Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

الأول من نيسان .. هكذا بدأ يوم الكذب العالمي

اليوم هو الأول من نيسان، اي انه اليوم المعروف «بكذبة الأول من نيسان» حيث تمارس الشعوب هوايتها المفضلة في الكذب وابتكار المقالب في يوم قد ينتهي على خفة مضحكة او بسماجة مؤذية. 

يقول الكاتب الاميركي مارك توين “الأول من نيسان هو اليوم الذي نتذكر فيه من نحن خلال 364 يوما من السنة”.وهكذا فالكذب لم يكن يوما حكرا على الاول من نيسان، بل هو عادة متأصلة في النفس البشرية تبدأ من أصغر الامور وأسخفها لتصل الى أكبرها.لكن ما يميز الاول من نيسان عن غيره من ايام الكذب هو انه مباح ومسموح ومقبول إجتماعيا .

لذلك فان كنت من اللذين يكذبون يوما واحدا في السنة فانت قديس، اما انت كنت من فئة الذين يكذبون بين حين واخر فانت من بني البشر. وفي حال كنت من الذين يكذبون بشكل دائم، فانت تعاني من مشكلة خطيرة وتحتاج الى مساعدة نفسية عاجلة.
في هذا اليوم يقوم الناس بمقالب عدة ببعضهم البعض، وتترواح بين الخفيفة غير المؤذية وبين السمجة التي تترك أضرار . لذلك فان توخي الحذر ضروري.

يعتبر الاول من نيسان يوم بلا تاريخ محدد وان تعددت القصص والروايات حول المكان الذي انطلق منه لكنها جميعها مجرد قصص لا سبيل لتثبيتها كواقع تاريخي .يروى ان عادة الكذب انطلقت من فرنسا حين قام الملك تشارلز التاسع عام 1582 بتغيير التقويم الميلادي _الذي كان يبدأ في الاول من نيسان /أبريل الى التقويم الغريغورياني ليبدأ في الاول من يناير /كانون الثاني . ففي عام 1562 قدم البابا غريغوريوس التقويم الجديد وهذا التغير يعني انتقال احتفال رأس السنة من 1 نيسان الى 1 كانون الثاني.حيث انه وفقا للتقويم الجولياني كان الإحتفال برأس السنة يتم على مدار 8 ايام تبدأ في 25 آذار و تصل الذروة في 1 نيسان.

الا ان الناس _ وهنا تختلف الروايات أيضا _ لم تصدق التغيير وتابعت الاحتفال برأس السنة في الاول من نيسان وفق احدى الروايات ، او لم يصلها الخبر الى بعد مضي بضع سنوات على اقرار التغيير اذ ان الاتصالات حينها كانت بدائية وتعتمد على التناقل الشفوي وفق رواية ثانية ، وتروي ثالثة ان البعض علموا بالتغيير الا انهم كانوا متعصبين للتقويم القديم واستمروا باحتفالاتهم بتاريخهم المعتاد. الأمر الذي ادى الى تصنيفهم بالحمقى من قبل عامة الناس و اصبحوا عرضة للسخرية.

وعلى صعيد اخر يربط البعض بين الاول من نيسان وبين عيد “هولي” الهندي حيث يقوم الهندوس من 31 مارس بالكذب وابتداع اعمال ومهام وهمية من اجل اللهو شرط الا يتم الكشف عن حقيقة الكذبة الا مساء اليوم الاول من نيسان . ويرجع البعض انطلاق هذا اليوم من “يوم جميع المجانين” الذي كان سائدا في القرون الوسطى حيث كان يتم اطلاق سراح المجانين ليقوم العقلاء بالصلاة من اجلهم.

اما انكلترا فلم تتعرف على هذا اليوم سوى في القرن السابع عشر لتنطلق بعدها الى سكوتلندا ثم الى الجالية الاميركية من خلال الانكليز والفرنسيين .ولا يوجد تاريخ محدد او رواية واضحة عن الفترة التي وصلت فيه كذبة الاول من نيسان الى العالم العربي .
وفي الوقت الذي تحتفل فيه جميع الشعوب بيوم الكذب المباح يمتنع الشعبين الاسباني والالماني عن الاحتفال به، فهو يوم ديني للاسبان وميلاد “بيسمارك” للالمان.
ومن هنا انتشرت ظاهرة كذبة أول ابريل /نيسان في العالم واصبح كل بلد يحتفل به على طريقته ناهيك عن بعض الخرافات التي الحقت به ومنها ان كل رجل يتزوج في ذلك اليوم ستسيطر عليه زوجته ، او ان كل من يولد في ذلك اليوم سيكون محظوظا في كل شيء إلا القمار.

