إختتم مفتي صور وجبل عامل العلامة الشيخ حسن عبدالله زيارته الى الكوت ديفوار والتي إستمرت أسبوعاً بالتأكيد على المبادئ التي أرساها الإمام المغيب السيد موسى الصدر بإعتبار العيش المشترك والتنوع الديني هو ثروة للبنان يجب المحافظة عليها إذ أن لبنان بتعايشه وبتنوعه الديني سبق الدول التي تفتخر بتنوعها العرقي بعقود.
وتطرق المفتي الى دور الفكر الإسلامي في تعزيز مبدأ التعايش والتنوع إذ أنه يقوم على مبدأ نصرة المظلوم والإنفتاح على الآخر وإعطاء الحقوق لأصحابها.
كما تطرق المفتي عبدالله الى الأوضاع اللبنانية مشدداً على ضرورة بناء الدولة العادلة ومحاربة الفساد والمفسدين داعماً مسيرة وجهود الحكومة اللبنانية الحالية التي تحرص على منح هذا الملف الحساس ما يستحقه من إهتمام وجهود مشيراً الى أن كل الدلائل تؤكد أن الدولة سائرة حتى النهاية في هذا النهج بدعم واضح من أركان الحكم ودولة الرئيس نبيه بري.
وجاء ذلك في كلمة مختصرة ألقاه المفتي أمام حشد من فاعليات الجالية اللبنانية خلال مأدبة عشاء أقامتها جمعية البر والتعاون على شرف المفتي عبد الله وتكريماً له بحضور السفير خليل محمد وممثل الرئيس بري، رئيس الجمعية، الحاج محمود ناصر الدين وفاعليات إقتصادية وإجتماعية وتربوية ووطنية وشخصيات إغترابية.
وتقدم الحضور رئيس غرفة التجارة والصناعة اللبنانية في الكوت ديفوار الدكتور جوزف الخوري ونائب رئيس الجمعية السيد ناصيف سقلاوي ونائب رئيس الجالية الحاج مصطفى برجي ومدير محطة طيران الشرق الأوسط في أبيدجان ولاغوس السيد جواد الموسوي.
كلمة الشيخ غسان درويش
وألقى إمام الجمعية الجمعية غسان درويش كلمة رحب في مستهلها بسماحة المفتي وبالضيوف جاء فيها:
أيها الأحبة
نحن فرد في منظومة نتكامل معها ونتآزر لنكون جميعاً صفاً واحداً وبنياياً مرصوصاً خدماً وعيناً ساهرة على مصالح أهلنا في الجالية الكريمة، فإننا والسفارة اللبنانية والجمعيات العاملة ومكتب الجالية وغرفة التجارة والصناعة نقف يداً واحدة لنصون الحاضر ونصنع المستقبل بما يليق بهذا الحاضر وذاك المستقبل لنعبر الصعاب ونمخر العباب الى ساحل العاج والتفوق الفرادة لنكون نموذجاً يحتذى.
وما حضورنا في هذا البلد الطيب بكل أطيافه إلا لنكون ساعداً يبني ولساناً يزرع في القلب المعرفة ولا شأن لنا بأمر السياسة الداخلي لهذا البلد المضياف والمعطاء وما ذلك إلا حرص منا على أمن والأمان وبغد يخلو من الصراعات وبغد تكون فيه كل طبقات المجتمع هذا قلباً على قلب ويداً بيد ولتحقيق هذا فإن أيدينا ممدوة لكل من يرغب بالعمل التطوعي في سبيل خدمة الجالية والإنسان.
ولأن مدرستنا ومنهجنا يتصل بجذره مع بذرة سقاها إمامنا المغيب لتنبت أصالة ونقاء وحباً للخير فما جاءت جاليتنا الى هذا البلد إلا لخير وما عملت إلا لنفع فقد علمنا ذلك الإمام أن المغترب اللبناني معمر لا مستعمر ونحن على منهجه نعمل ونعمر ونبني أطر التواصل الإجتماعية والثقافية والإقتصادية منذ القدم ونسعى الى زيادة التلاحم والتواصل والتقارب على كل صعيد عبر مؤسستنا هذه مع إخوتنا العاجيين لنكونا معاً، وما المبادرة التي أطلقها الأستاذ هيثم جمعة العام الماضي التي حث فيها على ضرورة إحياء جمعية الصداقة اللبنانية العاجية إلا دليل على أننا نتحرك من موقع المسؤولية الكبرى على عواتقنا فنرى أن سعة الأفق في المعاملة والتفكير سبب في نجاح البشرية وأن ضيق الأفق والفئوية لا تخدم أصحابها إلا أياماً معدودات ولذلك فإننا منفتحون على كل حب ومتلهفون لكل تعاون ويدنا ممدودة لكل إنسان لنأخذ بأيدي بعضنا الى شاطئ السلامة والأمان.
وفي الختام لا يسعني إلا أن أتوجه الى الضيف الكريم سماحة المفتي العزيز الشيخ حسن عبد الله لأرحب به من جديد بين أهله في وطنهم الثاني ولأقول له «إن حضورك بيننا يا سماحة المفتي كان كهطلات المطر في فصل الربيع روى عطشنا وسقى حقولنا بواسع معرفته وأشبع القلوب بسعة الصدر ونبل الخلق وطيب المعشر وأنبت زهراً لن يذبل وأورق أغصاناً لن تعرى. فلكم يا سماحة المفتي كل التقدير والعرفان والشكر على حضوركم وتكبدكم العناء في سبيل أبنائكم».