حفل التاريخ بشخصيات تركت بصمتها على مسار البشرية من خلال كتاباتهم او ابداعاتهم او اختراعاتهم، لكن اللافت في حياة هؤلاء هو اعتراف أغلبيتهم الساحقة بقيمة الحيوانات وبحقوقها.من أهل السياسة الى الاقتصاد الى اهل الادب والفن بكل اشكاله كانت فكرة اكتمال الانسانية من خلال طريقة تعاملهم مع الحيوانات موجودة ومعترف بها حتى ان غاندي ذهب الى إعتبار ان طريقة معاملة الحيوانات هي مقياس للحكم على حضارة وعظمة الامم.
قد تبدو فكرة الرفق بالحيوان في بلد كلبنان ضرب من الخيال. ففي بلد اللاحقوق والاستهتار بالانسان تصبح الحيوانات وحقوقها في المراتب الاخيرة من الاولويات. عوامل وان جعلت من مهمة جمعية Animals Lebanon اكثر صعوبة لكنها بالتأكيد لم تثنيها عن اكمال مسيرتها التي بدأت منذ خمس سنوات.
من الصفر كانت الانطلاقة في العام 2008 مع لانا الخليل، علي حمادة، صفا حجيج، جويل كنعان و ماغي شعراوي. مجموعة من الشباب حددوا اولوياتهم بترجمة احترامهم لكل اشكال الحياة بطريقة عملية فكرسوا وقتهم للاهتمام بالحيوانات الشاردة او المصابة وعرضها للتبني او ردها الى مكانها الاصلي.
تقول رئيسة الجمعية لنا الخليل ”للبحار”: ”بدأنا كمنقذين للكلاب والقطط الشاردة وللحيوانات المفترسة، ثم توسع عملنا شيئا فشيئا ليشمل تفقد حدائق الحيوانات والتي غالبا ما تكون في اوضاع مزرية بحيث نجد الحيوانات النافقة او المريضة.قمنا بانقاذ البعض وعملنا على إقفال بعض حدائق الحيوانات التي لا تلتزم بالحد الادنى من المعايير. لم نقم بحماية الحيوانات فحسب٬بل قمنا بحماية الاطفال من التعرض لهكذا مشاهد مؤذية”.
ومنذ ذلك الحين تعددت انجازات الجمعية في مختلف انحاء لبنان٬ فتم فتح باب التطوع اضافة الى العمل على زيادة الوعي لدى الناس عن اهمية التعامل مع الحيوانات بشكل حضاري من خلال نشاطات تقام في الجامعات والمدارس ناهيك عن الندوات واللقاءات التوجيهية واصدار المنشورات والدراسات.
تستذكر الخليل حادثة سيرك مونتي كارلو الذي دخل لبنان عن طريق مصر عام 2010: ”تلقينا اتصالا حينها من الاميرة عالية بنت الحسين، التي تهتم بحقوق الحيوانات وتنشط في هذا المجال، حول الاوضاع المأساوية للحيوانات في هذا السيرك. تم توثيق حالة هذه الحيوانات التي تركت بلا طعام لعشرة ايام وتم تقديم شكوى الى وزارة الزراعة وتمت إثارة الموضوع مع الوزير حسين الحاج حسن الذي كان متفهما ومتعاونا معنا”.
لكن الاهتمام بالحيوانات دون اطر قانونية وضوابط لم يعد كافيا،من هنا بدأت الجمعية بالعمل على مشروع قانون لحماية حقوق الحيوانات في لبنان.
وبالتعاون مع وزارة الصحة تم وضع مسودة لقوانين الرفق بالحيوان وفقا للمعايير الدولية وخلال العام 2011 أنهت اللجنة التي شكلها الوزير حسن لاعادة صياغة مشروع القانون عملها واحالت مشروع القانون الى الوزير لاعطائه مجراه القانوني. يذكر ان القوانين بشكل عام مستقاة من القوانين الدولية اضافة الى قوانين الدول العربية المجاورة للبنان.
وبعد عام ونصف عام على طرحه، سلك مشروع قانون حماية الحيوان والرفق به طريقه من وزارة الزراعة إلى مجلس الوزراء.
