إعتبارًا من الأول من ديسمبر/كانون الأول، وضعت فيجي سياسة سفر خالية من الحجر الصحي للترحيب بالسائحين الملقحين من البلدان في جميع أنحاء العالم.
فعندما أجبر فيروس كورونا فيجي على إغلاق حدودها في مارس/آذار 2020، كان التأثير مدمرًا على الفور لاقتصاد تلك الدولة التي تتكون من مجموعة من الجزر. ففي بلد تمثل فيه صناعة السياحة 38 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي ويعمل بها أكثر من 13 في المئة من إجمالي السكان، كان الإغلاق يعني تسريح العمال والإفلاس وإغلاق شركات بشكل دائم.
تقول ليبا ديجيتاكي، مديرة برامج بشركة “روستيك باثويز”، “لقد كان وقتًا عصيبًا وشاقًا للجميع. الشيء الوحيد الذي أشعر بالامتنان لكوني مواطنة من فيجي عاشت في فيجي أثناء الوباء هو الأرض والبحر. فقد عاش أجدادنا على الأرض والبحر بشكل مستدام لسنوات عديدة قبل وصول البضائع الغربية وإدخالها من قبل الأجانب”.
وبحلول الوقت الذي وصلت فيه الموجة الثانية من حالات الإصابة بالفيروس إلى الجزيرة، كان العديد من السكان قد زرعوا الحدائق، وبدأت القرى والمجتمعات المحلية في استخدام أنظمة المقايضة، مع ظهور منصات ومجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي تساعد الناس في مقايضة المحاصيل والمأكولات البحرية بسلع من المتاجر، مثل الدقيق والسكر والأرز والملابس.
ولحسن الحظ، أدى وصول اللقاحات إلى “تغيير قواعد اللعبة”، كما تقول ديجيتاكي، إذ جعلت الدولة التطعيم أمرًا إلزاميًا للذهاب إلى العمل أو السفر أو دخول المتاجر والمطاعم. ونتيجة لذلك، تضاءلت حالات الإصابة بالفيروس بشكل كبير.

يقول برينت هيل، الرئيس التنفيذي لشركة “فيجي للسياحة”: “أكثر من 91 في المئة من السكان البالغين لدينا، بما في ذلك رواد السياحة، حصلوا على جرعتين من اللقاح ضد فيروس كورونا. إنه إنجاز رائع “.
إن النجاح الهائل في التطعيم قد مكّن البلاد من إعادة فتح حدودها أخيرًا، بعد فترة طويلة امتدت لـ 20 شهرًا. واعتبارًا من الأول من ديسمبر/كانون الأول، وضعت فيجي سياسة سفر خالية من الحجر الصحي للمسافرين الذين جرى تطعيمهم من “البلدان الشريكة في السفر”، وهي البلدان التي شهدت نسبة عالية من التطعيم وانخفاض معدل الإصابات.
وعلى الرغم من أن الطريق لن يكون سهلاً خلال المرحلة المقبلة، تأمل ديجيتاكي ومقيمون آخرون في فيجي أن تعود الحياة إلى طبيعتها في البلاد، حتى لو أصبح الأمر مختلفًا قليلاً عن ذي قبل.
قول ديديتاكي: “من المضحك أن أقول ذلك، لكننا اعتدنا الآن على ارتداء الأقنعة وبطاقات التطعيم كنوع من تحديد الهوية والتباعد الاجتماعي”.
وعلى الرغم من أن جزر فيجي، البالغ عددها 333 جزيرة، تنتج أقل من واحد في المئة من انبعاثات الكربون في العالم، فإنها من أكثر الجزر المهددة بارتفاع درجات الحرارة العالمية.
وتعد فيجي من بين البلدان التي تطالب دائما بأهمية معالجة قضايا المناخ على مستوى العالم، لكنها تركز أيضًا على مبادرات الاستدامة وتضعها في صدارة أولوياتها، لا سيما في مجال صناعة السياحة فيها.
وتجمع منظمة “دوافاتا” شركات السياحة التي تفكر في إنشاء عروض للزوار تحافظ على البيئة وتدمج التراث الثقافي والمجتمعات، مع توفير الإرشاد للجيل القادم من قادة الاستدامة.
ويمكن للزوار أيضًا اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن مكان إقامتهم على الجزر. وتوصي ديجيتاكي بالمنتجعات التي يوجد بها إما عالم أحياء بحرية أو مسؤول بيئي أو لديها برنامج واضح للاستدامة والبيئة.
وهناك منتجع “ناموسي إيكو ريتريت”، الذي تملكه فيجي وتديره بنسبة 100 في المئة، ويمنح الزائرين فرصة تناول الطعام المحلي والنوم في أكواخ فيجي التقليدية بجوار نهر لوفا – كل ذلك بدون هواتف أو أجهزة إلكترونية، إذ يشجع المنتجع الزوار على التخلص من السموم الرقمية بشكل كامل.
وهناك أيضا منتجع “ليليوفيا إيلاند ريزورت”، الذي يقع ضمن مجموعة جزر لومايفيتي، ويعمل على الحفاظ على بيئته البحرية من خلال زراعة الشعاب المرجانية والمراقبة النشطة للسلاحف والحيتان والدلافين. ويمكن مشاهدة الحياة البرية الوفيرة في الجزيرة عن طريق الغطس أو التجديف بالوقوف على الألواح أو فوق زورق تقليدي.
المصدر:١