إنتشرت مؤخرا في المجتمع السعودي ظاهرة طلب الديات الخيالية، فلم يعد المبلغ المطلوب لعتق رقبة قاتل معقولا بل أصبح لا يقل عن ملايين الدولارات تتدخل في الوساطات لتخفيض السعر ناهيك عن حملات التبرع التي تطلق من أجل تجميع تلك الديات.
والجديد في هذه المعضلة هو قضية عتق رقبة ياسر الشمري الذي انتشر هاشتاغ على تويتر باسمه اضافة الى فيديو من والدته تدعو فيه الناس الى المساهمة في إنقاذ حياة إبنها. وقبل حوالي ثلاثة أشهر انطلقت حملة جمع تبرعات في منطقة الجوف في السعودية أملا بالوصول لمبلغ 30 مليون و400 ألف ريال اي 8 ملايين دولار المطلوب لعتق رقبة الشاب السعودي والمحكوم عليه بالقصاص في جريمة قتل.
جري الحملة في سباق ضد الساعة إذ أن تاريخ تنفيذ الحكم حدد في 21 مايو/أيار المقبل. وقبل ثلاث سنوات طعن ياسر الشمري (21 عاما) بالسكين شابا ثلاثينيا من قبيلة الشرحان يدعى زيد سعود البيالي، فأصابه في مقتل.
وطلب أهل بداية الامر بمبلغ 80 مليون ريال الا انه وبعد الوساطات تم تخفيض المبلغ الى 30 مليون و400 ألف ريال وتعد هذه الدية الاضخم في تاريخ السعودية.
وإرتفعت الديات خلال السنوات الاربع الاخيرة من مليونين إلى 7 ملايين ثم 14 مليونا وأخيرا إلى عشرين مليونا قبل أن يصل إلى 30 مليونا.
والقصة الإشهر على السعيد الدولي هي قصة العاملة الأثيوبية ستينا بنت جمادى أحمد التي حكم عليها بالاعدام بعد إدانتها بقتل مخدومتها قبل سبع سنوات،رغم ان ستينا قالت انها كانت تدافع عن نفسها الا ان الحكم صدر بحقها. والدية المطلوبة مقابل عتق رقبة ستينا هو مليوني دولار.
وكان عدد من الكتاب السعوديين قد إنتقدوا الديات الخالية معتبرين انها إصبحت عملية بيع وشراء ومتاجرة بالدم مشددين على العفو دون مقابل مادي ان كان اهل القتيل يريدون العفو. وقد دخل على الخط سماسرة الديات الذي يلعبون دور الوسيط لتخفيض المبالغ لا رغبة في الخبر وإنما مقابل نسبة من تلك الملايين التي ستدفع.
وتتعدد القصص وتختلف المبالغ، رغم ان بعض أهالي الضحايا الذين يقررون العفو عن القاتل ما زالوا يقومون بذلك دون طلب أي دية، لكن تلك الفئة من الناس في طريقها الى الإنقراض.
في احدى القصص المتدولة قام والد احد المحكوم عليهم بجمع 12 مليون ريال دية طلبها اهل القتيل، وحين جاء وقت الدفع ساومهم وطالبهم بالتخفيض.. فكان الرد «من اجلك خليهم 10 ملايين» وهكذا كان، دفع 10 ملايين وعاد بمليونين ابقاهم لنفسه.
إقرأ أيضا: مليونا دولار لإنقاذ حياة العاملة الإندونيسية ستينا من الإعدام في السعودية
