تابع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لليوم الرابع على التوالي، زيارته الراعوية إلى أبرشية سيدة البشارة في إفريقيا الغربية والوسطى.
لقاء مع الرئيس السنغالي
التقى البطريرك الراعي السبت رئيس الجمهورية السنغالي ماكي سال، وكان عرض للعلاقات المشتركة والأوضاع العامة.
و رحب الرئيس السنغالي بالراعي، قائلا: “ان استقبال البطريرك الماروني في السنغال هو بغاية الأهمية بالنسبة إلينا، ونحن نقدر هذه الزيارة عاليا، وقد أصررت على لقائكم قبل مغادرتي البلاد”.
وتحدث سال عن دور الجالية اللبنانية في السنغال، مثنيا على مساهماتها في نمو وتطوير البلاد، مشيرا الى صداقاته الكثيرة والمتينة مع العديد من اللبنانيين، الذين تميزوا بالإخلاص والأمانة وقد تعاون معهم في العديد من المشاريع والاعمال. وأعرب عن رغبته في زيارة لبنان، مؤكدا محبته لهذا البلد الذي تتآخى فيه الأديان والطوائف والثقافات.
من جهته، شكر الراعي للرئيس السنغالي حفاوة الاستقبال وحرصه على دعم الجالية اللبنانية والتعاون معها، مثنيا على التضحيات التي قدمتها السنغال في لبنان من خلال المشاركة في عديد قوات حفظ السلام في جنوب لبنان، وقد اختلط فيها الدم السنغالي بالدم اللبناني. ونقل رغبة الجالية اللبنانية في اعادة فتح السفارة السنغالية في بيروت، الأمر الذي يسهل ويعزز العلاقات وسبل التعاون. وقد رد الرئيس السنغالي بالتأكيد على رغبته في ذلك أيضا، لافتا الى انه سيبذل كل جهد في اعادة فتح السفارة، لان ذلك اصبح حاجة ملحة سنغالية ولبنانية.
وتطرق الحديث الى تاريخ الجالية اللبنانية في السنغال، وهو يعود الى سنة 1949 مع وصول اول لبناني من آل عساف من بلدة غبالة الكسروانية. وفي ختام اللقاء جرى تبادل للهدايا التذكارية.
وبعد اللقاء قال الراعي: “اود ان اعبر مرة جديدة باسم الجالية اللبنانية عن امتناننا للسنغال وعن شكرنا وتقديرنا لفخامة رئيس الجمهورية لاستقباله لنا، على الرغم من انشغالاته الكثيرة، وهذا يدل على علاقة الصداقة القديمة بين بلدينا وسنعمل من جهتنا مع جماعتنا دائما على تعزيز هذه العلاقة اكثر وأكثر مع السنغال، ذلك ان الصداقة اللبنانية السنغالية هي مهمة جدا بالنسبة الينا.
وهذه مناسبة اليوم نجدد من خلالها علاقة الصداقة والتعاون الدائم مع السنغال العزيز لبنان والسنغال. كما اننا نتطلع دائما الى مستقبل تصبح فيه هذه العلاقة اكثر متانة من اجل خير اللبنانيين والسنغاليين”.
زيارة مدرسة سيدة لبنان
وزار الاحد مع الوفد المرافق، مدرسة سيدة لبنان، التابعة للرهبانية اللبنانية المارونية، ويرأسها الأب بسام عيد رئيس الرسالة الماونية في السنغال.
واستقبل الراعي برقصة فولكلورية تقليدية، أداها مجموعة من الطلاب الأفارقة، وقام مع الوفد المرافق، بجولة في أنحاء المدرسة، اطلع خلالها على أبرز مراحل تأسيسها وتطورها.
و أثنى الراعي على “عمل الأسرة التعليمية وشكر الرهبانية اللبنانية المارونية مع الأب طوني فخري “الذي خدم الرسالة في السنغال لسنين طوال، على التفكير بالأجيال القادمة، علامة تحسس الواقع وتحمل المسؤولية اتجاه الشبيبة السنغالية، الآتية من كل الجنسيات الموجودة في البلاد”.
