تشارك طائرات وسفن وأنظمة رصد فائقة التطور في عملية البحث عن حطام الطائرة المدنية، التي تقول ماليزيا إنها تحطمت في منطقة نائية من المحيط الهندي بعدما انحرفت عن مسارها. وتواجه عملية البحث تحديات كبيرة لتحديد مكان الصندوقين الاسودين التابعين لطائرة البوينغ 777، واللذين يحتويان على معلومات اساسية ستكون كفيلة بتحديد سبب اختفاء الطائرة في الثامن من آذار/مارس اثناء رحلة من كوالالمبور الى بكين.
ولكن الخبراء يعتقدون أن ايجاد الصندوقين الاسودين للطائرة لن يوصل الى اجابات. وجميع الطائرات المدنية مجهزة بصندوقين اسودين أحدهما يسجل جميع احداثيات الرحلة كالسرعة والارتفاع وغيرهما، والثاني يسجل جميع الاصوات في قمرة القيادة بما في ذلك المحادثات والاصوات والبيانات. وفي هذا الصدد، قالت شركة الطيران الاميركية الاستشارية “ليهام” إن صندوق احداثيات الرحلة يجب أن يوفر الكثير من المعلومات.
الا ان صندوق التسجيلات الصوتية لا يحتفظ سوى بآخر ساعتين من المحادثات التي حصلت في قمرة القيادة، ما يعني أنه من الممكن خسارة معلومات حساسة حول الرحلة قبل تغيير مسارها أي حين كانت تحلق في اجواء بين ماليزيا وفيتنام.
وبحسب الشركة، فإنه “من الواضح أن الصندوق لن يكشف عمّا حصل فوق خليج تايلاند”. واضافت الشركة أنه يجب ايضاً معرفة ما إن كانت تسجيلات آخر ساعتين توفر معلومات ذات صلة باختفاء الطائرة، حيث يعتقد أنها غيّرت مسارها أو نفد منها الوقود.
وكان رئيس الحكومة الماليزي نجيب رزاق اعلن الاثنين أن الطائرة تحطمت في المحيط الهندي، وعلى متنها 239 شخصاً من الركاب وافراد الطاقم، مستندًا في ذلك الى تحليلات جديدة لصور من الاقمار الاصطناعية. ولكن لم يتم تحديد موقع سقوط الطائرة، ولا تزال أسباب سقوطها غامضة. ولم يتم التقاط أي اشارة منها بعد 17 يومًا من بدء عملية البحث. وتوالت السيناريوهات حول مصير الطائرة، وكان من ابرزها خطف الطائرة، أو قيام احد الطيارين بتخريبها، أو حدوث ازمة مفاجئة اثناء تحليق الطائرة ادت الى شلل قدرات طاقم الطائرة وجعلت الطائرة تحلق آليًا الى أن نفد وقودها. وتعتقد ماليزيا أن شخصًا ما تعمد تغيير مسار الطائرة.
ولكن لم يظهر التحقيق الماليزي حتى الآن أي دليل يثبت أيًا من تلك النظريات.
وقال الخبير البريطاني كريس ياتس إنه حتى لو تم العثور على الصندوقين الاسودين فإنه من غير المرجح الحصول على أي اجابات حول سبب تغيير الطائرة مسارها على مدى آلاف الكيلومترات. واضاف في حديث الى تلفزيون “بي بي سي” أنه “ليس لدينا حتى الآن أي فكرة عن الحالة الذهنية للطيار أو مساعد الطيار، وليست لدينا فكرة إن كان شخص ما استطاع الدخول الى قمرة القيادة للسيطرة على الطائرة، وبالتأكيد ليس لدينا أي اعترافات بالمسؤولية منذ أن بدأت الازمة”. وتابع “انه سر لا يشبه أي لغز آخر”.
وتم رصد حطام في مكان بعيد جداً عن ساحل استراليا الغربي، ولكن عملية البحث الدولية لم تستطع الوصول الى الاجسام المرصودة للتثبت من أنها تعود للطائرة، ومن المحتمل أن يكون الحطام انجرف مئات الكيلومترات بعيدًا عن مكان سقوط الطائرة.
وقال انتوني بريك هاوس من المؤسسة الدولية لمراقبة السلامة الجوية لوكالة فرانس برس “إننا كمحققين نتعامل مع ادلة مادية وليس لدينا الى هذا الحين أي دليل مادي يمكن الاستناد اليه”. وستفرغ بطاريتي الصندوقين الاسودين خلال اقل من اسبوعين من الآن.
وبذلك بدأ سباق مع الوقت لمحاولة التقاط الاشارة التي يصدرها الصندوقان الاسودان، مع العلم أن ارسالهما يمكن نظرياً أن يستمر حتى عشرين يومًا اضافيًا. وارسلت الولايات المتحدة نظامًا لتحديد موقع الصندوقين الاسودين، الا أن سوء الاحوال الجوية علق عملية البحث عن الحطام الثلاثاء على الاقل. وقال بول ياب، استاذ الطيران في سنغافورة، “لن نعلم على الارجح ماذا حصل”، في حال لم يتم العثور على الصندوقين الاسودين.
وفي حال تم العثور على الصندوقين الاسودين فليس هناك أي ضمانة بأن حالتهما ستسمح باستخراج المعلومات منهما.
من جهتها نقلت «سي ان ان » عن مراسلها قوله إن كل الخبراء الذين تحدث معهم يشيرون إلى كون ما جرى هو عمل مشين نفذه أشخاص على متن الطائرة سواء الطيران أو في احتمالية تعرض الطائرة للاختطاف، والدافع في ذلك هو ثلاثة أمور هي فشل الاتصال بعدم وجود أي اتصال مع أبراج المراقبة للتبليغ عن أي عطل أو مشاكل.
و السبب الثاني هو مسألة إغلاق نظام المستجيب في الطائرة والأمر الثالث هو ما يتفق عليه الجميع وهو قيام الطائرة بالاستدارة إلى الخلف بعكس مسارها المحدد، إلى جانب مسألة خفض الطائرة إلى ارتفاع 12 ألف قدم ورفعها مرة أخرى. فالطائرة لا يمكنها التحليق إلى عمق 12 ألف قدم إلى وسط المحيط الهندي عوضا عن التحليق بارتفاعها الطبيعي الذي يبلغ نحو 35 ألف قدم، وهذه المعطيات تشير إلى أن هذا يحدث بناء على تصرف من الطيار أو الطيار الآلي.
إقرأ أيضا: رئيس الوزراء الماليزي: الطائرة سقطت في المحيط الهندي ولا ناجين