تحولت مناسبة تكريم سفيرة لبنان في الكوت ديفوار السيدة ماجدة كركي لوفد مؤسسات الإمام المغيب السيد موسى و جمعت أركان مكتب الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم _ فرع أبيدجان ورؤساء و ممثلو الجمعيات الاسلامية و الارسالية اللبنانية وفاعليات الجالية إلى تأكيد لوحدتها لتفعيل دور المكتب خدمة للجالية و الوطن الام لبنان و الوطن الحاضن الكوت ديفوار.
بعد النشيد الوطني الوطني اللبناني القت السفيرة كركي الكلمه الاتية :
كلمة السفيرة ماجدة كركي
السيدة مليحة الصدر – السيد رائد شرف الدين – الوفد المرافق،
الحاج محمود ناصر الدين القنصل الفخري للبنان في بواكيه
السيد جواد الموسوي- المدير الإقليمي لطيران الشرق الأوسط في غرب افريقيا.
أصحاب الفضيلة، الآباء الكرام.
ممثلي الجمعيات اللبنانية في ابيدجان.
السادة أعضاء اللجنة الرباعية المفوضة تكوين مكتب الجامعة الثقافية اللبنانية (فرع أبيدجان)
الحضور الكريم،
يسرني ويشرفني أن أرحب بكم هذا المساء بمناسبة زيارة السيدة مليحة الصدر ووفد مؤسسات الإمام الصدر إلى أبيدجان، هذا الموعد الذي تحول طقساً يعيدنا إلى ذواتنا بأصدق وأحلى وأنبل نبش انتقائي لذاكرتنا الجماعية.
انتقائي بداية، لأن طيبه يأبى إلا أن يفوح بأجمل وأرقى ما حمله إنسان ورشق به قلوباً وقفت على حافة اليأس، فانتشلها من الحرمان والشر المتربص بها،وأفرد لها ساحة بحجم الوطن…. الوطن الذي وضعه بين منزلتي الحق والواجب معا، فلا يستقيم بأحدهما دونالآخر. إذ أن الحق دون واجب صفة للمزرعة، والواجب دون حق استعمار. وكلا الأمرين مرفوض.
انتقائي مجدداً، لأنه يعكس رؤية صاحبه الثورية، الشاملة والمتكاملة لتحرير الوطن عبر تحرير إنسانه بإطلاق قدرته على المقاومة، بإعادته إلى فطرته الإيمانية الأولى وعمادها القيم والأخلاق والشرف، وبإرسائه علماً وفعلاً وقولاً وسلوكاً، نموذجاً صادقاً وفريداً لعيش التنوع والاختلاف وإدارته.
انتقائي أيضا لأن اسمه زرقة لا متناهية شكلت وعي أجيال أنا منها،
بين السماء وفيء عينيه، صفاء ازرق لم أره شخصياً إلا في الصور، إلا أن لغته استوقفتني لما فيها من انفتاح وأناقة وحداثة وثقة. ثقة المؤمن، العالم، العارف، الواثق والموعود، لا بل الواثق لأنه موعود…
ولطالما تساءلت عن سر هذا الرجل وما الذي جعله ما هو عليه،وما الذي جعله من هو بالنسبة إلينا جميعاً، وربما أكون وجدت إجابة على تساؤلي في آية وفي عبارة مستعارة:
أماالآية فتقول :
“بسم الله الرحمن الرحيم
ألم ترى كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها”.صدق الله العظيم
أما العبارة، فقد استعرتها من دولة الرئيس نبيه بري الذي سكب قلبه وعينيه مداداً، وحفر في وجداننا وضميرنا مكاناَ، في مطلع كل خطاب خاطبه به في ذكرى الواحد والثلاثين من آب إذ قال:
” لكفيك اللتين تستضيفان الله في الأذان والصلاة والدعاء، لصوتك الملكي الذي يرن كجرس الزهر والمدرسة والكنيسة، والذي يورق في لغتنا أملاً مكابراً ويبوح بالمجد”.
السيدات والسادة،
أما بعد،
فلا يسعني إلا تجديد الترحيب بزوارنا الأعزاء المحملين بعبق الحنين وشوق اللقاء، متمنية لهم طيب الإقامة والتوفيق والسداد في عملهم الجبار والمتميز في بناء أجيال الغد وتربيتهم على حب الوطن. لأن حب الوطن عبادة وانعتاق من الحاجة والعوز والارتهان، ولأنه انطلاق إلى فضاءات التلاقي والتآخي والوحدة.
كما أجدد شكري لحضوركم جميعاً هذا المساء،ففيه شهادتكم لخير العمل،وإسهامكم في المهمة السامية التي تؤديها مؤسسات الإمام الصدر.
