في عالم دائم التغير، قد يكون من الصعب تحديد المدن الناشئة والمهيئة للنجاح، وتلك التي قد يطويها النسيان قريباً. وعند اختيار مكان للعيش، أو بناء أسرة، أو الحصول على التعليم، أو بدء مشروع تجاري، من المهم فهم طبيعة أداء مدينة معينة، مقارنةً بنظيراتها على الصعيدين الوطني والعالمي.
وينبغي الانتباه إلى أن بعض أشهر المدن الكبرى في العالم، مثل نيويورك وبكين وملبورن، تعاني من أوجه قصور واضحة، رغم مكانتها الدولية وأهميتها الاقتصادية.
في هذا الصدد، صرّح البروفسور باسكوال بيروني، والبروفسور جوان إنريك ريكارت، في بيان: «سيعتمد مستقبل المدن ليس على حجمها أو ثروتها فقط، وإنما كذلك على قدرتها على الابتكار، وتوقع التحديات الناشئة، والاستجابة لها بمرونة. ويكمن مفتاح التقدم الحضري في الجمع بين الرؤية الاستراتيجية والمرونة التشغيلية».
جدير بالذكر أن بيروني وريكارت هما من توليا مسؤولية وضع «مؤشر المدن المتطورة» لعام 2025 (IESE). ويصنف المؤشر 183 مدينة كبرى على مستوى العالم، بحسب أدائها في 9 مجالات: التكنولوجيا، رأس المال البشري، التماسك الاجتماعي، الاقتصاد، الحكومة، البيئة، التنقل والنقل، التخطيط الحضري، المكانة الدولية.
ومن أبرز النتائج التي كشفت عنها الدراسة، الأداء المتناقض نوعاً ما للمدن الأميركية، فقد صُنّفت نيويورك وسان فرانسيسكو وشيكاغو وبوسطن وواشنطن العاصمة ضمن أفضل 20 مدينة ديناميكية في العالم.
ورغم التصنيفات القوية، عانت جميع المدن الأميركية تقريباً من انخفاض مستويات التماسك الاجتماعي. وقد حدّد الباحثون التصنيفات في هذه الفئة بناءً على مقاييس؛ مثل الشمولية، ورفاهية المجتمع، ورعاية المسنين، وجودة الرعاية الصحية، والمساواة في الوصول إلى بيئات آمنة.
ونبّه بيروني في التقرير إلى أنه في مواجهة الصراعات العالمية، تقع على عاتق المدن مسؤولية فريدة، تتمثل في تجاوز الدبلوماسية التقليدية وتعزيز السلام والاستقرار عبر التضامن والدعم الفعال للمجتمعات المتضررة. وتطرق كذلك إلى مسؤوليات القادة في ضمان مستويات عالية من التماسك الاجتماعي.
إليك لائحة أكثر 5 مدن ديناميكية في العالم بحسب التقرير المذكور. لندن، المملكة المتحدة. نيويورك، الولايات المتحدة الأميركية. .باريس، فرنسا. طوكيو، اليابان. برلين، ألمانيا