Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

السعادة مفهوم معقد ومتداخل ونسبي.. فمن حدد لكم ما الذي يجعلكم سعداء؟

السعادة.. حلم الغالبية الساحقة من البشر وموضع إهتمام علماء النفس والفلاسفة. الكل يبحث عنها وقلة تجدها رغم انها موجودة في داخلنا ومن حولنا وكل ما علينا فعله هو تميزها. السعادة تختلف بين شخص وآخر وبالتالي يمكنها أن تكون كل ما يريده الشخص ان تكون عليه. ولكن للعثور عليها على كل شخص أن يحدد تعريفاً لها كيف يعرف عما يبحث عنه. فمن يحدد هذا التعريف، أنت أم محيطك؟ 

السعادة هي أمر نبحث عنه جميعنا، هي موجودة داخلنا وفي كل مكان من حولنا ومع ذلك نفشل معظم الأحيان في رؤيتها أو في الحصول عليها. ولكن ما هي السعادة أصلاً وهل يمكن وضع تعريف لأمر شخصي للغاية يختلف بين شخص وآخر، فكما هو معروف ما يجعل شخص ما سعيداً لا يجعل آخراً سعيداً. هناك أهمية كبيرة في تعريف السعادة وذلك لانه وبمجرد تمكن الشخص من تعريفها كما هي بالنسبة اليه فهو سيعرف ما الذي عليه البحث عنه من أجل العثور عليها ومن أجل ضمان انها ستكون جزءاً ثابتاً من حياته. فكيف يمكن تعريف السعادة ومن سيحدد هذا التعريف، أنت أم محيطك؟ 

المفاتيح الأساسية في تعريف السعادة 

علم النفس يعرف الشخص السعيد بأنه الشخص الذي يختبر مشاعر إيجابية كالبهجة والفخر وغيرها مع مشاعر غير دائمة، وإنما ليست غائبة كلياً، سلبية كالحزن والتوتر والغضب. السعادة أيضاً ترتبط بمشاعر الرضا عن الذات وبالتجارب الإيجابية في الحياة. 

من التعريف أعلاه يمكن الحديث عن مفاتيح أساسية تحديد ماهية السعادة، والتي هي المشاعر الإيجابية مع تواجد أيضاً للمشاعر السلبية. فالشخص السعيد يختبر مختلف أنواع المشاعر حاله حال أي شخص آخر ولكن معدل إختباره للمشاعر السلبية أقل من غيره وذلك لانه  يتعامل مع هذه المشاعر السلبية بشكل مختلف عن غيره وبالتالي يمكنه إيجاد معاني فيها عادة لا يتمكن الشخص غير السعيد من رؤيتها.

إستخدام تعبير مثل «شخص سعيد» وفق علماء النفس غير دقيق وذلك لانه يفترض بأن الشخص هذا شخص سعيد بالفطرة وبأن الامور الايجابية تحدث وبشكل دائم وتلقائي في حياته وبمعدلات أعلى بكثير من غيره وهذا غير صحيح. فلا يوجد أي شخص محصن ضد التوتر و المشاعر السلبية في الحياة اليومية ولكن السؤال هو ما إن كان الشخص يعتبر هذه المشاعر السلبية كلحظات معاكسة أو كلحظات تتضمن الفرص. 

ولكن وبغض النظر عن المكان الذي تجد نفسك فيه في هذا التعريف، فإن كل شخص يعرف السعادة بشكل مختلف. الفلاسفة، الممثلون، السياسيون وكل مخلوق على هذا الكوكب يملك تعريفه الخاص للسعادة. 

سعادتك الداخلية وسعادتك من محيطك 

بطبيعة الحال أنت من يحدد تعريف السعادة الخاص بك، فقد تكون من النوع الذي يجد السعادة في الأمور البسيطة في الحياة، أو في الماديات أو تكون النقيض كلياً الذي يجد سعادته حين يقدم ويعطي وكلها تعريفات مشروعة فلا يوجد تعريف صحيح أو خاطئ هنا. 

