Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

تعليق العمل في تلفزيون المستقبل: الإعلاميون واللبنانيون يتفاعلون

بعيداً عن كل ما له علاقة بالسياسة، وسواء كان الفرد يؤيد أو يعارض سياسة تلفزيون المستقبل فإن تعليق العمل في هذه المؤسسة التلفزيونية هو يوم حزين للإعلام اللبناني وهو يأتي في سلسلة المشاكل المادية الكبيرة التي تعاني منها المؤسسات الإعلامية في لبنان والتي أدت الى إغلاق عدد من الصحف على رأسها صحيفة السفير. 

في العام ١٩٩٣ إنطلق تلفزيون المستقبل والذي أحدث ثورة في عالم البرامج اللبنانية، فوجد اللبنانيون أنفسهم أمام صيغة جديدة مسلية وممتعة من برامج صباحية في عالم الصباح ومسائية وغنائية ورياضية وثقافية. فرض التلفزيون نفسه خلال مدة قصيرة وكان المحطة المفضلة للغالبية الساحقة على إختلاف طوائفهم وتواجهاتهم وذلك لانه قدم كل ما هو جديد. 

لكن المستقبل تجمد في فترة معينة وتوقف عن تقديم الجديد وبات يكرر نفسه. التحول الأكبر بدأ مع إغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، وبات المستقبل، حاله حال محطات إعلامية عديدة أخرى في لبنان، يعتمد سياسة جعلت الذين لا يؤيدون سياسته يهجرونه لشاشات أخرى.  

المأزق المالي الذي يعاني منه المستقبل بدأ منذ سنوات وخيل للبعض بأنه سينتهي عند إفقال جريدة المستقبل ولكن ما كان يتم التخوف منه حصل. 

الحريري يعلق العمل في تلفزيون المستقبل 

أصدر رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بيانا رسميا، أعلن من خلاله تعليق العمل في تلفزيون المستقبل وتصفية حقوق العاملين والعاملات فيه لأسباب مادية  بعد 26 عاماً من تأسيسه.

وقال الحريري في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي: “يعز علَّي أن أعلن اليوم قراراً بتعليق العمل في “تلفزيون المستقبل” وتصفية حقوق العاملين والعاملات ، للأسباب المادية ذاتها التي أدت الى اقفال جريدة “المستقبل”.

وأضاف: “القرار ليس سهلاً علَّي وعلى جمهور تيار المستقبل ، ولا على جيل المؤسسين والعاملين والعاملات وملايين المشاهدين اللبنانيين والعرب ، ممن واكبوا المحطة لأكثر من ربع قرن وشهدوا لتجربة اعلامية مميزة كرست الجهد والامكانات والكفاءات لخدمة لبنان والقضايا العربية. “

وجاء بيان الحريري بعد ساعات قليلة من تسلّم الموظفين مذكرة أصدرها مدير عام القناة رمزي جبيلي، تُعلن عن إعادة هيكلة التلفزيون وصرف موظفين، من دون إعطاء الكثير من التفاصيل.

واستمرّت الأزمة التي دفع ثمنها الموظفون لحوالى عامين، تخلّلتها احتجاجات وإضرابات. وكان العاملون في المحطة قد بدأوا إضراباً في 30 يوليو/تموز الماضي، فامتنعوا عن تحضير وتقديم نشرات الأخبار، ثم لحق بهم قسم البرامج، لتكتفي قناة “المستقبل” ببث الحلقات المعادة والبرامج القديمة، وذلك بسبب تأخّر الإدارة عن دفع مستحقاتهم المجتزأة.

إعلاميون ولبنانيون يتفاعلون 

تحول وسم تلفزيون المستقبل ليكون الأكثر تداولاً في لبنان. وبطبيعة الحال التغريدات هناك تنقسم بين من وجد في الحدث مناسبة للشماتة وبين متعاطفين. 

وتوالت التعليقات من جانب الإعلاميين اللبنانيين عبروا من خلالها عن حزنهم لإغلاق التلفزيون الذي سيشكل خسارة للإعلام الللبناني من وجهة نظرهم.

فكتب  مارسيل غانم “تحية تضامن مع كل الزملاء في تلفزيون المستقبل وتحية كبرى لسعد الحريري الحزين بدوره على طي صفحة اعرف جيدا كم كانت عزيزة على قلب رفيق الحريري وعلى الاسرة . على امل اللقاء في حلة جديدة : وضمن الثوابت التى عشناها مع المستقبل : خدمة العيش المشترك والحوار والحداثة والسيادة “.

كما علقت جيسيكا عازار: “تحية للزملاء في تلفزيون المستقبل، مؤسف أن يخسر الإعلام اللبناني هذه المحطة التلفزيونية الوطنية العريقة. وتحية للرئيس سعد الحريري الذي حاول جاهدا إنقاذَها.”

