علي بدر الدين : شكل انعقاد المجلس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافة في العالم برئاسة رئيسها أحمد ناصر منصة إنطلاق فعلية تؤشر الى وجود خطوات ايجابية ومبادارت جدية وحوار فعال بين فريقي الجامعة وتنبيء بنجاح المساعي لتوحيد الجامعة وتتويجها بعقد مؤتمر عالمي موحد قد يحدد موعده في الأشهر المقبلة إذا ما سارت الامور وفق خريطة الطريق المرسومة والرغبة الجامحة لدى الفريقين لفك العقد وإزالة العراقيل وفتح الطريق باتجاه الهدف المنشود.
الاجتماع الذي عقد امس في بيروت بحضور مدير عام المغتربين المحامي هيثم جمعه والأمين العام لجامعة الانتشار التى يرأسها اليخاندرو خوري طوني قديسي والنهج الانفتاحي الحواري للرئيس ناصر عوامل مشتركة ساهمت في رفع منسوب التفاؤل وبأن المقبل من الزمن سيحمل مفاجأت على الصعيدين الاغترابي والوطني كانت صعبة وغير متوقعة .و يكفي ان المشاركين في الاجتماع والذين يمثلون جاليات لبنانية في القارات الست ابدوا رغبة غير مسبوقة وحماسا لمواصلة وتكثيف اللقاءات الثنائية والجماعية من اجل بعث الروح والأمل في الجامعة التي تمثل المغتربين وهي بالنسبة اليهم حاجة وضرورة وطنية واغترابية من غير المقبول ان تقع فريسة المتضررين من وحدتها والساعين الى شرذمتها لمصلحة خاصة او من اجل منصب فضفاض.
والحقيقة التي يجب ان تقال ان الاجواء الايجابية والمريحة التي سادت الاجتماع ومشاركة قديسي لا يعني على الاطلاق ان الطريق الى الوحدة والمؤتمر العالمي الواحد مفروشة بالورود وعبورها ميسر وسهل وقد ازيلت امام الفريقين كل العوائق المصطنعة والموضوعة بفعل فاعل بل هي محفوفة بالمطبات والمعرقلين والمتمردين على نظام الجامعة و مسيرتها وتحتاج من الجميع الى ترجمة الاقوال الى افعال ووضع نقاط الخلاف على حروف الصراحة والوضوح في الدعوة الى الحوار والتجاوب مع المبادرات الهادفة للوصول الى الخواتيم السعيدة وهذا يبقى امل ورهان وقد يضيعان في لعبة المحاور الطائفية والسياسية والحزبية او في تضيع الوقت وخلط الاوراق من جديد ورمي الفشل في خانة الظروف السائدة وانعكاس المشكلات والازمات اللبنانية على الهدف السامي الذي يعمل له المغتربون وخاصة المنضوون في اطار الجامعة اللبنانية الثقافية الشرعية بامتياز .
النجاح الذي اصابه اجتماع المجلس يوحي بأن الامور تسير بالاتجاه السليم والغاية المنشودة وعززته رسالة الود والاحترام والتجاوب التي حملها قديسي الى الرئيس احمد ناصر والمجتمعين من خوري وكانت موضع اهتمام وتقدير وتفاؤل ولكن الامور في نهاية المطاف محكومة بالنتائج والخواتيم وان غدا لناظره قريب !
ناصر
بعد النشيد الوطني، القى ناصر كلمة قال فيها: “انسجاما مع شعار المؤتمر الخامس عشر (الوحدة ولم الشمل) واستنادا الى النظام الاساسي في مادته الاولى التي تحدد هوية الجامعة باعتبارها مؤسسة مدنية مستقلة غير سياسية وغير عنصرية وغير دينية وغير استثمارية معترف بها كممثل للانتشار اللبناني بالعالم، بدأنا منذ اليوم الاول للحوار مع الاخوة في جامعة الانتشار، وضع الاسس الاساسية لما يمكن تسميته باعادة توحيد الصفوف ضمن اطر الجامعة وفروعها الوطنية والقارية، وقد استجاب الاخوة في “الانتشار” للرؤية التي تضعها لعملية التواصل بصفتها رؤية موضوعية وعملية، وكان ثمرة الحوار والجهد الذي بذل من قبل الامانة العامة لدى الطرفين، وبالتنسيق الدائم مع الرئاسة، ان حل رئيس “جامعة الانتشار” اليخندرو خوري، علينا، ضيفا عزيزا في بلجيكا لمدة اربعة ايام جرى خلالها عدة لقاءات كان ابرزها الاجتماع العام الذي عقد بحضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والسفير اللبناني في بلجيكا رامي مرتضى، وجرى توضيح بعض الحقائق ووضع اسس لم الشمل وقواعده”.
