بدأ مسابير الفضاء الهندية رحلته التي تستغرق 300 يوم نحو كوكب المريخ. وكان المحرك الرئيسي للمسبار قد انطلق لما يربو على 20 دقيقة في وقت سالق الأحد، مانحا إياه التسارع المطلوب الذي يمكّنه من الخروج من مدار الأرض.
ومن المقرر ان تدور المركبة الفضائية الهندية حول المريخ بحلول سبتمبر/ ايلول وسيدخل نجاحها الهند إلى ناد صغير يضم الولايات المتحدة واوروبا وروسيا والتي ارسلت مركبات دارت حول المريخ او نزلت على ارضه. وتواجه المهمة الهندية مانجاليان وتعني سفينة المريخ مزيدا من العقبات قبل الوصول للكوكب الاحمر إذ أن أقل من نصف الرحلات للكوكب كللت بالنجاح.
وعقب الحدث مباشرة قالت وكالة الفضاء الهندية في تغريدة بموقع تويتر على الانترنت “يحمل مانجاليان 1.2 مليار حلم إلى المريخ نتمنى لكم احلاما سعيدة” في إشارة لمواطني الهند ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان. وتدرس الصين وهي منافس متحمس في سباق الفضاء امكانية ارسال رجل إلى القمر في وقت ما بعد عام 2020 وتهدف لانزال أول مسبار صيني على القمر يوم الإثنين.
وسيعمل المسبار الصيني على استكشاف سطح القمر في مهمة تختبر ايضا التكنولوجيا الصينية للاتصال في أعماق الفضاء. وأرسلت الصين مسبارا للمريخ على متن سفينة فضاء روسية فشلت في مغادرة مدار الارض في نوفمبر تشرين الثاني 2011 . وتحطمت المركبة في المجال الجوي وسقط الحطام في المحيط الهادي.
وقال محللون ان المهمة الهندية تستعرض التكنولوجيا الرخيصة في البلاد وتعزز آمال الهند في اقتناص حصة أكبر في سوق الفضاء العالمية وحجمها 304 مليارات دولار وتشمل اطلاق أقمار صناعية لدول اخرى. وقال راجيسواري بيلاي راجاجوبالان الخبير في أمن الفضاء في مؤسسة اوبزرفر ريسيرش البحثية في نيودلهي “الهند جذابة للعملاء بفضل التقنية الفعالة من حيث التكلفة.”
وبلغت تكلفة الرحلة الهندية للمريخ 4.5 مليار روبية (73 مليون دولار) اي انها تزيد قليلا عن عشرة بالمئة من تكلفة احدث مهمة لادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) للمريخ والتي اطلقت في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وأكمل المسبار الهندي ست دورات حول الارض قبل انطلاقته يوم الاحد خارج مدار الكرة الارضية متجها الى المريخ. وينبغي أن تجري وكالة الفضاء الهندية بعض التصحيحات في منتصف الرحلة لابقاء المسبار في مساره. والتحدي الكبير التالي هو الدخول في مدار حول المريخ العام المقبل وهي خطوة فشل فيها مسبار ياباني عام 2003 بعد تعرضه لاعطال كهربائية لدى اقترابه من الكوكب.
ويعتزم المسبار الهندي دراسة سطح المريخ وتركيبه المعدني بالاضافة الى البحث في الغلاف الجوي عن غاز الميثان الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالحياة على الارض. ولم يعثر المسبار الامريكي كيوريوسيتي على كميات كبيرة من الغاز.
وكالات