جال رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في منطقة النبطية، الأحد، وسط إجراءات أمنية مشددة للجيش والقوى الأمنية. بدوره رحب رئيس مجلس النواب نبيه بري بزيارة الوزير جبران باسيل للجنوب، وقال لـصحيفة«اللواء»: اهلا وسهلا به في الجنوب، لا توجد اية مشكلة.
بداية جولة يوم الأحد، كانت من مكتب التيار في بلدة حبوش، حيث التقى باسيل منسق هيئة قضاء النبطية الدكتور خالد مكي وأعضاء المنسقية، ثم انتقل بعدها، إلى بلدة كفروة، حيث قدم التعازي لعائلة نهرا، التي فقدت منذ يومين، في حادث سير أليم ابنها نديم نهرا وكريمته كريستين، ومنها توجه إلى بلدة الكفور، فزار بداية منزل الدركي علي سعد، بغرض التعزية، لينتقل بعدها إلى ساحة الكنيسة في وسط البلدة، حيث استقبل بنثر الأرز والورود وترجل مصافحا مستقبليه.
وأقيم احتفال بالمناسبة، تحدث فيه إلهام سركيس سمعان، خوري البلدة الأب يوسف سمعان، الشيخ ياسر فقيه، كريم ميلان باسم هيئة الكفور في التيار وتوفيق صفا باسم البلدية.
باسيل
وألقى باسيل كلمة، استهلها بالقول: “مساء الخير جميعا، أهلنا في التيار الوطني وفي الكفور، الحقيقة لا يستطيع الإنسان أن يكون هنا تحت الهلال والصليب، من دون أن يتكلم عن معنى هذا التلاقي، الذي تعيشونه بشكل طبيعي، أنتم في هذه البلدة، وهو صورة عن لبنان المعاش، فالموجود هنا ليس مأمولا، إنما حقيقي ومعاش، الجامع والكنيسة، ليس اليوم بنيا بالقرب من بعضهما، كما أن أهالي الكفور، ليس اليوم يعيشون مع بعضهم، إنهم تربوا هكذا، وعاشوا هكذا، ومعنى أن جدة العماد عون، هي من هذه البلدة، وهو ما يفسر الكثير من تربيتنا الوطنية، ونحن أولاد مدرسة أسسها العماد عون على الوطنية وعلى فهمه وتربيته للبنان، أن نتعانق ونعيش مع بعضنا”.
أضاف: “أنتم تعرفون، أن الأم تنقل كل شيء في تربيتها، وهي التي تعلم ابنها، والعماد عون يخبر أن أمه علمته تجنب العيب والحرام، وهي أهم تربية تبدأ مع الشخص في بيته وحياته، ونحن انتقلت لنا هكذا على التيار الوطني الحر، لذلك اليوم الجامع والكنيسة يتعانقان مع بعضهما، كما أهل الكفور، يعيشون مع بعضهم، كما نحن في التيار الوطني الحر المسلم والمسيحي متعانقان مع بعضهم في حياتهم الحزبية الواحدة، ويعممونها على الحياة الوطنية أكثر وأكثر، هذا التعانق عشناه نحن وحزب الله منذ سنة 2006 إلى اليوم”، آملا أن يمتد إلى “الثنائي “حزب الله” وحركة “أمل” لكي نعيش التفاهم بمعناه الأوسع ، كما شاهدنا الأعلام متعانقة مع بعضها على العامود، إن شاء الله تتعانق الناس مع بعضها على الارض بشكل كامل، وهذا هو أماننا ومرتجانا لاننا هكذا نرى لبنان، والتيار “الوطني الحر” يأمل إنجاز تفاهمات على مستوى الوطن ككل، لكي لا يبقى أحد خارجها، لأنه ليس ضروريا أن يحل علم مكان علم، لكن العلمان الى جانب بعضهما، ويأتي العلم اللبناني أكبر منهم وأعلى منهم أيضا وفوق الكل”.