وإذ أكد أن “مستقبل السنغال مرهون بالمدارس وبهذه المدرسة”، توجه إلى الطلاب والأسرة التربوية قائلا: “أشكر أخيرا الطلاب الذين استقبلوني بهذه الرقصة الوطنية، التي تحمل الفرح، الذي يبان على وجوههم، لأنهم في هذه المدرسة، فرحهم هذا مصدره أن هناك من يصغي إليهم ويسمعهم”.
وختم “تعيش هذه المدرسة، تعيش الأسرة التربوية، يعيش السنغال، يعيش بلدنا الغالي لبنان”.
ثم انتقل الراعي بعدها، إلى مركز “الرسالة المارونية” في داكار، حيث التقى أعضاء المجلس الرعوي، في حضور الوفد المرافق، وعلى رأسهم المطران سيمون فضول والمدبر العام الأب طوني فخري.
عشاء تكريمي أقامه السفير سامي حداد
خلال العشاء التكريمي كانت لصاحب الغبطة البطريرك الراعي كلمة شكر للسفير اللبناني الذي حضر بمحبة جمعة عشاء ضمت شخصيات دبلوماسية وسياسية وروحية وإجتماعية سنغالية _ لبنانية ، وقال الراعي في كلمة له « نحن هنا في السنغال، نأتي من لبنان، وأود أن أتكلم عن لبنان لأن بينه وبين السنغال، يوجد روابط صداقة قديمة تفوق المئة سنة ،ما سمعناه من رئيس الجمهورية هو كله يشرفنا، لأننا لمسنا في كلماته، وفي نظرته إلى الوجوه التي كانت معنا ، وكأننا أمام عائلته، أدركنا من خلالها محبة السنغال للبنانيين وهذا يعني أن اللبنانيين شعب مخلص للسنغال التي استقبله، فتمكن من تحقيق ذاته، ويعيش بإخلاص لهذه الدولة العزيزة التي نتمنى لها دوام الإزدهار والنمو، كما نتمنى لكم أيضا كل خير في عملكم ونشاطاتكم.
سفيرنا الحبيب، استفاض في دور لبنان وميزته، لم يبقَ منا إلا أن نجيب كما في الكنيسة: “آمين”، مؤكدين أننا كذلك ،وليس من الداعي أن نكرر ما تفضل به، لكن أود أن أهنئه بإسمكم أيضا على أنه رجل موسيقار ولهذا اكتشفت لماذا هو مرهف الشعور والعاطفة، لأن جماعة الموسيقى مرهفون في كل شي، فشكرا لكم…
جميل أن يُنشد السفير اللبناني، ويعزف النشيد الوطني اللبناني كما السنغالي وهذا بديع جدا.
وأحيي رجال الدين إخوتنا المسلمين، المشايخ الذين يرافقوننا منذ وصولنا أرض هذا الوطن.
لقاء مع رئيس أساقفة دكار السابق
إلتقى البطريرك الراعي الكردينال ادريان سار رئيس أساقفة دكار السابق ثم استقبل غبطته فضيلة الشيخ محمد احمد العوض ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية في أفريقيا، رئيس مؤسسة وحدة المسلمين الاجتماعية في السنغال وقد تابع غبطته سلسلة اللقاءات في صالون رسالة سيدة لبنان في دكار التابع للرهبانية اللبنانية المارونية. ودار الحديث مع الكردينال سار عن شؤون كنسية ومسكونية وبخاصة موضوع التعليم المسيحي في الرعايا والمدارس. وتحدثا عن الخدمة الراعوية للموارنة في السنغال ومشاركتهم في حياة الكنيسة المحلية.كذلك إستقبل غبطته عميد السلك الدبلوماسي في السنغال سفير الكاميرون جان كوي نتونغا الذي رحّب بغبطته قائلاً: “نحن نرحب بزيارة صاحب الغبطة ونثمنها عاليًا لقد عرضنا معه عدة مواضيع واهمها موضوع السلام في اوطاننا وفي العالم فمن دون السلام لا مكان للنمو والازدهار”.وزار غبطته أيضًا في مقرّ إقامته الشيخ محمد قانصو ممثل سماحة الخليفة العام لأهل البيت سماحة الشيخ عبد المنعم الزين ونائب رئيس المؤسسة الإسلامية الاجتماعية في السنغال. واللقاء الأخير كان مع السفير اللبناني في السنغال سامي حداد.