اضاف: “اننا نرحب بالرغبة الطيبة لاهلنا واخوتنا في جامعة “الانتشار” في اعادة توحيد الجهود تحت سقف بيت الجميع ومؤسسة الجميع: الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم”.
واردف: “لقد بذلنا جهودا اساسية لتفعيل العمل داخل الفروع القائمة وتأسيس فروع جديدة، واولينا هذا الجانب اهمية في عملنا اليومي، وتحقيقا لهذا الغرض قمنا بجولة شملت ثلاث دول هي: الارجنتين البرازيل والبارغواي، زرنا خلالها، العواصم والمدن التالية: بيونس ابرس، سان باولو، بوس ديفواسو، برازيليا وريو ديجنيرو، والتقينا خلالها رؤساء المجالس الوطنية في الجامعة، وعددا كبيرا من الرسميين في تلك البلاد، الى جانب عدد من الوزراء والنواب من اصل لبناني، كما جلنا على كافة المراجع الروحية اللبنانية هناك، وتفقدنا المدارس اللبنانية التي تلعب دورا تربويا وثقافيا هاما حيث وجدت وكانت مناسبة للقاء آلاف من المغتربين والمتحدرين من اصل لبناني.
ومن نتائج هذه الجولة: تنشيط العمل داخل الفروع وتم وضع تصور للعمل بالتنسيق مع بعض الادارات المعنية في بيروت”.
ولفت ناصر الى انه “دأبنا خلال الفترة السابقة على متابعة عدد من الملفات والتحضير لنشاطات، بحسب كل بلد اغترابي وفي سبيل تحقيق ذلك وتأكيدا منا على الشراكة الايجابية مع الدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية، قمنا بزيارة وزير الثقافة المحامي ريمون عريجي وقدمنا له تصورا لاسابيع ثقافية لبنانية اغترابية في عدد من الدول، وسيتم البحث في هذه المسائل في الفترة القريبة المقبلة لتحديد البلدان الزراعية في اقامة الاسابيع المشتركة وتحديد الاليات التنفيذية الضامنة لنجاح المشروع.
كما شرعنا في البحث مع عدد من اصحاب ومدراء المدارس العاملة في البلدان الاغترابية بعقد ورشة عمل بالتنسيق مع وزارة التربية اللبنانية بهدف تطوير الاستثمار الوطني في هذا القطاع، وحل عدد من العقبات التي تواجه هذه المدارس التي تتبنى في مناهجها البرامج اللبنانية وسيعلن عن هذا المشروع فور الانتهاء من التصور التنفيذي له”.
جمعة
وتحدث جمعة فتوجه بالتهنئة الى المجلس القاري الافريقي على الانجاز الهام الذي تم من خلال انتخاب رئيس جديد وهيئة ادارية جديدة للمجلس، معتبرا انه “وبقدر الحمل الثقيل على الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وعلى المجلس العالمي بقدر الحمل الاكبر سيكون على المجلس القاري الافريقي لان مسؤولياته اكبر وسيكون هو الداعم والمفاعل لحركة الجامعة وللحركة التوحيدية في الجامعة.
الذي دفعني اليوم لحضور هذا الاجتماع هي الرغبة بالحديث في هكذا اجتماع لانه من الاجتماعات المهمة، خاصة انها تؤسس لمرحلة جديدة من عمر الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، وهي مرحلة لطالما عملنا لها وانتظرناها منذ زمن بعيد”.
اضاف: “عملية توحيد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عملية اساسية وهي مطلوبة ليس فقط من اجلنا بل من اجل الوطن ومن اجل المغتربين اللبنانيين”.
واردف: “اضعنا جهودا كثيرة بتفرقنا وفي بذل جهودنا لاشياء كنا لو وضعناها في صالح الجامعة وفي صالح الجاليات لكان النجاح اكبر.
منذ ان بدأنا بهذه العملية التوحيدية ومنذ ان سعينا على المستوى الشخصي للقاء بين ابناء الجامعة الام وهي التي تتسع للجميع وتستقطب الجميع دون استثناء اليوم وجدت الارادة الطيبة ووجدت النية والرضى والقبول لدى الفرقاء من اجل الوحدة، فعلينا ان نسعى جميعا الى ان تحقق هذه الوحدة، الكل زائل والوطن باق والجامعة امانة في اعناقنا من الله والوطن”.
