تقف تونس على أعتاب أزمة إنسانية وإجتماعية من العيار الثقيل بسبب «جهاد النكاح» الذي أسفر عن عودة عشرات التونسيات حوامل من سوريا بعد تأديتهن «لواجبهن الجهادي». التحذير جاء على لسان وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو أمام المجلس التأسيسي (البرلمان التونسي)، لكن الحكاية تعود الى ابعد من ذلك.
الحكاية ليست وليدة الشهرين الماضيين بل ابعد من ذلك بكثير، فالفتيات التونسيات وغير التونسيات لبين دعوة الفتوى منذ اعلانها، لكن المصيبة وقعت لدى عودة التونسيات حاملات بأطفال لا اباء لهم ولا سبيل لمعرفة هوية الاب كونه يتم التناوب على الفتاة من قبل اكثر من رجل.
بن جدو دعا إلى وقفة وطنية جادة لوضح حد لهذه الظاهرة، التي تسببت في مأساة حقيقية للمجتمع التونسي “يتدوال عليهن جنسيا عشرون وثلاثون ومائة مقاتل، ويرجعن إلينا يحملن ثمرة الاتصالات الجنسية باسم جهاد النكاح، ونحن ساكتون ومكتوفو الأيدي”.
الصحف تناولت الخبر منذ مدة، لكن المادة الجديدة هو حمل الفتيات، وفي هذا الاطار نشرت صحيفة « الشروق التونسية» تحقيقا عن الية تجنيد «مجاهدات النكاح». ونقلت الصحيفة عن مصدر امني قوله ان المفاجأة هو وجود فتيات جامعيات ضمن «اللائحة»، وانه رغم مستواهن العلمي تم اقناعهن بالسفر الى سوريا والمشاركة في «جهاد النكاح». ويضيف “لحسن الحظ فإنهن لم يعدن حوامل من رحلتهن لأن اثنتين منهن أجهضن هناك منذ بداية الحمل في حين أن الباقيات لم يحملن منذ البداية واتخذن الاجراءات الوقائية.”
وعن الية التجنيد تقول صحيفة «الشروق» ان المرحلة الاولى تتم عبر دعوتهن لحضور دروس دينية مغلقة تجمعهن مع ثلاث سيدات منقبات نادرا ما يكشفن عن وجوههن . وتنقل الصحيفة عن احدى العائدات من سوريا قولها ” سألناهن لماذا لا تكشفن عن وجوهكن ؟ فأجابت احدهن والملقبة بأم أيمن أنهن مراقبات من قبل قوات الأمن ويخفن أن يتم مداهمة المسجد في اي لحظة”.
وبعد اقناع فتاة تقوم هي باقناع المقربات منها وهكذا ..
لمياء فتاة روت حكايتها حول سفرها الى سوريا، تقول الفتاة البالغة من العمر تسعة عشر عاما انها غادرت تونس باتجاه بنغازي ثم الى اليمن وبعدها الى مدينة حلب في سوريا حيث مارست الجنس مع باكستانيين وأفغان وليبيين وتونسيين وعراقيين وسعوديين وصوماليين وأن الجنين الذي في أحشائها مجهول الهوية والنسب. وتؤكد انها التقت بفتيات من جنسيات مختلفة هناك كما تعرفت الى تونسيات من مدن القصرين والكاف وحي التحرير والمروج وبنزرت وقفصة وصفاقس .
وتم اعتقال لمياء فور وصولها الى المعبر الحدودي وذلك بعد كانت عائلتها قد اصدرت بيان «ضياع» بعد ان رحلت بدون ان تبلغ احد. وبعد التحقيق معها اعترفت انها كانت في سوريا. وتعتبر فتوى جهاد النكاح هي فتوى مجهولة الهوية، نسبت إلى الشيخ العريفي، انتشرت على نطاق واسع أثناء الأزمة السورية، دعت النساء إلى التوجه إلى سوريا للترفيه عن المقاتلين السوريين، بعقود زواج شفهية من أجل تشجيعهم على القتال.