قدّم الفنان السوري جمال سليمان بطلب استقالته من «الائتلاف» المعارض بعد حوالي الشهر على انضمامه رسمياً للائتلاف السوري المعارض بتشكيلته الجديدة.
وفي مقابلة مع «سي ان ان » قال سليمان عن أسباب إستقالته ” لقد أوضحت في رساله الاستقالة أنني أؤمن بمفهوم المؤسسة، وبالتالي عندما أنتمي إلى مؤسسة ما لابد أن التزم بقراراتها وسياساتها ومواقفها، وأنا أفضل الاحتفاظ بهامش من الحرية التي تجعلني ألتزم فيما أقول وأفعل، وليس فيما تقوله وتفعله المؤسسة. إن الإئتلاف يحمل عبء ماضٍ من الممارسات، والتصريحات، والمواقف التي لم تعبر عن انسجام مكوناته، أي أن تلك المكونات لم تكن دائماً مؤتلفة مما لا ينسجم مع اسمه”
وتابع سليمان يوضح موقفه خلال المقابلة “عندما تم طرح فكره التوسعة شاع أمل بأننا نقترب من حل سياسي في إطار جنيف، وبأنه من الضروري أن يكون هناك تمثيل أوسع لأطياف سورية مختلفة، وأنه لا بد من إطلاق ورشة وطنية للحوار ضمن الإتلاف الموسع لتحضير استراتيجيته للتفاوض، ولكن الذي حدث أن عمليه التوسعة كانت معركه صعبه، استدعت كما هو معروف، تدخل سفراء دول عدة. ثم تبعها صمت رسمي استمر أكثر من شهر، كان الحديث فيه وراء الأبواب حول موضوع الانتخابات، وتوزيع المناصب، في حين أان التطورات على الارض كانت سريعة جداً بحيث أدت إلى اختفاء الحديث عن جنيف، وعن الحل السياسي. وأنا كشخص لم أجد نفسي معنيا بتلك النقاشات، وبالتالي الواجب يقتضي أن أعطي المكان لغيري”.
وردا على سؤال حول “رسالة” ما سعى الى توجيهها من خلال استقالته اكد سليمان انه موقف يخصه وحده وانه لا يشكك في وطنية اي من المنضمين للائتلاف لكن الاحداث على الارض تركت الائتلاف خلفها وسط عم وجود رؤية واضحة لهذا التجمع المعارض. واضاف ان ظهور التيارات التكفيري والجهادي الذي سيطر على عدد من المدن وقدم صورا بشعة جعله يعيد التفكير وقال” لا أريد أن أكون ملزماً بأشياء تخالف قناعاتي، ولا أريد في الوقت نفسه أن انتمي لمؤسسه أقول غير ما تقول”.
واعتبر ان السياسة ورطة لكل المواطنين وليس للفنانين وحدهم وان كانت تشكل ورطة اكبر لفئة الفنانيين لان مفهوم «المجتمعات العربية عن الفنانين ما زال ملتبسا، ويرتكز إلى مسلمات غريبة” على حد قوله وأضاف ” البعض يستهجن تدخل الفنان في الشأن السياسي، إما لأنه يعتبره أصغر من ذلك، أو لأنه يعتبره أسمى من ذلك. البعض الآخر يرى أن على الفنانين أن يتركوا قصورهم ولهوهم لبعض الوقت كي يحملوا البندقية ويقفوا في الصف الأول سواء مع النظام أو مع المعارضة”
واضاف ” يمكنك ومن حقك كفنان أو غير ذلك أن تتجنب ورطه الخوض في العمل السياسي، ولكن لا يمكن أن تعتبر نفسك غير معني في القضية الوطنية لأنها واجب، وليست ورطة”.