ببالغ من الحزن والأسى، تلقينا خبر وفاة الأخ والصديق الوفي، رئيس الجالية اللبنانية في الكوت ديفوار المرحوم الحاج نجيب زهر، بعد عمر قضاه في الإغتراب وفي خدمة المغتربين والتفاني أمامهم، والوقوف إلى جانبهم في كل الظروف الصعبة التي مروا بها على مدى عقود، وعانوا من تداعياتها الاقتصادية والمالية والاجتماعية، ودفعوا اثمانا باهظة من ارواحهم وأرزاقهم٠
في كل هذه المعاناة، كان الراحل الكبير الحاج نجيب زهر، حاضرا وفاعلا ومؤثرا وداعما، لم يغادر مكانه او يتهرب من مسؤولياته ،اويترك اهله وأبناء وطنه في الاغتراب اللبناني المترامي على مساحة افريقيا، وهو الذي تبوأ رئاسة المجلس القاري الافريقي لسنوات، كما ظل لعقود متتالية رئيسا للجالية اللبنانبة في الكوت ديفوار، وهي الأكثر عددا، والانشط والانتج والأغنى على مستوى الاغتراب الأفريقي ،وهذه الثقة بالراحل الوطني والإغترابي الكبير لم تأت من عدم أو فراغ ،بل من الاحترام والتقدير بشخصه وسلوكه وانفتاحه وتواضعه وحرصه الشديد على الجالية وكأنها عائلته ٠
الحاج نجيب، وإن ترجل عن صهوة الدنيا والمناصب والمسؤوليات لكنه لم يسقط من عيون وعقول ووجدان محبيه الكثر في لبنان وبلاد تلاغتراب،لأنه أصيل ومتجذر في تراب الوطن والاغتراب٠
إن رحيله المفاجئ في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الوطن بجناحيه المقيم والمغترب حسارة كبيرة لا تعوض، وقد نزل كالصاعقة على ابناء الجالية الذين عاش معهم في السراء والضراء ،ولكنها إرادة الله وحكمته٠
ان الراحل الكبير الحاج نجيب باق معنا،في الحل والترحال، لن ننسى فضله وتضحياته ،ولن تسطيع الأيام ولا السنين ان تطوي صفحات خيره وعطائه وانسانيته٠
رحمه الله والعزاء لعائلته وأبنائه وابناء بلدته ولكل اللبنانبين المقيمين والمغتربين وخاصة للجالية اللبنانية الوفية لرمز كبير من رموزها أمثال الراحل إنا لله وإنا إليه راجعون٠
أسرة «البحار».
