أكد رئيس “التيار الأسعدي” المحامي معن الاسعد انه “لا بديل عن اعتماد الثالوث المقدس، اي الجيش والشعب والمقاومة، للوقوف بوجه الاحتلال والارهاب”، كما انه “لا بديل عن الوقوف خلف المؤسسة العسكرية التي تثبت كل يوم انها الضامن الوحيد لوحدة اللبنانيين وأمنهم وحياتهم”.
وطالب بقانون انتخاب “يكون نسبيا غير مشروط او لا يكون”. كما طالب رئيس الجمهورية ب”الاعلان بصراحة ووضوح بانك لن تقبل الا بقانون نسبي شامل”.
كلام الأسعد جاء في الحفل التأبيني الذي أقيم لمؤسس “التيار الاسعدي” عدنان الأسعد في الذكرى السادسة لرحيله، وذلك في منطقة العاقبية في الزهراني، في حضور النائب عبد المجيد صالح، الوزير السابق فايز شكر، وزير خارجية البرلمان الدولي في الامم المتحدة للامن والسلام الدكتور هيثم ابو سعيد، الشيخ احمد مراد ممثلا “حزب الله”، الشيخ ربيع قبيسي ممثلا “حركة أمل” وفاعليات ومناصري التيار وحشد من المواطنين.
الاسعد
واستهل الأسعد كلمته بالقول: “هل من السهل ان نكمل مسيرة شخص عرف بتواضعه ومحبته للناس، سيرة عطرة ما انفكت تتناقلها ألسنة الاصدقاء والمحبين، لم يضر بانسان ولم يرد طالبا، ولم يشترط ولاء سياسيا لاي صاحب حاجة، ضاقت بي الدنيا وقلت السبل، فلم أجد مهربا من عدم تقبل فكرة وفاته، مع إيماني بالله عز وجل وحمد على نعمه وعلى ما ابتلاني به قررت ان استمر بالحفاظ على والدي حيا في فكري وقلبي وروحي وذلك عبر تنفيذ وصاياه ونشر قيمه ومبادئه”.
أضاف: “هذا التيار نشأ كحركة متواضعة معدومة الامكانات، من دون تمويل اجنبي ولا وزارات ودوائر رسمية تسخر لخدمته. ورغم ذلك، نمى التيار الاسعدي وزاد انتشارا يوما بعد يوم حتى أصبح واقعا على الساحة الجنوبية ورقما صعبا يحسب له حساب عند أي استحقاق”.
وعن أوضاع المنطقة، قال: “التيار الاسعدي يفتخر بانه أول من أعلن وقوفه مع سوريا العروبة في وجه المؤامرة الكونية التي حيكت ضدها، وباننا جزء لا يتجزأ من محور المقاومة والعروبة، أعلنا وقوفنا مع مبادئنا وقناعاتنا، مع سوريا بشار حافظ الاسعد بالرغم من ظلم ذوي القربى، ومن الاضطهاد والإلغاء الذي مورس بحقنا من قبل من كان يتولى الملف اللبناني سوريا، ثم اضطهادنا والتنكيل بنا على مدى ثلاثين عاما من دون شفقة او رحمة، خاصمنا سوريا 30 عاما سياسيا لاننا رفعنا شعار اننا لا نرضى ابدا ان نكون تابعين لاحد، بل نحن نعشق ان نكون حلفاء سوريا، ورغم ذلك، عادت العلاقات بيننا الى موضعها الصحيح، وأعلنت أنا شخصيا وقوفي مع سوريا في 29 نيسان عام 2005 اي بعد تاريخ انسحاب آخر جندي عربي سوري من لبنان، كما أعلنت باسم التيار الأسعدي وقوفنا مع سوريا في آذار عام 2011 (اول المؤامرة). حينما تخلى عنها بل انقلب عليها معظم من صنعتهم سوريا وأنعمت عليهم بخيراتها واقتطعت لهم إمارات مذهبية لا يزالون ينعمون بها، فبالنسبة لنا، سوريا هي العمق الاستراتيجي للبنان ولا يمكن ابدا فصل مسارنا ومصيرنا، فهو مشترك بل واحد. ولا يحلم أحد بأي استقرار او أمن في لبنان طالما الساحة السورية مضطربة، وإيمانا منا بوحدة مصير القطر برمته، فاننا ندعو لتأسيس جبهة متكونة من جميع القوى والنخب التي ترفع شعار المقاومة والعروبة من دون طائفية او مذهبية او مناطقية او عرقية او اتنية، على ان تكون قيادتها استراتيجيا لمن أثبت جدارته بالحديد والنار والدم اي سوريا المقاومة والعروبة”.