من جانبها علقت الإعلامية نيكول حجل: “عام 2003 تم استهداف تلفزيون المستقبل بصواريخ.. ولم ينالوا منه.. 7 أيار  2008 تم الهجوم على تلفزيون المستقبل وحاولوا اغلاقه بالقوة.. ولم ينالوا منه.. محزن جدا اليوم خبر تعليق الرئيس الحريري العمل في تلفزيون المستقبل . قلبنا مع كل موظف أعطى عمره وضحّى، وبات اليوم بلا وظيفة”.

كما ودعت الاعلامية لاريسا عون “المستقبل” قائلة: “تلفزيون المستقبل وداعا . أحزنني الخبر رغم انه الحل الأفضل لإنهاء المعاناة المستمرة للموظفين منذ سنوات .حزنت لان التلفزيون احتضنني قبل ٢٠ عاما بعد تخرجي من كلية الاعلام وأمضيت سنوات رائعة في مقره عالروشة آنذاك، بين مجموعة من الإعلاميين المميزين .عزيزة جدا هذه التجربة على قلبي !”

وودّعت ديانا مقلّد التلفزيون في منشور طويل، قائلةً: “26 عاماً في تلفزيون المستقبل… في السنوات الأخيرة ومع العثرات المادية والمهنية المتعددة، حاولتُ خطّ مسار مهني منفصل وخاص بي قادني في العام 2017 للمشاركة في تأسيس موقع “درج”… أكثر من نصف عمري أمضيته في القناة، عايشتُ صعودها وعانيتُ مرارة انكسارها، وعبر عملي فيها أتيح لي اختبار مساحاتٍ واسعة من العمل المهني والسياسي والشخصي”.

وأضافت: “أقول جازمة ورغم كل ما أصاب “المستقبل”، والتي تودعنا اليوم، إنني لم أكن لأتخيل نفسي أعملُ في قناةٍ لبنانيةٍ محلية أو حتى عربية أخرى. كان كثر يحاولون الغمز بأنهم أكثر “جرأة” وأكثر “مهنية”، لكن أحداً منهم لم يكن لديه التنوع (والرحابة) الذي كانه “المستقبل”. وختمت: “لن أخوض في الذكريات أو الأسماء فهي أكثر وأثمن من تعدادها في خاطرة فايسبوك، ويكفيني أنني حين لملمتُ حاجياتي من مكتبي في الأخبار شعرتُ بأنني لم أكن أجمع صوراً وأوراقاً قدر ما كنت أرثي قناة أحببتها وأكنّ للقيمين عليها الكثير… مهما كان الاختلاف السياسي حالياً، ستبقى “المستقبل” جزءاً مني ومن هويتي…”.

كتب المراسل سلمان العنداري: “أتذكر عندما بدأت رياح الأزمة تعصف بشكل زاحف إلى المؤسسة، وبعيدا عن أصحاب الرواتب الخيالية والمستشارين وكبار الموظفين، أنا وزملائي عشنا معا أحلك الأيام وصبرنا وتماسكنا وزدنا قناعة بأن هذه الدوامة ستنتهي يوما وهذا المركب لن يغرق”، مضيفاً: “تلاحمنا واتحدنا وعملنا بعصامية قل نظيرها. باعتبار أن هذه الشاشة جزء منا ومن يومياتنا وذاكرتنا الجماعية.. هذه الشاشة التي لم تفرق يوما في الطوائف والمذاهب والانتماءات أسدلت الستار على عرضها الأخير اليوم، الشاشة التي حاولوا إسكاتها وتفجيرها وحرقها مرات عدة”.وتابع: “هذه الشاشة التي نشرت الفرح وحلقت في المراتب الأولى وقعت في مرصاد الأزمات وتراجعت وسقطت.. لتلفزيون المستقبل كل الحب وكل الحب للزملاء والأصدقاء والعصاميين من مراسلين ومصورين وسائقين على أمل الحصول على مستحقاتكم كاملة والاستمرار والنهوض من الأزمات التي راكمتها الأزمة عليكم”.

وغرّدت رزان المغربي: “تلفزيون المستقبل… حياة تاريخ نهج ومستقبل… أنا وفية للذكريات والأصدقاء والنجاحات والفرصة اللي لولاها أنا ما كنت هون اليوم… مين فات قديمه تاه… وعالأصل دور… ولعيونك”.

كتبت يمنى شرّي: “عشر سنوات عمل في تلفزيون المستقبل صنعت منّي كلّ ما أنا عليه اليوم في عالم الإعلام. هو المؤسسة الإعلامية/البيت، هو الوطن/الحلم وسوا ربينا على المحبة والإبداع والإنتاج والطموح والنجومية والتميّز، يوم كان للإعلام والتنافس الإعلامي قيمة. ذاك الوطن الذي حلمت به أنا وأنتم…”.

المصدر: ١٢ 

Leave a comment

0.0/5

Go to Top

تعليق العمل في تلفزيون المستقبل: الإعلاميون واللبنانيون يتفاعلون