 ولكن الإنسان مخلوق إجتماعي بطبيعته ولا يمكن ان يعيش بمعزل عن محيطه وبالتالي السعادة مرتبطة بشكل أو بآخر بالمحيط من أفراد العائلة و الاصدقاء و الشريكة وحتى غرباء لا نعرفهم. 

علماء النفس الذي أجروا عدداً لا يعد ولا يحصى من الدراسات حول السعادة يجدون أنفسهم يعودون وبشكل دائم الى متغير ثابت في جميع الدراسات وهذا المتغير هو العلاقات الإجتماعية. فالاشخاص الذين يملكون علاقات إجتماعية قوية وداعمة هم أكثر سعادة من غيرهم . ولكن النسبة هذه تشكل 10٪ من مجمل العوامل المؤثرة على السعادة ولكن هناك عامل اخر يشكل 40٪ من العوامل المؤثرة على السعادة وهو يتداخل وبشكل كبير مع العلاقات الاجتماعية وهو الخيار الشخصي. فالخيارات الشخصية تؤثر على وتتأثر بالعلاقات الإجتماعية . وعليه فإن العلاقة معقدة أكثر مما يخيل للبعض بين السعادة النابعة من الداخل وتلك المرتبطة بالمحيط. 

الإعتماد على محيطك من أجل سعادتك = تعاستك 

الإعتماد على الاخرين من ءجل سعادتك الشخصية لن يؤدي سوى الى تعاستك. صحيح أن المحيط هو جزء من سعادتك ولكنها لا تنبع منه ولا يمكنك الاعتماد عليه من أجل الحصول عليها. مثلاً في علاقات الزواج نجد الزوج يدخل العلاقة مع توقعات غير منطقية أو واقعية بان الشريكة ستتمكن وبطريقة سحرية من جعل كل المه يختفي مثلاً. 

الامر نفسه ينطبق على العلاقات الاخرى في حياة أي شخص كان حيث يخيل للشخص بأن هذه العلاقة أو تلك ستكون مصدراً للسعادة. وبما أنها لا تكون كذلك   فما يحصل هو ان الشخص الذي اعتمد على الاخرين من اجل سعادته سيبدأ بالشعور بالنفور من الاخر وحتى كرهه وذلك لانه «خيب أمله» والمشكلة الاكبر هي أنه سينتهي به الامر بكره نفسه أيضاً. 

البحث عن السعادة الشخصية سعي أناني؟ 

ولكن ماذا لو كان السعي نحو السعادة الشخصية يلحق الضرر بالاخرين أو يسلبهم سعادتهم أو يؤثر عليها سلباً . مثلاً لو إفترضنا انك متزوج وسعادتك هي بالقيام بالمغامرات والسفر وتجربة كل ما هو جديد، أي بتعبير آخر أنت تجد السعادة في حريتك،. سعيك خلف سعادتك الشخصية هنا قد يبدو سعياً أنانياً لانه يأتي على حساب سعادة الاخرين. 

ولكن ماذا لو كانت السعادة قائمة على مسؤولية مشتركة. أي توطيف الإستراتيجيات الداخلية التي تجعلك سعيداً  وفي الوقت عينه وضع العوامل الخارجية بالحسبان أي ببساطة تقسيم السعادة بشكل عادل بينك وبين من تكترث لهم. المسؤولية المشتركة هذه ستجعلك أكثر سعادة بشكل تلقائي، فمثلاً كلنا نشعر بسعادة مضاعفة حين نخفف من معاناة شخص ما أو نرسم إبتسامة على وجه شخص حزين.. أي حلقة متصلة تغذي بعضها البعض وبكل الإتجاهات ولكنها في الوقت عينه لا تعتمد بشكل كلي على بعضها البعض. 

Leave a comment

0.0/5

Go to Top

السعادة مفهوم معقد ومتداخل ونسبي.. فمن حدد لكم ما الذي يجعلكم سعداء؟