لطالما أثارت المدن الغارقة وكنوزها الضائعة مخيلة الكتاب وصانعي الأفلام، لكنها بقيت مجرد فكرة تدغدغ العقول في مختلف أنحاء العالم. لكن الفكرة هذه تحولت الى حقيقة مع الإعلان عن إكتشاف مدينة مصرية غارقة.
عمليات البحث امتدت لمئات السنين،لكن فريق من مفتشي الاثار تمكن من العثور على مدينة ” هيرقليون” التي يعود تاريخ إنشائها إلى عهد الفراعنة والتي يُعتقد أنها غرقت في البحر المتوسط، قبل مئات السنين، وتحديداً في القرن الثامن بعد الميلاد.
وقال فاروق حسني وزير الثقافة المصري في مؤتمر صحافي في الاسكندرية ان من أهم المكتشفات ايضا لوحة رائعة من الغرانيت الاسود ارتفاعها 190سم، وتعد من اندر ما عثر عليه بشمال الدلتا عام 1899 في الموقع الذي كان مقرا للتجار الاغريق في العصر الفرعوني، مؤكدا على ضرورة انشاء متحف متخصص للآثار التي يتم انتشالها لانها اصبحت تمثل حجما هائلا، واضاف وزير الثقافة ان الكشف الجديد سيجعل الاسكندرية محور انظار العالم في الفترة القادمة.
وتابع: ان اللوحة التي كشفت بمدينة «هرقليون» منقوش عليها نص مكتوب بالخط الهيروغليفي تبين من دراسته انه يمثل اول قرارات الملك «نفتانبو» الاول (ق.م)، والتي تحدد نسبة العشر من الضرائب المفروضة على انشطة وتجارة الاغريق التي كانت تؤول الى خزانة معبد الالهة «نيت».
وكانت “هرقليون” تُعد، بحسب مختصون في شؤون الأثار، الميناء الرئيسي لمصر في فترة العصور الفرعونية، كما كانت مركزاً للعلم والتجارة والدين، إلى أن غرقت في البحر المتوسط، قبل أكثر من 1200 عام.واكتشفت المدينة على عمق 30 قدماً تحت سطح البحر، وذلك بعد العثور على مجموعة من التماثيل والنقود المعدنية، إضافة إلى آلاف القطع الأثرية الأخرى، التي استقرت في أعماق البحر.
كما تم الكشف عن مجموعة من ادوات الاستخدام اليومي كالاواني والقدور ومجموعة من الحلي الذهبية، خواتم وسلاسل وعملات ذهبية هامة وذلك لان بعضها عملات فينيقية نادرة من الصعب العثور عليها، والعملات الاخرى بطلمية هذا بالاضافة الى العثور على لوحتين حجريتين الاولى طولها 6.1 متر والثانية لوحة تشبه لوحة بالمتحف المصري خاصة بالاسرة 30 بها نص يتضمن تخصيص جزء من المال كضرائب لصالح معبد إله النيل هرقل.
وكانت البعثة الفرنسية ـ المصرية التي تعمل في البحث عن الآثار الغارقة بدأت اكتشافاتها بمجموعة من اسطول نابليون عام 1996، بينما كانت آخر اكتشافاتهم العام الماضي العثور على مدينة مينوتس في قاع البحر المتوسط على مساحة كيلو مترين من شاطئ مدينة أبو قير ايضا.
ويعتقد الخبراء أن عملية انتشال المقتنيات التي تم العثور عليها، ربما تستغرق مائتي عام، فيما يشير آخرون إلى أن الاكتشاف قد يقود إلى العثور على مدن مفقودة أخرى.
وكالات