وقال: “اذا كان هذا الاجتماع لوضع قانون معين فاهلا وسهلا اما اذا كان لزيادة الشق في موضوع الجامعة فانني ارفضه وانا اعرف تماما ان جميع الموجودين هنا يريدون وحدة الجامعة، وانا ادعو لمتابعة المباحثات من اجل ان نأتي بمؤتمر واحد للجامعة وكل من يرغب بلم الشمل، فاهلا وسهلا به من اجل ان نصل الى جامعة واحدة لكل اللبنانيين”.
رسالة خوري
بعد ذلك تحدث طوني قديسي وقرأ بيتر اشقر الرسالة الموجهة من رئيس جامعة الانتشار اليخندرو خوري الى المجتمعين، التي جاء فيها:
“اسمحوا لي ان اتوجه اليكم بتحياتي الاخوية، متمنيا لكم التوفيق والنجاح في اجتماعكم. انا حفيد متجذر من مهاجرين لبنانيين، وصلوا الى المكسيك في العام 1903 وكرسوا كل حياتهم للعمل من اجل لبنان، بالرغم من عدم عودتهم ابدا الى الوطن الام.
لبنان الذي اريده هو لبنان اجدادي وابائي الذين علموني ان احب، لبنان الواحد الموحد، لا لبنان الطائفي، او لبنان الاحزاب السياسية المتنافرة، ولا لبنان الفساد، او الارهاب، او الانقسامات بين اطيافه، اريد ككل المخلصين من ابنائه، لبنان المزدهر، حيث يعيش جميع ابنائه كاخوة ويعملون سويا من اجل خير الوطن، وعزته ووحدته وسيادته”.
واردف: “يمر لبنان حاليا بواحد من اكثر المراحل الصعبة والحساسة في تاريخه، ويتخبط بازمة سياسية، نتائجها مدمرة اجتماعيا اقتصاديا وانسانيا، حيث القلق يقض مضاجع اللبنانيين ولا حلول تلوح في الافق.
انني على يقين بان قوة لبنان العظيمة هي في مغتربيه، فاذا كان الاغتراب قويا وموحدا، ساهم هذا الاغتراب في مساعدة لبنان على تجاوز محنه.
منذ شهر حزيران 2014، التقينا في عدة مناسبات لتحديد نقاط التوافق، وحل نقاط التباين، فلقائي شخصيا ممثلا منظمتنا وانتشارها العالمي، بالرئيس احمد ناصر، عكس جوا ايجابيا لدى الجانبين، ولما يزل كما اللقاءات المتكررة بين الامينين العامين، السيد بيتر اشقر، والسيد طوني قديسي، فتحت افق التعاون الاداري والقانوني، وارسى دعائم ثقة.
ومنذ ذلك الوقت، واستنادا الى الرغبة الحقيقية من كلا الطرفين لتوحيد الاغتراب، احرزنا تقدما في المحادثات، وذلك بالتنسيق الدائم مع المديرية العامة للمغتربين ووزارة الخارجية في لبنان، حيث اجتمعنا في الصيف الماضي واعربنا لهم عن رغبتنا ان يكون لنا مؤسسة واحدة قوية وموحدة.
كما عمل كل فريق بشكل مكثف واعلم بدقة جميع اعضاء مؤسساته بالمعطيات اللازمة، حيث استمعوا لتوصياتهم، وتوصلوا الى الحصول على موافقتهم الكاملة فيما يتعلق بعملية التوحيد”.
وتابع: “فمن جهتنا، وبعد عدة اشهر من المحادثات عقدنا اجتماعا للمجلس العالمي في لوس انجلس في كاليفورنيا من شهر كانون الاول الماضي، حيث تمت الموافقة بالاجماع على تأليف لجنة التوحيد من قبلنا، مؤلفة من حضرات الرؤساء العالميين السابقين لمؤسستنا، وممثلين للانتشار الجغرافي فيها، وهي مسؤولة امام مؤتمرنا العالمي بالعودة باتفاق تام ناجز لابرامه.
وفي وقت لاحق، وبناء لدعوة الرئيس احمد ناصر، سافرت الى انتويرب وبروكسل للاجتماع به وبالوزير باسيل، وللمضي قدما في عملية التوحيد.
في هذا الوقت، يمكنني ان اعبر لكم دون قلق عن وجود الظروف المثالية داخل مجموعتنا لتحقيق وحدة الجامعة وبموافقة كاملة من لجنة التوحيد، وبنظرة جيدة من قبل فروعنا المنتشرة في جميع انحاء العالم، ولذا فانني اعبر لكم عن التزامي الثابت لبذل كل ما في وسعي لتحقيق هذا الهدف، اعطيكم كلمتي، متسلحا بالوفاء لذكرى والدي انور خوري، وجدي عبد الاحد خوري، فسوف اضع جانبا جميع مصالحي الشخصية لتحقيق وحدة المجموعتين”.