حللتم أهلا ووطئتم سهلاً سيدة مليحة وسيد رائد، ولكما الكلام سيدتي الفاضلةوسيدي فيساحتكما وبين اهلكما.
شكراً لكم.
كلمة الدكتور رائد شرف الدين
بسمه تعالى
الحمد لأهله والصلاة على أهلها.
أشكر بداية سعادة السفيرة السيدة ماجدة كركي على كريم دعوتها للقاء هذه الثلّة الطيّبة من الجالية اللبنانية في أبيدجان والتي، كخواتها في المهاجر الأخرى، احتضنت الوطن الأم في كلّ الظروف التي مرّ بها، وخاصة تلك الحالكة منها، وبالأخص ما نمرّ به حاليّاً.
وفي حين يبدو الأفق مسدوداً في الوقت الحالي، وعلى أمل إعادة الإنتظام العام في السياسية، والإقتصاد، والأمن، والبيئة، يبدو وكأن النفاذ نحو الأفضل هي مهمة مستحيلة. لكن هذا ما لا نؤمن به، نحن حاملوا فكر الإمام المغيّب السيّد موسى الصدر. فلبنان الغد يُشكّل عبر 4 مراحل أساسيّة:
• إكتشاف أفضل ما نحن فيه – مكامن من الحياة والأمل والقوّة؛
• الحلم بما يمكن أن يكون عليه الغدّ؛
• تحديد أو تصميم أو إختيار الغدّ بمعالمه وبالمضامين والسبل؛
• نحت الغدّ الذي نريد.
سأخوض هذه الأمسية في المرحلة الثالثة وهي معالم الغدّ الذي رسمه لنا الإمام الصدر:
“لبنان الغدّ هو لبنان العدالة وتكافؤ الفرص، لبنان الواحد المتطوّر، لبنان العربي الرسالي، لبنان الإنسان والحضارة، لبنان الحريّة والقيم”. هكذا استطاع الإمام الصدر أن يكثّف في جملة واحدة كل مواصفات الوطن الجميل والممكن أن نطمح إليه:
• العدالة الإجتماعية وتكافؤ الفرص: هما جوهر التنمية البشريّة والإقتصاديّة بمفهوم الأمم المتّحدة وغيرها من منظمات الإغاثة والتنمية وحقوق الإنسان؛
• الواحد والمتطوّر: وأيّ لبنان مصغّر أو مجزّأ هو بلد كسيح، وكي يبقى لبنان نموذجاً في عالم سريع التغيّر عليه أن يكون نموذجاً متطوراً تستمرّ صياغته بلا انقطاع أو كلل؛
• لبنان العربي الرسالي: لبنان في الجغرافيا، والمصالح، والّلغة جزء من إقليم لا يجافيه ولا ينقطع عنه؛ ولبنان بمكوّناته ودوره وعلاقاته رسالة إلى كلّ الأمم؛
• لبنان الانسان والحضارة: لبنان في التاريخ والفلسفة تراكم تجارب بشريّة، وشاهد على حضارات عبرت، وعلى ثقافات تستمرّ وتتلاحق؛
• لبنان الحريّة والقيم: وإذا كان لبنان لا يحلّق إلا بجناحيه المسلم والمسيحي، والمهاجر والمقيم، فإن الدمّ الذي يحمل الطاقة والحياة في هذا الجسد هو الديموقراطيّة والمواطنة الحقّة؛ والفضاء الذي فيه يحلّق نحو غد أفضل للإنسانيّة جمعاء وهو فضاء عابق بالحريّات والقيم.
إنطلاقاً من هذه المفاهيم أتت مؤسسات الإمام الصدر لتجسّدها في بعدها العملي، حيث تقوم المؤسسات على أربعة مداميك:
• الرعاية والتربية؛
• تمكين المرأة؛
• التدخل المبكر (مركز أسيل)؛
• الخدمات الصحيّة والإجتماعيّة.
كال منها يتضمّن مدارس ومعاهد ومراكز وبرامج وأنشطة امتدّت على مساحة ستين عاماّ. كما تضّم المؤسسات مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات والذي يعنى في جمع وتوثيق نتاج الإمام الصدر وتوثيقه ونشره، كما يعنى بقضيّة تغيّب الإمام وأخويه.
ختاماً،
وإن كنّا لا نستطيع أن نقوم بمفردنا بكامل المهمّة التي تحقّق لبنان الأفضل لناحية مقاربة الأزمات السياسيّة، والإقتصاديّة والبيئيّة، آلينا على أنفسنا التصدّي للمضامين التي هي ضمن إختصاصنا.
أجدّد شكري لسعادة السفيرة على دعوتها الكريمة وامتناني لأهلنا في أبيدجان لإحتضانهم ودعمهم الدائم.
وشكراً.
