تدأب وسائل الإعلام منذ أسابيع على الحديث عن لقاحات تجريبية لفيروس الإيبولا، سبقها قبل مدة قصيرة مطالبة احد العلماء بإستخدام لقاحات تجريبية على مرضى الإيبولا في افريقيا. ولو كانت الحالة في اي دولة اخرى لخرجت مجموعات لا تعد ولا تحصى تتحدث عن اخلاقيات تجربة ادوية لم يتم اختبارها على البشر، لكن بما ان المصابة هي أفريقيا بفقرها وقلة حيلتها فان الفكرة بدأت تجد طريقها بسهولة خيالية.
البعض يقول بان المصاب بفيروس الإيبولا لا خيار له فعلا، فنسبة تعافيه منخفضة جدا وهو ميت اصلا ( الى حد ما) وعليه فان خيار تجربة دواء جديد لم توافق عليه اي منظمة طبية لا يبدو خيارا سيئا خصوصا وان المرض ما زال يتفشى بشكل كبير ويحصد الارواح.
في المقابل يرى البعض الاخر انه لو صرفت الجهود هذه والاموال على الية «فعلية» لحصر المرض ومنع تفشيه لكانت الاحوال افضل مما هي عليه اليوم. لكن الحق يقال ان تطبيق اي اليات في افريقيا يواجه عقبات كبيرة في ظل انتشار المعتقدات التي تفضل الاساليب القبلية والمداوت بالصلاة والتضرع للارواح على الادوية.
لكن رغم كل النقاط الايجابية والسلبية يبقى اختبار ادوية على البشر من اكثر النقاط التي لطالما اثارت الجدل وحفيظة المجموعات المعنية بهذه الامور، والتي لم نسمع لها صوتا تاركة الساحة مفتوحة للاعلام ولبيانات شركات الادوية والمسؤولين الذي يلعبون أدوارا موزعة بين الرافض والمؤيد لتتحول فكرة تجربة اللقاحات مقبولة لدى الرأي العام العالمي.
معامل اميركا متأهبة
أعلنت المنشآت الأميركية الثلاث التي أنشأتها الولايات المتحدة لعمل لقاحات وعلاجات بصورة سريعة لمواجهة أي تهديد كبير للصحة العامة أنها على أهبة الاستعداد لمساندة جهود الحكومة لزيادة علاج الإيبولا. وأنشأت وزارة الصحة والخدمات الانسانية المنشآت الثلاث بالشراكة مع القطاع الخاص للاستجابة للأوبئة أو التهديدات الكيماوية أو البيولوجية أو الإشعاعية أو النووية.
وتتمتع المنشآت الثلاث بخبرة لتحويل خطوط الانتاج بسرعة لتصنيع -على سبيل المثال – لقاح الجدري إذا ما عاود هذا المرض الظهور مرة أخرى أو مصل الجمرة الخبيثة ومركبات أخرى تنقذ الحياة في مواجهة حالات التفشي الطبيعي للأمراض والإرهاب البيولوجي.
وبدأت وكالات الصحة العالمية دراسة ما إذا كانت ستقوم بتصنيع أدوية تجريبية تم تجريب معظمها على القردة لاتاحتها للمرضى في دول غرب أفريقيا التي تعاني من أسوأ تفشي للإيبولا في التاريخ. وأكد المسؤولون الأميركيين مرارا على أهمية اتخاذ تدابير الصحة العامة مثل أخذ الأمصال لوقف انتشار الإيبولا.
غينيا تغلق حدودها وكندا تتأهب
وأعلنت غينيا إغلاق حدودها مع سيراليون وليبيريا في محاولة لوقف تفشي فيروس ايبولا المميت الذي أودى بحياة نحو ألف شخص في الدول الثلاث هذا العام. وقالت السلطات إن 367 شخصا على الأقل لاقوا حتفهم في غينيا بسبب الفيروس منذ مارس/ آذار في حين يعالج 18 شخصا آخرين في البلاد لكن القرار اتخذ اساسا لتجنب عبور الأشخاص المصابين إلى البلاد.
وقال وزير الصحة في غينيا ريمي لاما في مؤتمر صحفي “أغلقنا الحدود مؤقتا بين غينيا وسيراليون بسبب الأنباء التي تلقيناها من هناك مؤخرا” مشيرا إلى أن غينيا أغلقت حدودها مع ليبيريا.
وقال وزير التعاون الدولي الغيني مصطفى قطب سانو إن هذه الاجراءات اتخذت بالتشاور مع البلدين الجارين. واصبحت نيجيريا ثالث دولة افريقية بعد سيراليون وليبيريا تعلن حالة الطواريء يوم الجمعة في الوقت الذي تكافح فيه نظم الرعاية الصحية في المنطقة للتعامل مع تفشي واحد من أشد الأمراض المعروفة فتكا.
من جهتها قالت وزارة الصحة في أونتاريو بكندا إن نتائج فحوص أجريت على مريض يتلقى العلاج في مستشفى بمنطقة تورنتو للاشتباه في اصابته بفيروس الإيبولا ستظهر في غضون 24 ساعة. وأرسلت عينات المريض الذي انتقل من نيجيريا إلى كندا في الآونة الأخيرة للمعمل الوطني لعلم الفيروسات في وينيبج. وقالت الوزارة في بيان “المريض معزول حاليا ويتلقى علاجا من الحمى وأعراض أخرى تشبه الانفلونزا.”
وفي السعودية قالت وزارة الصحة ان نتائج الفحوص الأولية لعينات من متوفى سعودي كان يشتبه اصابته بفيروس إيبولا جاءت سلبية. وتوفي الرجل يوم الأربعاء بعد عودته من رحلة عمل إلى سيراليون وظهرت عليه أعراض مشابهة للمصابين بفيروس إيبولا.
وأضافت الوزارة في بيان إنها تنتظر نتائج المزيد من الفحوصات التي تجريها مختبرات في الولايات المتحدة وألمانيا والمقرر وصولها خلال ايام.
البحار نت – وكالات
إقرأ أيضا: الصحة العالمية تعلن الطوارىء وواشنطن تعلن عن علاج تجريبي للإيبولا