وختم “في هذا البلد مش ضروري حدا يشيل الثاني ليجلس محله، وهناك محل للكل وكلنا نتسع الى جانب بعضنا البعض، وعندما نتكلم عن لبنان الكبير إنما نعني لبنان الذي يتسع للكل، وعندما نقول إننا لا نستطيع أن نرى لبنان صغيرا أو مقسما، خبروني كيف يتقسم لبنان الكبير؟، فإذا كانت بلدتكم تتقسم فلبنان يتقسم، فسروا لي هنا، كيف تتقسم الكفور بين بيت وبيت وبين شارع وشارع؟، وعندما نعلم أن هذا الامر مستحيل نفهم أن لبنان مستحيل أن يتقسم، وهذه هي إرادتنا الاساسية وهذه قيمة التيار الوطني الحر الذي لا يعيش فقط، رفض التقسيم، إنما يعيش الوحدة الوطنية التي تتجلى في داخله وفي التفاهمات التي يقيمها، والتي هي نصرنا الحقيقي وهي التي أنجزت الانتصار في العام 2006، وهي تمنع أي عدو من أن يمد يده على بلدنا، لانه بوحدتنا ننتصر عليه، هذا معنى حياتنا المشتركة وهذه قيمتها، علينا أن نعيشها بكل حقيقتها وعلينا تعميمها، وهذا هو تيارنا وهذه هي وطنيتنا”.
وتسلم باسيل في الختام درعا تقديرية، كما جرى توزيع الدروع على الخطباء، من قبل هيئة التيار في الكفور.
زار جديدة مرجعيون والقليعة
وكان باسيل قد إستهل جولته الجنوبية من بلدة جديدة مرجعيون، حيث وصل الى البلدة على رأس وفد كبير وبمواكبة أمنية مشددة، وكان في استقباله مناصرو التيار ومحازبوه، وعقد لقاء مغلقا مع هيئة ومجلس القضاء في منسقية حاصبيا مرجعيون في التيار.
ثم انتقل الجميع للمشاركة في القداس الإلهي في كنيسة مار جرجس في القليعة الذي ترأسه المونسنيور منصور الحكيم وعاونه الاب انطونيوس فرح، بحضور ممثل الوزير طلال ارسلان وسام شروف، النائبين سليم عون وسليم خوري، الوزير السابق طارق الخطيب، قائمقام حاصبيا احمد كريدي ورئيس بلدية القليعة حنا الخوري.
وبعد القداس توجه الوزير باسيل والحضور الى قاعة مار يوسف في البلدة حيث عقد لقاء مع الاهالي والمحازبين والمناصرين من أقضية حاصبيا ومرجعيون وجزين.
دعيبس
بداية ألقى الدكتور يوسف دعيبس كلمة باسم أهالي القليعة مرحبا بالوزير في “قلعة الابطال قرية ال200 شهيد وبلدة القديس جاورجيوس البطل الشجاع شفيعها القائد،
قائلا: “تميزت القليعة على مدى التاريخ بتنوع انتماءاتها السياسية، لكننا نعلم يقين العلم أننا لبعضنا البعض وهدفنا واحد وهمنا واحد وهو ان نكون يدا واحدة في مواجهة كافة الازمات وان تعم هذه الثقافة كل الوط ، ونحن مرتاحون جدا بتبني التيار هذا المفهوم”.
ثم عدد المشاكل التي يعاني منها اهالي المنطقة بشكل عام وبلدة القليعة بشكل خاص
مسعود
ثم كانت كلمة لمنسق التيار الوطني الحر في مرجعيون وحاصبيا ايلي مسعود، شكر فيها الوزير على اهتمامه بحقوق المسيحيين وبشؤون المنطقة مطالبا بازالة مخيم مرج الخوخ للنازحين السوريين في خراج ابل السقي قضاء مرجعيون.
