غريب أمر بعض مكاتب الجالية اللبنانية في بلاد الاغتراب، إذ نرى مسؤوليها يتهافتون على المؤتمرات والنشاطات التي تلمّع صورتهم الشخصية، غير أنهم يتوارون، أو بالأحرى يتهرّبون من مسؤولياتهم عندما يستدعي الأمر.
في كينشاسا عاصمة (الكونغو) جالية تضم بضعة آلاف من رجال الأعمال والمغتربين، لكنها تعاني من شلل في كل ما يخصّها، فلا مقر ولا مرجعية ولا لقاءات تجمع ما تفرقه الأنانيات، بل حتى لا مكان للقاء أبناء هذه الجالية من أجل التشاور في أمورهم والمصاعب التي تواجههم.
أما القيمون على مكتب الجالية، فحدث ولا حرج، فأبوابهم موصودة في وجه المقيمين والوافدين الجدد، وأبناء الدولة المضيفة، وكل همهم الانصراف الى أعمالهم الخاصة والخاصة فقط، كأن رئاسة الجالية مجرد منصب فخري لا يسمن ولا يغنيها من مساءلة، فهي متروكة للأقدار.