وختم خوري: “اتمنى ان تستكمل اجتماعاتنا ومحادثاتنا ويتم الدعوة لعقد مؤتمر عالمي استثنائي موحد، وبالافضل اثناء فصل الصيف، بين اواخر شهر تموز او اوائل شهر آب، لتحقيق هذه الوحدة من خلال عملية ديموقراطية فيتم انتخاب رئيس جديد يقود المؤسسة خلال العامين المقبلين.
اسال الله ان يرعى هذه العملية الحساسة، وان يلهمنا لاخذ افضل القرارات من اجل لبنان، من اجل الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم والاغتراب اللبناني في كل انحاء العالم”.
ثم القى الامين العام لجامعة الانتشار قدسي ,اكد فيها على الاجواء الايجابية وعلى نقله الرسالة خوري الى رئيس الجامعة أحمد ناصر لافتا الى رغبة فروع جامعته الى الحوار والتقارب والوحدة رغم الصعوبات والعراقيل ونحاول تذليلها والجميع يدعم وحدة الجامعة .
مداخلات
وتحدث رئيس المجلس القاري الافريقي المنتخب عباس فواز مشددا على الالتزام بالانظمة والقوانين وتحديد الاطر الذي تبنى عليها . شاكرا خوري على رسالته التى تتسم بالروحية المصممه على توحيد الجامعة معتبرا ان هناك عملا شاقا في سبيل ذلك . وسأل فواز هل لدينا الوقت الكافي لتحديد المؤتمر وفق رسالة خوري في شهري تموز وأب ؟ واقترح علي سعادة نائب رئيس المجلس القاري تشكيل لجنة لتحديد موعد المؤتمر . متسائلا يحكي بوحدة الجامعة فكيف نوحدها في حين اقتراح النائب الاول لرئيس محمد علي هاشم عقد المؤتمر العالمي في تشرين الاول المقبل ورأى في رسالة خوري ايجابيات ودعا نجيب زهرالى مؤتمر عادي وليس استثنائي , ورأى نائب رئيس الجامعة رمزي حيدر . اذا حصل الوفاق تنضم الجامعة الاخرى الى المؤتمر المقرر مبدئيا في تشرين الاول واكد مقرر هيئة التحكم في المجلس القاري مهدي حمدان ( ساحل الحاج ) ان المغتربين يعلقون امالا كبيرة على المجتمعين منوها بالمواقف الموحدة والخطاب الوطني الراقي وبالخطوات الايجابية التى تقرب وتوحد وأمل بالمتابعة والمثابرة لتحقيق الهدف النبيل الموعود وهو تجسيد وحدة الاغتراب والجامعة معربا عن امله بالنجاح . وشدد حسن غندور على ضرورة تشكيل لجنة متابعة وتقيم وتواصل للاسراح في تحقيق الوحدة المنشودة وكانت مداخلات للأمين العام بيتر اشقر والسفيرة غرازيلا سيف وعلي نسر وعلي برو وابراهيم فقيه والقنصل سعيد فخري وامين عام القاري نمر ثلج.
لقطات
- اتفق المجتمعون على تحديث وتعديل نظام الجامعة المعتمد منذ العام 1960 .
- التأكيد على عقد مؤتمر الجامعة مبدئيا في 15,16,17 تشرين الاول اذا تم الاتفاق او لم يتم.
- شبه طوني قديسي اتصالات ولقاءاته بالاخضر الأبراهيمي ووصفه اخرون بأنه ” لولب اللعبة”.
- حظيت كلمة مدير عام المغتربين هيثم جمعه بلإعجاب والتصفيق.
- المتحدثون اثنوا على الثلاثي ناصر وزهر وفواز على دورهم لخدمة الإغتراب .
- اكد المشاركون في اجتماع المجلس انه من انجح اللقاءات الاغترابيه واكثرها وضوحا وفائدة وواقعية .
- رئيس الجامعة أحمد ناصروامنيها العام بيتر اشقر اكدا وجود فريقين في الجامعة وليس هناك فريق ثالث ولكن اذا اراد الانضمام فمرحبا به … وفندا المخالفات القاننونية غير الشرعية للفريق الثالث .
- تلقى ناصر خلال الاجتماع اتصالات من رئيس الجامعة الاسبق جورج انطون ونائب الرئيس السابق ميشال مخايل ومن ابراهيم قسطنطين.
- شكل حضور قديسي ورسالة خوري الى ناصر ارتياحا وبصيص امل وتفاؤل .