الإعاقة لم تعد تقف عائقا أمام تحقيق الطموحات والإنجازات، خلاصة يمكن استخلاصها وتطبيقها على من حالفهم الحظ وولدوا في مجتمعات لا تعتبر الإعاقة نهاية. خلاصة لا يمكن تعميمها بأي شكل من الاشكال على كل المجتمعات، فان كانت بعض المجتمعات تجد في من ولد بإعاقة عبء، فتبقيه في المنزل وتحصر حياته كلها في الاكل والنوم والتحسر على حياة كان يمكنها ان تكون افضل، تجد مجتمعات اخرى تخرج عبقرية قل نظيرها من اشخاص ولدوا باعاقات جسدية او تشوهات خلقية.
حكاية أطفال غانا فصل من رواية مرعبة، فالمجتمعات المحلية الوثنية تؤمن بأن كل طفل ولد باعاقة او بتشوهات خلقية مسكون بأرواح شريرة.ووفقا للمعتقدات الوثنية في غانا، فإن الأطفال المشوهين أو المعاقين يعتبرون نذير شؤم وسوء طالع ولهذا يعطون شرابا مسمما لقتلهم.
وفي محاولة للحد من هذه الظاهرة أعلنت السلطات المحلية في غانا حظر طقوس قتل الرضع الذين ولدوا باعاقات أو مصابين بتشوهات خلقية . يقول أحد المشاركين في حملة ضد قتل الأطفال المعاقين إن تحسن الرعاية الطبية والتعليم يعني أن هذه المعتقدات أصبحت اقل شيوعا. ورحب الناشط ريموند ايني بالحظر الذي يشمل سبع بلدات.ولكنه قال إنه لا يمكنه ضمان القضاء على هذه الممارسة في البلد بأسره.
وتعد منطقة كاسينا نانكانا، التي أعلن فيها الحظر، هي أكثر المناطق التي تنتشر فيها هذه الممارسة في غانا.وفي بعض الأحيان، يعتبر أي طفل يولد في وقت عسير بالنسبة للأسرة “مسكونا بالأرواح الشريرة” ويقتل.
ومنح من يطلق عليهم “رجال الجرعة السامة”، الذين كانوا يكلفون بقتل أطفال الأرواح الشريرة، مهمة جديدة، هي مساعدة الأطفال المعاقين الحصول على حقوقهم. وقال الصحفي الإستقصائي أناس اريمياو أناس : إنه أخذ دمية بلاستيكية إلى عراف وقال له إنها لطفلة تعاني من الإعاقة الجسدية. وقال أناس “استشار الطالع وأدواته السحرية وبدأ يقفز ويتمايل وأكد أن الطفل طفل شرير ويجب قتله على الفور وزعم أن الطفل قتل بالفعل اثنين من أفراد العائلة”.
وقال الزعيم القبلي المحلي نابي هنري ابيواين امينغي اتيغو إن أي شخص يضبط وهو يحاول أن يؤذي طفلا سيتم تسليمه الى الشرطة.وقال ايني الناشط في حملة “أطفال إفريقيا” إنه “يشعر بالحزن إنه في الوقت الحالي يحزنه أن طفلا قد يفقد حياته بسبب مثل هذه الممارسة الوحشية”. ويقول أيني إنه في المناطق الريفية التي تنتشر فيها هذه المعتقدات، تلد النساء في كثير من الأحيان دون إشراف قابلة او أي مسح طبي قبل الولادة، ونتيجة لهذا تواجه الكثير من النساء مضاعفات عند الولادة.
وقال إنه حتى قبل تطبيق الحظر، لم يسجل مقتل أي طفل للاعتقاد أنه مسكون بالأرواح في الأعوام الثالثة الماضية.
وقال إن ذلك يرجع إلى ارتفاع نسبة التعليم مما زاد من وعي الناس عن الإعاقة.