باسيل
بعدها ألقى الوزير باسيل كلمة تطرق فيها الى عودة اللبنانيين الموجودين داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة ضمن قانون، مشيرا الى “حقهم بالعودة الى وطنهم، وان وزير العدل ألبرت سرحان سيتقدم بمشروع مرسوم لوضع آلية تطبيق للقانون الذي يساعد على عودة المبعدين وعلى بدء مسيرة العودة”، مؤكدا أننا “ملتزمون بهذه القضية كالتزامنا بالسيادة وسنعمل على هذا القانون كما عملنا للمبعدين في السويد حتى يبقوا هناك لأن السويد دورة اوروبية وعملنا بحسب واجبنا ولم نقبل ان يعودوا الى لبنان”، آملا أن “نستطيع ردهم في ظروف أفضل ولا يخسروا كل ما بنوه في حين انه يجب العمل على اعادة المبعدين الى وطنهم”.
واكد انتصار لبنان على اسرائيل قائلا: ” لقد انتصرنا سياسيا وعسكريا ولكن لم ننتصر اقتصاديا وواجب علينا ان نؤمن المقاومة الاقتصادية”، مشيرا الى “اننا بوزارة الخارجية بدأنا بالاهتمام كيف سنصدر الانتاج اللبناني ومنه الزيت والزيتون الى الخارج”.
وتناول موضوع الزراعة في المنطقة والسعي لتصدير الانتاج من قبل الدولة الذي يساعد في تمسك الاهالي بأرضهم ووطنهم، مؤيدا المطالبة بازالة مخيم مرج الخوخ للنازحين السوريين بسبب الضرر البيئي وما يسببه من ضغط اجتماعي في المنطقة.
واختتم بالتطرق الى موضوع الدولة المدنية، لافتا الى أننا “نتحدث عن هذا الموضوع بقناعة وعبره يستطيع المواطنون أن يأخذوا حقوقهم”، مشددا على “أنه المشروع الذي يساعدنا على الوصول الى لبنان الذي نحلم به والى ذلك الحين يجب ان نعيش المساواة بين المسلمين والمسيحيين تحت سقف الدستور”.
وفي نهاية اللقاء قدم له المحازبون درعا تقديرية وشتلة زيتون. بعدها غادر الوزير باسيل منطقة مرجعيون متوجها الى بنت جبيل.
عين ابل ودبل
كما زار حرش الصنوبر في بلدة عين ابل و كان في استقباله رئيس أساقفة صور للموارنة المطران شكر الله نبيل الحاج، رئيس البلدية عماد اللوس، حشد من مناصري التيار ومحازبيه وفاعليات بلدية، اختيارية واجتماعية.
وأقيم احتفال استقبالي ثم ألقى باسيل كلمة حيا فيها “اللقاء المميز” وذكر بمعاناة الاهالي إبان حرب تموز 2006، وقال: “في هذه المناسبة اذ نتذكر الدموية والدمار ولكن كان في المقابل عنفوان وتضامن وطني، ونذكر الماضي لنعيش الأمل معا في نسيج من التلاقي والوحدة”.
وقال: “خلال جولتي لمست الكثير من المشاريع المخطط لاقامتها لمستقبل آمن ومزدهر وهذا ما يزيدنا طمأنينة للمستقبل”.وتوجه إلى الأهالي قائلا: “سنبقى نلتقي معكم دائما ولقاءاتنا ستكون طبيعية كما انتم لكي نعزز كل المجالات الزراعية والاقتصادية وغيرها لكي تبقوا في هذه المنطقة”
وختم باسيل: “ان كل باب يستقبلنا في الجنوب هو بوابة لنا، ولنا الفخر أن ندخل من أصغر باب في الجنوب ومن أفقر ناس في الجنوب فتحية لكل الجنوب وتحية لكم”.
وانتقل الوزير باسيل والوفد المرافق من بلدة عين ابل إلى بلدة دبل حيث كان في استقباله وفود شعبية وفاعليات البلدة وأقيمت بعد حفل الاستقبال صلاة عند مزار السيدة العذراء.
باسيل في ضيافة ابراهيم في كوثرية السياد
أمضى وزير الخارجية جبران باسيل ليلته في ضيافة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في بلدة كوثرية السياد في الجنوب. ونشرت “الوكالة الوطنية” صورة تجمع باسيل واللواء إبراهيم وهما يتناولان وجبة الفطور سوياً.