ورأى ان “فشل مشروع تفتيت سوريا وتقسيمها الى دويلات عرقية اتنية مذهبية وسقوط هذه الفرضية نهائيا، وضع الاسرائيلي في خانة اليك، فمن جهة، أصبح أمام حتمية انتصار سوريا، ومن جهة اخرى، المقاومة اللبنانية، ثلة من المغامرين كما وصفوهم هزموا الصهيوني عام 2006 وأرغموه على الخروج من أرضنا خائبا مذلولا وأصبحوا اليوم جيشا يحسب له ألف حساب، متطور لديه أسلحة كاسرة للتوازن الاستراتيجي الرادع، وامتد نفوذه اقليميا في سابقة لم تحصل في تاريخ لبنان الحديث، وينعم بساحة مفتوحة من جنوب لبنان وحتى القنيطرة والجولان سوريا مرورا بالعراق ووصولا الى اليمن، وهنا بيت القصيد، فلا يمكن للعدو الصهيوني القبول حتى بفكرة وجود هذا الجيش المرعب على حدوده الشمالية، انه خطر وجودي بالنسبة للاسرائيلي، ولن يهدأ له بال حتى القضاء على هذا الخطر او تحجيمه على الاقل، وبالنسبة للعدو الصهيوني، فان مفتاح وسر ومصدر قوة حزب الله هو سوريا فمن دون وجود حدود مفتوحة، اي امتداد لوجيستي، فان المقاومة في لبنان محاصرة بين البحر والعدو الاسرائيلي”.
وقال: “نحن من هذا المنبر نرفع الصوت عاليا لضرورة التنبه والاستعداد لأي اعتداء اسرائيلي نراه أصبح أقرب من أي وقت ممكن، نتيجة الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية. وتأكدوا بان الصهيوني أصبح ولأول مرة منذ إنشاء هذا الكيان البغيض في حالة الدفاع عن النفس، لانه يعلم بان انتصار سوريا ولبنان يعني حتما زوال ما يسمى دولة اسرائيل عن الوجود عند أول حرب شاملة”.
ثم تناول الوضع الداخلي، فأكد انه “لا بديل عن اعتماد الثالوث المقدس، اي الجيش والشعب والمقاومة للوقوف بوجه الاحتلال والارهاب، وان اعتماد قاعدة الثالوث المقدس في كل البيانات الوزارية يسقط أي اتهام لسلاح المقاومة بعدم الشرعية محليا ودوليا، فهو المعيار ما بين تصنيفه كسلاح ميليشيا او حق شرعي دستوري، وبالتالي فان هذه القاعدة تقفل الباب بوجه أي مطالبة بنزع سلاح المقاومة محليا ودوليا”.
أضاف: “وفي ظل الوضع الدولي الاقليمي المتفجر والخوف من تأثيره وتداعياته على وطننا، نجد انه لا بديل عن الوقوف خلف المؤسسة العسكرية، والتي تثبت كل يوم انها الضامن الوحيد لوحدة اللبنانيين وأمنهم وحياتهم، أكدنا على ضرورة دعم المؤسسة العسكرية ورفع الغطاء المذهبي والسياسي والقضائي عن كل من تسول له نفسه الاعتداء على وطننا وجيشه، رفعنا شعار أولوية تسليح جيشنا وتحديثه وتطويره وتمويله، فجاء الجواب برفع سقف التهويل والتهديد والوعيد في حال تم قبول الهبة السعودية او الايرانية على قاعدة مذهبية بحت. ارفعوا يدكم عن جيشنا الباسل والاجهزة الامنية، اقبلوا جميع الهبات لتسليحه، سواء أتت من السعودية او من ايران او حتى من الكونغو، شرط ان لا تكون مشروطة بتنفيذ أجندة خارجية”.
