أقامت الجمعية التاريخية لمنطقة واشنطن ستريت في مدينة نيويورك، احتفالا تكريميا لألبرت الريحاني اللبناني الأميركي المولود في نيويورك والذي يشكل نموذجا لصلة الوصل الثقافية بين اللبنانيين والأميركيين على المستويات الفكرية والأدبية والروابط الثقافية التي تجمع مغتربي مطلع القرن العشرين مع وطنهم الأم.
وتحدث في الاحتفال كل من تود فاين حول دور الجمعية التاريخية في إحياء دور المغتربين اللبنانيين والعرب في نيويورك ودور ألبرت الريحاني في هذا المجال، وشدد كارل أنطون على “أهمية رد الاعتبار إلى الاغتراب اللبناني في الولايات المتحدة، وأوجز سيدر سرمد الريحاني حفيد ألبرت حياة جده في الولايات المتحدة ولبنان.
وقد ضم برنامج الاحتفال رفع الستارة عن لوحة تذكارية بالإنكليزية تحمل اسم المحتفى به مع عبارة تعريفية تقول :”ألبرت الريحاني لبناني -أميركي، 1898-1995، ناشر وناشط ثقافي”.
واعقب الاحتفال حفل استقبال في حديقة إدغار بارك على بعد مئة متر من المنزل الذي ولد فيه ألبرت حيث كانت عائلة والده فارس الريحاني تسكن قريبا من مكتب الاستيراد والتصدير الذي أسسه فارس الريحاني يعاونه ولداه أمين ويوسف.
وبعد أن تخرج ألبرت الريحاني من جامعة كولومبيا متخصصا في الاقتصاد عاد إلى لبنان عام 1933 وأسس دار الريحاني للطباعة والنشر والتي أصدرت العديد من المؤلفات الأدبية والتاريخية، والاقتصادية لكتاب من لبنان ودنيا العرب آنذاك، ومنهم: أمين الريحاني، فارس الخوري، صلاح لبكي، سلمى صايغ، جميل جبر، أحمد الصافي النجفي، فؤاد كنعان، رشاد دارغوث، جميل بيهم، وآخرون… وهو ناشر مجلة دنيا الأحداث التي أسستها زوجته لورين الريحاني عام 1955. كما أسس ألبرت متحف أمين الريحاني في الفريكة عام 1953، وهو أول متحف لكاتب عربي في لبنان ودنيا العرب آنذاك. ولألبرت الريحاني عدد من المؤلفات منها: الموسوعة العربية (1955)؛ الرَّيحاني ومعاصروه، رسائل إليه (1965)؛ والكتاب البيبليوغرافي المرجعي بعنوان: أين تجد أمين الرَّيحاني (1978) بالعربية والإنكليزية.
وكان ألبرت رئيس جمعية الطلاب العرب في جامعة كولومبيا في نيويورك، وبعد عودته إلى لبنان أصبح نقيب إتحاد أصحاب المطابع، ومؤسس مجلة “الطباعة”. وبعد أنشطة إغترابية مختلفة في الولايات المتحدة والمكسيك وكوبا ولبنان، أصبح نائب رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وعضو مجالس إدارية لجمعيات ومؤسسات مختلفة، منها: جمعية أصدقاء الكتاب، مجلس المتن الشمالي للثقافة، إتحاد الناشرين اللبنانيين، وعصبة الشهداء في لبنان.
وتجدر الإشارة إلى أن الجمعية التاريخية لمنطقة واشنطن ستريت في مدينة نيويورك تعمل على تكريم عدد آخر من أفراد الجالية العربية في المدينة، والذين تركوا أثرا في أوساط الجالية وفي بلدانهم الأم منذ مطلع القرن العشرين.