التسميات

تختلف التسميات التي تطلق على ضحايا الاول من نيسان . ففي فرنسا يطلق على الضحية اسم السمكة والسبب وراء ذلك انه يتم تعليق سمكة ورقية على ظهر الرافضين للتغير من دون علمهم و الضحية التي تنطبق عليها هذه الخدعة تعطى لقب سمكة ابريل.حيث ان السمك الفتي يكون ساذجا و سهل الأصطياد. اما الانكليز فيطلقون على اليوم الأول من شهر نيسان يوم جميع المغفلين والحمقى.

 

وأول كذبة ورد ذكرها في اللغة الإنكليزية كانت في مجلة “بمجك دربك”، ففي اليوم الثاني من نيسان عام 1698 ذكرت المجلة انه عدداً من الناس تلقوا دعوة لمشاهدة عملية غسيل السود في برج لندن صباح اليوم الأول من شهر نيسان .وكان سكان لندن قد تلقوا عبر بريدهم في الاول من نيسان دعوات لمشاعدة الحفلة السنوية “لغسل الاسود البيض”في برج لندن وقد سارع جمهور غفير لمشاهدة الحفلة المزعومة .
وتبقى الحادثة الاشهر تلك التي قامت بها جريدة “الايفننغ ستار” الإنكليزية التي أعلنت في آذار عام 1746 عن إقامة معرض عام للحمير في غرفة الزراعة لمدينة أسليخنون من البلاد الإنكليزية. فهرع الناس لمشاهدة تلك الحيوانات واحتشدوا بكثرة..وانتظروا . فلما أعياهم الانتظار، سألوا عن وقت عرض الحمير، فلم يجدوا شيئاً، فعلموا أنهم إنما يستعرضون أنفسهم، فكأنهم هم الحمير.

كذب عالمي 

قامت احدى الصحف الرومانية بنشر خبر لم تتاكد من صحته ذكرت فيه حادثة انهيار سقف احدى محطات السكة الحديدة في العاصمة ومقتل واصابة المئات وقد اثار هذا الخبر بلبلة وذعر دفع المسؤولين الى محاكمة رئيس تحرير الصحيفة الذي تدارك الامر بذكاء فاصدر ملحقا كذب فيه الخبر مطالبا من يطالبون بمحاكمته التدقيق في تاريخ صدور العدد والذي  صادف الاول من نيسان. ومنذ ذلك الحين تدأب الصحيفة على نشر خبر مماثل في الاول من نيسان من كل عام.

وعلى ما يبدو فان صدام حسين كان يحب المزاح ..وان كان من النوع الثقيل .ففي الاول من نيسان عام 1998 نشرت صحيفة بابل التي كان يملكها عدي خبرا مفاده ان الرئيس الاميركي حينها بيل كلنتون قرر رفع الحظر عن العراق ليكذب الخبر في اليوم التالي . وعلى الرغم من ان ايا من الشعب العراقي لم يضحك لنكتة العام 1998 الا ان ذلك لم يمنعهما من نكتة اخرى في العام 1999 اذ اعلن عدي ان حصص الطعام التي يتم توزيعها على الشعب ستتضمن الموز والشكولاتة والمشروبات الغازية..وهكذا استمر عدي بهذه العادة كل عام .

ولعل اغرب  “مقلب” قام به السفير العراقي في روسيا عام 2003 . ففي الوقت الذي كانت القوات الاميركية تهاجم بغداد اعلن في مؤتمر صحفي في موسكو ان القوات الاميركية اطلقت صاروخا نوويا واصاب “عن طريق الخطأ” القوات البريطاني. حينها ساد صمت قاتل القاعة فعاجل السفير صارخا ” كذبة اول نيسان” .

وفي حوادث متفرقة قامت صحيفة« دلهي تايمز» الهندية بزف خبر يحمل السرور إلى قلب التلاميذ مفاده أن الامتحانات الرسمية قد ألغيت.اما في الكويت فقد نشرت احدى الصحف عام 2001 خبرا مفاده ان الحكومة قررت نقل “ابراج الكويت” الثلاثة الى منطقة صحراوية كجزء من خطة لاحياء تلك المناطق .ما دفع بالشعب الكويتي الى المسارعة الى منطقة الابراج او الاتصال بالصحيفة احتجاجا على هذه الخطوة .

أكاذيب عدة تنتشر حول العالم، كل وفق ما إعتادته تلك الشعوب. ففي بعض البلاد تكون الكذبة على نطاق واسع وفي بلاد اخرى يتم حصرها بين الأفراد. اما في عالمنا العربي فعادة ما تكون كذبة نيسان محصورة باخبار عن اهل الفن حيث يتم تزويجهم او تطليقهم في هذا اليوم.

 

Leave a comment

0.0/5

Go to Top

الأول من نيسان .. هكذا بدأ يوم الكذب العالمي