وعن موضوع المخيمات الفلسطينية، قال: “الفلسطيني أصبح واقعا جزءا من المكون اللبناني، وهذا شيء طبيعي بعد مرور حوالي سبعين عاما على تواجد الاخوة الفلسطينيين في لبنان، وان التذرع بالقرار 194 وبحق العودة وعدم تجنيس الفلسطينيين لا يلغي حقيقة وجود مئات آلاف من المواطنين الذين أصبحوا شريحة لها وزن داخل مجتمعنا”.
وأردف: “لن أقول أن وضع المخيمات الفلسطينية طبيعي أو صحي أو عادي، بالعكس، المخيمات الفلسطينية هي بركان خامد سيكون لها اثر مزلزل على لبنان باسره لو تفجرت من الداخل، وبالتالي، علينا معالجة أسباب الخطر قبل المعاناة من تداعياته، فمن جهة، هناك الوضع الاجتماعي داخل المخيمات بحيث يعيش الفلسطيني تحت رحمة ظروف لا انسانية، محروما من جميع الخدمات، الا التي توفرها له الاونروا. ومن جهة أخرى، فإن تغلغل الحركات المتأسلمة داخل المخيمات واستغلالها للفيروس المذهبي وللفقر، جعلها بؤرة ارهابية متفجرة، طالبنا، ومن هذا المنبر، بدعم اي منظمة او حركة فلسطينية لا يوجد مكان للفيروس المذهبي الصهيوني داخلها. ورفعنا الصوت عاليا وقلنا إن الارهابيين السلفيين لديهم إمكانات مالية وعسكرية وغير محدودة، ويصبحون اقوى يوما بعد يوم، على حساب منظمة التحرير الفلسطينية، والتي لا قدرة لها على منافسة هؤلاء الارهابيين ماليا”.
ورأى أنه “على الدولة، بكافة أجهزتها، التعاون لاقصى حدود، ودعم منظمة التحرير الفلسطينية، لان امن المخيمات ذاتي بالدرجة الاولى”. وتابع: “ماهو البديل؟ تريدون اقتحام المخيمات الفلسطينية عسكريا واطلاق النار على نصف مليون انسان؟ الم يكن لنا تجربة أليمة سابقة بهذا الموضوع؟ نطالب بالتعاون مع منظمة التحرير الفلسطينية تحت اشراف سفارة فلسطين في لبنان على قاعدة تنسيق بين الدولتين، وطبعا شرط احترام سيادة واستقلال الاراضي اللبنانية”.
وتوقف عند موضوع النازحين السوريين فقال: “حذرنا من ان التراخي بهذا الموضوع سيكون له نتائج كارثية امنيا وديموغرافيا”.
وعن انتهاء ازمة الفراغ الرئاسي قال: “أصبح لدينا رئيس جمهورية قوي له تاريخ طويل في التشبث بمبادئه وتمثيل حقيقي ووازن داخل طائفته، بل ولدى نسبة كبيرة من اللبنانيين، نحن لا نؤيد شخصا بذاته، بل نتبنى وندعم نهج خطاب القسم الذي اعلنه فخامة الرئيس والمتضمن عناوين ثلاثة، وهي الاصلاح والتغيير والمحاسبة، والحقيقة أن بداية هذا العهد كانت غير مشجعة، بل وصلت لدرجة خيبة الامل، تذرعوا بالخصوصية الطائفية والمذهبية، وشكلوا حكومة محاصصة وطنية بامتياز، والصدمة كانت ان اولى جلسات الحكومة العتيدة انتجت قرارات توزيع المغانم والاتفاقات والمشاريع على قادة الاحزاب الميليشاوية المذهبية، من اصغر مشروع وحتى النفط والغاز، ومن ثم اقر مجلس النواب في اولى جلساته التشريعية، بعد سبات اكثر من سنتين ونصف، قوانين بورجوازية اقطاعية وزعت المغانم والمكاسب على الاثرياء وزادت تعويضات النواب السابقين والحاليين من 70% الى 100%”.