”القانون سيكون على طاولة مجلس الوزراء الشهر المقبل ونأمل ان يتم اقراره سريعا” تقول رئيسة الجمعية لانا الخليل ”حين درسنا القوانين الموجودة في لبنان اكتشفنا أن لبنان كان يتمتع بقانون حماية الحيوان في العام 1943، ما يشير الى أنه بلد حضاري منذ الاستقلال، إلا أن تلك القوانين انتهت صلاحيتها، الأمر الذي دفعنا الى التطرق الى المشاكل الحقيقية وعلى ضوئها تم وضع القوانين اللازمة”.
وقد تم نشر مشروع القانون على موقع وزارة الزراعة لتلقي ملاحظات المواطنين عليه ثم تم رفعه الى مجلس الوزراء منتصف الشهر الحالي.
حماية الحلقة الاضعف هو الهدف الذي انطلقت منه الجمعية، ورغم كل المصاعب التي واجهتها المنظمة ترى الخليل بان النضال الفعلي يبدأ بعد اقرار القانون لان الحرص على تطبيق القانون هو المرحلة الاصعب.
أهداف جمعية Animals lebanon:
مساعدة الحيوانات المعرضة للخطر وإنقاذها اضافة الى الحد من عدد الحيوانات الشاردة من خلال برنامج لتعقيمها وخصيها (TNR).
كما تعمل الجمعية على مكافحة التجارة المسيئة للحيوانات وحظر تنظيم أي عراك بين الحيوانات أو بينها وبين الإنسان. ورغم أن هذا النوع من المراهنات غير منتشر في لبنان، إلا أن نشطاء الرفق بالحيوان يؤكدون ان حلبات العراك بين الديوك والكلاب موجودة في لبنان، وهي تقام في أماكن تحت الارض وتخضع لرقابة مشددة من قبل اصحابها.
كما حظر القانون استعمال الحيوانات في المعارض والحملات الإعلانية والأعمال الفنية، إذا كان استعمالها يسبب الألم أو الأذى أو المعاناة. وحظر تقديم الحيوانات كجوائز أو هدايا في المناسبات العامة. وحظر تشغيل الحيوانات التي لا تسمح لها صحتها أو سنها بالعمل. اضافة الى حظر استخدام الحيوانات المهدّدة بالانقراض في أعمال السيرك.
ويفترض أن ينشئ مشروع القانون المعدّل سلطة وصاية هي الاولى من نوعها على ميدان سباق الخيل في بيروت الذي تشرف عليه حصرياً ”جمعية حماية وتحسين نسل الجواد العربي”.
وتواجه هذه الجمعية انتقادات واسعة نتيجة الفلتان في حقن خيول السباق بالمنشطات وسوء معاملتها.
وتسعى الجمعية إلى نشر التوعية حول كيفية وجوب معاملة الحيوانات ومنع الإساءة إليها عبر مختلف الوسائل المشروعة والقانونية الامر الذي يصب في مصلحة الانسان في نهاية المطاف كون الحرص على التزام مزارع الحيوانات بالمعايير سيحد من الامراض التي تصيب الحيوانات والتي تنتهي على موائد اللبنانيين بكل شوائبها.
المؤسسون: لنا فيصل الخليل ـ صفاء محمود حجيج ـ جوال شارل كنعان ـ مرغريت عدنان شعراوي ـ علي حسن حمادي
ممثل الجمعية تجاه الحكومة: علي حسن حمادي.
رئيسة الجمعية
تشغل لانا الخليل منصب رئيسة جمعية animals Lebanon منذ تأسيسها في العام 2008. حائزة على بكالوريوس في الاقتصاد من كلية سارة لورنس (Sarah Lawrence College)، الولايات المتحدة الأميركية. كما عملت في جمعية Fight Israeli State Terrorism فرع نيويورك.
شغلت منصب مديرة برامج جمعية انماء المخيم الفلسطيني في برج البراجنة من العام 2002 وحتى 2006. تأثرت خلال حياتها بشخصية المناضل شي غيفارا الذي تصفه بالرمز الذي ضحى بحياته من اجل حقوق الانسان بالحرية والعيش بكرامة، كما كان لغاندي ومسيرة نضاله السلمي تأثيره الكبير على شخصية الخليل. ولعل التأثير الاكبر في حياتها كان من والديها السيد فيصل الخليل والسيدة مايا الخليل الذين قدما الدعم والتفهم الكبيرين لابنتهما التي تقترب من تحقيق انجاز كبير في مجال حماية حقوق الحيوانات في لبنان.