الحركة التي لدى الذباب والتي تتيح لها تفادي هجمات الانسان عليها حتى لو كانت مباغتة وتأتي تلك المرونة بشكل كبير من الحركة شديدة الدقة للأجنحة التي تحمل تلك الحشرة.
وتمكن العلماء عن طريق توصيل الجهد الكهربي وقطعه بسرعة شديدة من جعل حركة تلك المادة مشابهة بشكل كبير لحركة تلك العضلات متناهية الصغر التي تتيح لأجنحة الذبابة أن تضرب في الهواء بسرعة شديدة.
وكان الهدف الرئيس من وراء ذلك البحث يتمثل في فهم طريقة طيران الحشرة أكثر من بناء ذلك الهيكل الآلي الحقيقي لها ووصفت هذه الحشرة بأنها علامة فارقة في علم الهندسة وتتصل حالياً هذه الذبابة الآلية بمصدر صغير للطاقة خارج جسمها إلا أن ما يقال إنهم سيركزون في الخطوة القادمة على استخدام أشكال التكنولوجيا الأخرى التي من شأنها أن تساعد في بناء ذبابة آلية يجري التحكم فيها دون أي موصلات.