وتابع: وفي المقلب الاخر اقرت قوانين تهجيرية مثل قانون الايجارات الذي فصل على قياس الاثرياء، وسيكون له نتائج كارثية على المجتمع من حيث تهجير نصف مليون لبناني فقير، وسيعيد توزيع الكثافة السكانية من داخل المدن لمصلحة الغني وطرد الفقير الى الارياف والقرى، اهملوا اعادة النظر بقانون السير الجائر واحالوه الى اللجان، لم يتطرقوا الى تلوث مياه نهر الليطاني وبحيرة القرعون والقضاء على موسم الزراعة في الجنوب والبقاع، لم يحاولوا طرح موضوع وجود اكثر من مليوني نازح سوري وعدم قدرة مؤسسات الدولة على استيعابهم وتلبية احتياجاتهم، لم يتداول بموضوع امبراطورية النفايات التي جعلت من لبنان مسخرة ومهزلة امام الراي العام العالمي والدولي لمدة ثلاث سنوات، لم ينبس احد منهم بكلمة عن موضوع مطار بيروت وتهديد الملاحة الجوية وتصنيفه عالميا غير مطابق للمواصفات، نتيجة جبل النفايات في الكوستا برافا، ومهزلة رش المبيدات واطلاق العنان لبنادق الصيادين في مشهد كوميدي غريب عجيب، من دون ان يقترح اي منهم اقفال المطمر او نقله الى مكان اخر”.
وطالب “رئيس الجمهورية بصفته الحامي الاول للدستور، بالطعن امام المجلس الدستوري بكل القوانين الجائرة التي تم اقرارها والتي سيكون لها تداعيات مدمرة على الفقير”. وكذلك، طالب ب”قانون انتخاب نسبي بسيط، لا مركب ولا تاهيلي، ولا توزيع دوائر على قياس كائن من كان ولا اورثوذكسي، القانون اما يكون نسبيا غير مشروط او لا يكون، القوي لا يخشى اي قانون انتخاب مهما كان شكله او نوعه، تفضلوا على قانون نسبي اذا تجرأتم، وسيرى العالم باسره ان جماعة 8 او 14 اذار سيخسرون نصف مقاعدهم النيابية على الاقل، وفي حال اقرار قانون انتخاب مفصل على قياسهم، فاننا وبالتعاون مع حلفائنا واصدقائنا، سنعري هذه الطبقة الحاكمة من اي شرعية اممية ومحلية، وسنفضح زور تمثيلها امام لجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة واعضاء مجلس الامن الدائمي العضوية، وسيكون ردنا في الشارع حضاريا، بحيث ندعو لمقاطعة الانتخابات ترشيحا واقتراعا”.
وتوجه الى عون: “اعلنت فخامتك رفضك للتمديد او لقانون الستين وهذا غير كاف، نطلب منك الاعلان بصراحة ووضوح بانك لن تقبل الا بقانون نسبي شامل، فبصراحة عهدك اصبح على المحك وموضوع قانون الانتخاب سيكون المفصل بين نهج التغيير والاصلاح والمحاسبة وبين عهد محاصصة يؤدي الى تحجيمك من رئيس على كل اللبنانيين نزولا الى تصنيفك كزعيم مسيحي قوي يتقاسم المغانم والحصص مع الترويكا السيئة الذكر التي حولت دولتنا الى مزرعة ميليشياوية مذهبية”.
وختم شاكرا الحضور باسم العائلة على المشاركة باحياء الذكرى السادسة لرحيل مؤسس التيار الاسعدي.