هنأ الامين العام للتيار الاسعدي المحامي معن الاسعد، في تصريح اليوم، العسكريين على انجاز فك اسرهم واطلاق سراحهم من بين ايدي ارهابيي النصرة بعد معاناة قاسية عاشوها مع عوائلهم، وفقدوا زملاء لهم شهداء على مذبح الوطن والحرية”.واعتبر الاسعد “انه مع الاهمية والضرورة الوطنيين لاطلاق العسكريين الا ان الثمن السياسي والمعنوي كان كبيرا على لبنان وقد افقد الدولة والمؤسسات الامنية والقضاء الهيبة لانه اتفاق الذل والخنوع للارهابيين الذين يتجولون في كامل اسلحتهم في بلدة عرسال”.
وقال: “من المؤسف خضوع الدولة لابتزاز الارهابيين وتلبية شروطهم ومنها اطلاق الارهابيين الذين عانوا في الوطن ارهابا وتفجيرا وقتلا وقتلوا عددا من العسكريين المخطوفين”.وسأل الاسعد: “اذا كان الثمن الذي دفعه لبنان في هذه الصفقة لارهابي النصرة غاليا فما هو الثمن الذي سيدفعه لارهابي داعش لاطلاق العسكريين، ومن هي الاسماء ومن هم الارهابيون الذين يريدون اطلاقهم، قد يكون احمد الاسير او فضل شاكر او غيرهما من الذين يحفل سجلهم بالقتل والارهاب”.
وطالب الدولة والمعنيين في صفقة التبادل “بأن يعلنوا للرأي العام اللبناني عن الجهة او الدول التي مولت الارهابيين وتدخلت لدفع الاموال وتقديم المساعدات وتعتبر نفسها انها وقفت الى جانب لبنان واللبنانيين وهي التي دعمت الارهاب وشجعت الارهابيين على الابتزاز والخطف والضغط على الدولة”.
وختم الاسعد: “بالتأكيد، وقعت الدولة ومؤسساتها في فخ الخضوع والاستجابة لمطالب الارهابيين وكان بامكانها سلوك طريق آخر لتحرير المخطوفين. حمى الله لبنان واللبنانيين من اداء الطبقة السياسية الانحداري، وحمدا لله على سلامة المحررين مع الدعاء لتحرير العسكريين المخطوفين لدى “داعش” الارهابية وان لا يكون الثمن كبيرا”.
مطالبة بكشف البنود
وكان الاسعد قد طالب السلطة السياسية الحاكمة بالكشف عن البنود الخفية في صفقة الافراج عن العسكريين، معتبرا “ان الذي دفع الثمن العسكريون وعوائلهم وهيبة الدولة والمؤسسة العسكرية والقضاء، وجميعهم اغرقوا في وحول السياسة”، مؤكدا “سقوط الطبقة السياسية التي باتت مفضوحة ومكشوفة لجهة اطلاق سراح الارهابيين وقاتلي الجنود وتقديم مكافآت مالية للقتلة كجوائز ترضية على ارهابهم وخطفهم للعسكريين وذبح البعض منهم”.
وقال الاسعد: “من المعيب ان توهم السلطة الحاكمة انها حققت انجازا عسكريا وامنيا غير مسبوق بتحريرها للعسكريين المخطوفين لانها تتناسى ان هيبة الدولة ومؤسساتها اذعنت لشروط هؤلاء القتلة”، محذرا من “ان اخلاء سبيل الارهابيين سيؤدي الى تصعيد غير مسبوق والى فتنة، لان اهالي المسجونين الاخرين سيتهمون الدولة بأنها تنظر بعين واحدة”، معتبرا انه “كان من الاجدى الحل عبر عفو عام بدلا من اعادة السيناريو المشوه عند اطلاق ارهابي مجدل عنجر والضنية وقتلة الرئيس رشيد كرامي”.
ورأى “ان التوافق على انتخاب النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية شكل صدمة لمؤيدي 8 و14 اذار الذين يسألون كيف تمت التسوية وما هي شروطها والثمن السياسي المدفوع، وما هي بنود “القطبة” المخفية بعد الانتخاب”، معتبرا ان “ما يحصل اليوم يعيدنا الى زمن “الترويكا”، زمن ابعاد المسيحيين بالكامل عن اي قرار والاكتفاء بتوزيع الحصص على الطوائف الاسلامية”.
واكد الاسعد “ان المتضرر الاكبر من الصفقة الرئاسية السياسية سيكون محور المقاومة الذي سيسقط تمثيله النيابي والوزاري الوازن، وفي المقابل فان الرئيس سعد الحريري سيفقد صدقيته امام جمهوره لانه مطالب بالغاء المحكمة الدولية بعد تحالفه سياسيا مع من يزعم انه قتل والده الشهيد رفيق الحريري”.