هاليفاكس ـ منى حسن
نال القنصل اللبناني في هاليفاكس وديع فارس باسم الملكة وسام اليزابيت الثانية الأشرف والأعلى لدولة كندا وقد أنشأت وسام الإستحقاق الكنديّ Order of Canada، عام 1967 الملكة اليزابيت الثّانية. هو أساس نظام الأوسمة في كندا وأرفع وسام تمنحه الدّولة الكنديّة.يكرّم هذا الوسام مواطنين من كافّة قطاعات المجتمع الكنديّ ذوي مساهمات متنوّعة، معترفًا بإنجازاتهم البارزة وتفانيهم في خدمة المجتمع والأمّة.
شعار هذا الوسام هو: ”يتوقون الى وطن أفضل”. They desire a better country!”
وللمناسبة هذه السّنة طعم آخر؛ فمن بين هؤلاء الرّجال العظام، أرزة لبنانيّة إنتصبت في مبنى لRideau Hall في أوتاوا، لتؤكّد للعالم، مرّة جديدة، أنّ
” لبنان أكثر من وطن، إنّه رسالة!…”
المهندس وديع موريس فارس…
هو الآتي من بلاد الأرز حاملاً معه همّ الوطن!
هو الباحث عن حلم في زمن اندثرت فيه الأحلام ودفنت الحرب ابتسامة أبناء أرضه!
وقبل أن يعتلي صدره وسام الإستحقاق الكنديّ، هو يزيّن صدره وحياته بعلم لبنانه الأبيّ الذي يحمل اسمه كقنصل فخري في هاليفاكس وفي المقاطعات البحريّة منذ نحو ستّة عشرة سنة!
وقد إجتمعت نخبة من نساء ورجال كندا، مجموعة من ” أكثر المواطنين الكنديين موهبة وذكاءً (على حدّ تعبير حاكم كندا العام)، ليقلّدهم هذا الأخير، وباسم جلالة الملكة، الوسام الأشرف والأعلى لدولة كندا: ”وسام الإستحقاق الكنديّ ”.
وهناك، وفي لحظة دمعت فيها عيونه وعيون محبّيه، في لحظة خشعت لها عزّة نفسه وارتسمت على ملامحه كلّ معاني الفخر، قُلّد المهندس وديع فارس أرفع الأوسمة الكنديّة على الإطلاق!
وفي اليوم عينه، تُوّج هذا التكريم، بتكريم آخر هو الأعزّ على قلب المهندس فارس، إذ أنّه يأتي من قلب وطنه الأم لبنان.
فخلال زيارة قام بها لدارة القائم بأعمال السّفارة اللبنانيّة في أوتاوا سعادة القنصل العام الأستاذ سامي حدّاد لشكره على دعمه لمكتب القنصليّة الفخريّة في هاليفاكس، فوجىء القنصل فارس بجميع العاملين في السّفارة الذين حضروا لتقديم التّهاني. وبعد كلمة مؤثّرة ألقاها سعادة القنصل العام أعرب فيها عن فخر لبنان بأبنائه، قدّم له وبإسم الدّولة اللبنانية، درعًا تكريميًّا عربونَ شكر وامتنان للدّور الإيجابي والجامع الذي يلعبه القنصل وديع فارس في الإغتراب. بعدها، ألقى القنصل فارس كلمة شكر فيها هذه الّلفتة المميّزة محيّيًا وطنه لبنان، شاكرًا سعادة القنصل العام وجميع العاملين في السّفارة اللبنانيّة في أوتاوا لما يظهرونه من تفانٍ في خدمة مواطنيهم اللبنانيين، مجدّدًا شكره للمساعدة الدّائمة التي يوفّرونها لمكتب القنصليّة في هاليفاكس.
وإثر تلقّي الدّولة اللبنانيّة خبر تقليده وسام الإستحقاق الكنديّ، وجّه مدير عام المغتربين الأستاذ هيثم جمعة، كتاب تهنئة للقنصل فارس، أَمِلَ فيه بأن يكون هذا التّقدير الجديد، حافزًا إضافيًّا لتعزيز العلاقات المميّزة بين الشعبين اللبنانيّ والكنديّ، ولإغناء المجتمع الكنديّ بالمميّزات اللبنانيّة القائمة على التّفاني والعطاء والبحث الداّئم عن العلم والمعرفة والحريّة، على حدّ تعبير الأستاذ جمعة، متمنيًّا للقنصل فارس التّوفيق في مسيرته، آملاً له السّعي الدّائم لتحقيق التّضامن والإلفة بين أبناء الجالية لما فيه خير لبنان وكندا!
اسرة مجلة ”البحار” تتقدم من القنصل اللبناني في هاليفاكس وديع فارس بأخر التهاني وتتمنى له المزيد من النجاحات. ..
وفي وقت سابق، وفي الرّابع من شهر تشرين الثّاني ألفين واثني عشر، كانت المؤسّسة المارونيّة للإنتشار في مونتريال، قد دعت للإحتفال بذكرى استقلال لبنان حيث قامت بدورها بتكريم قنصل لبنان المهندس وديع فارس لتلقّيه وسام الإستحقاق الكنديّ، وقدّمت له درعًا تكريميًّا في حضور المسؤولين عن المؤسّسة، وممثّلين عن الدّولة الكنديّة بالإضافة الى قناصل لبنان في كندا ووجوه سياسيّة ودينيّة واجتماعيّة وعدد كبير من أبناء الجالية اللبنانيّة.
وإثر عودته من أوتاوا، إكتملت فرحة المهندس وديع فارس، حيث اجتمعت العائلة مع عدد من الأهل والأصدقاء وأبناء جالية هاليفاكس، في منزل شقيق قرينته فيليب عرب وزوجته ماري، الّلذين نظّما سهرة مميّزة للإحتفال على طريقتهم الخاصّة وتقديم التّهاني.
تميّزت السّهرة بجوّ من الدّفء العائليّ الذي وصفه وديع فارس الأب والصّديق بأنّه أساس نجاحه مؤكّدًا أنّه : ” لولا وجود القلوب المحبّة لما كان للأوسمة قيمة، ولولا دعم عائلته وأبناء جاليته، لما كان باستطاعته تحويل حلمه الى حقيقة واعتلاء ارفع المناصب…”
فيا لبنان !!!!… وطن العِظام العِظام!….
من كلّ قلبٍ ينبض باسمك، نعاهدُكَ بأن نزرعك في العالم سلامًا وعزّةً وكرامة!….
فهاك شكرنا نعطّره بريحان وزيزفون وإكليل من جبال الأرز !!!!….
وهاك شكرنا نلفّه بنسائم قمَمِكَ الشّامخة وتواضع أوديتك المقدّسة!….