أقام القنصل اللبناني في ساحل العاج جو الترك حفل استقبال على شرف غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي شارك فيه ممثل عن وزارة الخارجية وعدد من الفعاليات الرسمية السياسية والدينية والدبلوماسية والاجتماعية وحشد من ابناء الجالية اللبنانية.
وخلال اللقاء وجه غبطته تحية تقدير وشكر لهذا البلد ومسؤوليه على كل ما يقدمونه لابنائنا الذين نفتخر بإنجازاتهم أينما حلوا ومشاركتهم في نمو وتطوير البلدان التي تستقبلهم
وقال غبطته:”نحن في المحطة الرابعة من زيارتنا الراعوية الى ابرشيتنا في إفريقيا الغربية والوسطى ومن هذا البيت اللبناني الايفواري أوجه تحية الى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واعبر عن أسفنا للحرائق التي تلتهم ما تبقى من لبنان الأخضر ونشكر الله على ان القوى اللبنانية وقوى الدول الصديقة استطاعت ان تخمد النيران تقريبا واستجاب الله صلوات المؤمنين فهطل المطر ليساعد على اخماد هذه الحرائق.
أضاف :”كثيرون طلبوا مني توجيه نداء الى اللبنانيين المنتشرين للمساعدة على اعادة تشجير لبنان وهذه مبادرة رائعة إذا تم فيها التكاتف لإعادة جمال الاخضرار لبلدنا الحبيب.
لكن وللأسف الشديد وبأسى كبير أقول ان لبنان اليوم يعيش حريقا سياسيا وحريقا اقتصاديا وحريقا اجتماعيًا. وابلغت الان ان الحرائق النارية باتت تقريبا تحت السيطرة بانتظار التغلب عليها ولكننا نتأمل ان يتمكن اللبنانيون من اخماد الحريق السياسي اي حريق الخلافات والنزاعات والإساءات المتبادلة والرشق بسهام الاتهامات فيما البلد يحترق اقتصاديا وماليا
نحن نود من لقائنا الليلة ان نحمل لبنان في قلبنا وصلاتنا. التقيت امس واليوم بشخصيات ومجموعات لبنانية عبرت عن الهم الكبير بشأن لبنان فهم في بلدان الانتشار يعيشون بكرامة ويحفزون قدراتهم وهنا لا بد من شكر ساحل العاج الذي أعطى جاليتنا منذ مئة سنة هذه الإمكانيات
وتابع غبطته:لقد رأيت في عيون ابنائنا في خلال لقائي بهم دمعة على الوطن. هذه الدمعة يجب ان تمسح بتغيير جذري للإداء السياسي في لبنان.لماذا يمكنكم تحقيق ذواتكم وتحفيز مهاراتكم في بلدان مضيفة وأنتم مميزون كل في قطاعه ؟
تحققون هذا بسبب وجود دولة تحترم الإنسان والمواطن وتحترم القانون والدستور وتعطي الفرصة لكل إنسان ليحقق ذاته وهذا ما نحن نطالب به معكم اليوم من هذا البيت اللبناني لنقول للسياسيين في لبنان لا يحق لكم عدم بناء دولة لائقة لهذا الشعب الذي يحمل راية لبنان في جميع بلدان العالم
وتابع :سمعتكم ترددون أنكم لا تشعرون بوجود دولة تدعمكم أو وطن يدعمكم. ارفع معكم اليوم هذا الصوت ونقول لا يجوز ان يستمر هذا النوع من الممارسة السياسية الخاطئة في كل مراميها التي أوصلت البلاد الى ما وصلت اليه
نحن هنا نشكر جمهورية شاطىء العاج التي استقبلت شعبنا ونجدد ثقتنا بلبنان وتكاتفنا من اجله ونعمل سوية ليتعافى، وهو يجب ان يتعافى لانه قادر ان يتعافى بهمة كل الذين ان نادتهم الدولة قالوا لبيك يا لبنان.
وكان القنصل الترك قد رحب بغبطته والوفد المرافق لافتا الى ان الجالية اللبنانية في ساحل العاج تحمل منذ زمن طويل شعار غبطة البطريرك شركة ومحبة وتعمل به وهذا سر نجاحها بعيدا عن اي انتماء سياسي أو مذهبي أو طائفي. وأشار الترك الى تقدير ومحبة ابناء الجالية لرسول السلام البطريرك الراعي الذي يحمل هم اللبنانيين من دون تفرقة أو تمييز.